حديث د.أحمد عبد العزيز: طبيب مصري يعمل في أخطر الأماكن في قطاع غزة

إنه الطبيب المصري الإنسان أحمد عبد العزيز، أستاذ جراحة العظام في القصر العيني بجامعة القاهرة، خاطر بحياته وذهب إلى قطاع غزة في أكثر الأماكن دموية وأشدها دمارا، فهو يشارك الطواقم الطبية في شمال القطاع، إيمانا منه بالقضية الفلسطينية، وضرورة إنقاذ أهالينا في غزة.

أحمد عبد العزيز طبيب مصري في أخطر الأماكن في غزة

أستاذ جراحة العظام: د. أحمد عبد العزيز

الطبيب أحمد عبد العزيز

حيث غادر الأستاذ الدكتور أحمد عبد العزيز (75 عاما)، أستاذ جراحة العظام القاهرة إلى قطاع غزة في مهمة إنسانية، لإنقاذ الآلاف من المصابين بالقطاع جراء القصف الإسرائيلي الوحشي في غزة، ويروي الطبيب أنه لم يرى في غزة أي علامات للإنسانية، ورأى ما لم يتخيله أي إنسان من دمار شامل، فقد رأى بيوتا مهدمة على طول الطريق، حيث لا يوجد مبنى واحد قائم، حرب إبادة بمعنى الكلمة، حيث سويت المنازل بالأرض أو احترقت، وأصبحت المنازل مقابر للسكان، والمتبقي من السكان يعيشون في خيام “غير حقيقية”، خيام عبارة عن ملاءة سرير مشدودة على حبل، لا تستر ولا تقي من برد أو حر، وداخل الخيام أعداد كبيرة من البشر، لا توجد مياه للشرب نظيفة، لا يوجد صرف صحي، لا يوجد غذاء كافي ولا وجبات منتظمة.

وضع مخجل للبشرية

كما ذكر الطبيب المصري أحمد عبد العزيز، أن هذا الوضع اللا إنساني في غزة، يخجل أي إنسان يرى كل ذلك ويعلم به ولا يساعد، حيث يستمر الطبيب المصري في مساعدة الطواقم الطبية أو الجيش الأبيض في قطاع غزة، ضمن وفد “مؤسسة رحمة العالمية”، التي حضرت لغزة بعد تدني الوضع الصحي وفشل المنظومة الصحية نتيجة القصف وانقطاع الكهرباء، وزيادة عدد المصابين بشكل لا تستطيع مواكبته أي إمكانيات في جهاز صحي في العالم، حيث يوجد حوالي 70 ألف مصاب، وعدد المستشفيات في غزة يتضاءل حين بعد حين جراء القصف العنيف واستهداف جيش الاحتلال للمستشفيات.

معاناة القطاع الطبي في غزة

كما تحدث سيادته عن معاناة القطاع الصحي في غزة، حيث أنهم يعانون كما يعاني جميع السكان من المجاعة ونقص المياه، فضلا عن نقص المعدات الطبية والإمكانيات الصحية، كما روى الطبيب أحمد عبد العزيز أن الأطباء في غزة يرجعون آخر الليل إلى النوم مع أسرهم داخل الخيام بعد قصف بيوتهم جميعا، وهذا منتهى الضغط النفسي، حيث نزحوا من مكان لمكان عدة مرات، وفي كل مرة يقصف المنزل الذي نزحوا إليه، حتى عاشوا في الخيام.

مناشدات للإنسانية

ويناشد الطبيب العالم من داخل غزة، هناك بشر عاديون لا يحملون السلاح ولكنهم مصابون وينزفون، والإمكانيات الطبية تنفذ يوما بعد يوم، بعيد عن أطراف الصراع، أناشد الإنسانية بتوفير المساعدات لأهالي غزة المنكوبين، ويتساءل عن مستقبل سكان غزة، كيف سيعيشون في المستقبل؟!، وكيف يمكن إزالة كل هذا الدمار والجثث من تحته؟!، الشهيد حي يرزق عند ربه، ولكن من هم على قيد الحياة الآن، أين سيعيشون؟، هذه هي الحرب الثانية التي سوف تبدأ بعد انتهاء هذه الحرب.

الوضع قاسي لا يمكن تخيله

كمية الأطفال المصابين في غزة والأيتام كثيرة للغاية، في وضع كارثي لا يمكن تخيله، فهناك طفلة مثلا تعاني من بتر في الزراع وحرق في الجسم، ورجلها عبارة عن عظمة في الهواء وقدم، وتسأل طول الوقت عن أهلها أب أو أم أو أخ أوعم، كلهم ماتوا في المنزل ولم يبقى إلا هي، هكذا الحال المؤلم للعديد من الأطفال.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد