راسبوتين.. الراهب المجنون الذي قاد روسيا إلى الفوضى

التاريخ يرسم صورة راهب مجنون قاد روسيا نحو الفوضى والفساد. راسبوتين أو الفاجر هو أحد الشخصيات التي حامت حولها الأساطير. نظراً لامتلاكه قدرات خارقة تسمح له بالتنبؤ بالمستقبل وشفاء الأمراض المستعصية. فمن هو هذا الراهب الفاجر؟ ولماذا لم يكن قتله سهلاً؟

راسبوتين

صورة لراسبوتين الذي قاد روسيا إلى الخراب

نشأته وحياته

كان راسبوتين فلاحاً جاهلاً. وُلد لأسرة فقيرة في سيبيريا عام 1869، ويُقال أنه قد تلقى القليل من التعليم أو ربما لم يتعلم القراءة أو الكتابة. فلم يذكر التاريخ شيئاً مؤكداً بخصوص تعليمه. اشتهر راسبوتين في السنوات الأولى من حياته بامتلاكه لبعض القوى الخارقة، وكان يتسم بالقسوة الشديدة.

حصل راسبوتين على هذا الاسم الذي يحمل معنى ” الفاجر ” نظراً لعلاقاته الجنسية التي لا حد لها. لكن بعض المؤرخين يعتقدون أن هذا الاسم يعني ” مكان التقاء نهرين” وهي منطقة بالقرب من المكان الذي ولد فيه في سيبيريا.

راسبوتين راهباً

راسبوتين
الراهب الفاجر راسبوتين

تزوج راسبوتين من بروسكوفيا فيودوروفنا في سن التاسعة عشرة من عمره، وأنجبا منها ثلاثة أطفال. كان مشهوراً بسرقة الجياد. لكن تم كشفه أثناء قيامه بالسرقة فهرب إلى أحد الأديرة، ومن هنا اعتزل راسبوتين الحياة ودخل في الرهبة.

لم يستمر هذا الوضع كثيراً فقد تم اتهامه باغتصاب إحدى الراهبات. هرب مجدداً وأثناء تجواله في البلاد ذاع صيته كمعالج روحي حتى وصل إلى قصر القيصر نيكولاس الثاني. تم استدعاءه من قبل القيصر وزوجته ألكسندرا فيودوروفنا  من أجل علاج ابنهما المصاب بالهيموفيليا، وبالفعل تم شفاء الصبي، ومن هنا نال ثقة القيصر وحصل على مكافاة كبيرة. حيث تم تعيينه كأقرب مستشار للقيصرية.

فساد راسبوتين في المجتمع الراقي

بحلول عام 1911 شرع راسبوتين في استخدام نفوذه لتعيين مسؤولين غير أكفاء وفاسدين. بينما ترك هذه المهمة وانغمس في الشراب والعلاقات الجنسية. كان لدى راسبوتين سحر الرجل المحتال، وقد كان يسعد بإهانة نساء المجتمع الراقي من خلال جعلهن يلعقن أصابعه القذرة بعد غمسهن في الحساء. كما كان معروفاً بمرافقته البغايا ليلاً حتى عندما كان ينصح القيصرية بشأن سياسة الدولة نهاراً.

بين عامي 1906 و1914، استغل العديد من السياسيين والصحفيين ارتباط راسبوتين بالعائلة الإمبراطورية لتقويض مصداقية الأسرة الحاكمة ودفعها نحو الإصلاح. ظهرت روايات وقصص عن سلوكه الفاسد في الصحافة، مما أدى إلى تفاقم كراهية راسبوتين بين مسؤولي الدولة.

حكم روسيا أثناء الحرب العالمية الأولى

راسبوتين

مع دخول روسيا الحرب العالمية الأولى، تنبأ راسبوتين بحدوث كارثة بالبلاد. في ذلك الوقت تولى نيكولاس الثاني قيادة الجيش الروسي في عام 1915، وتولت ألكسندرا زوجته مسؤولية السياسة الداخلية للبلاد. ومن هنا حكم راسبوتين روسيا القيصرية تحت راية ألكسندرا التي كانت تدافع عنه دوماً. لقد أقالت العديد من الوزراء الذين قيل إنهم يشتبهون في الراهب المجنون. كما حاول الكثير من المسؤولين الحكوميين تحذيرها من نفوذ راسبوتين غير المبرر، لكنها مع ذلك استمرت في الدفاع عنه.

الاغتيال المريب

في ليلة 29 ديسمبر 1916 قامت مجموعة من المتآمرين بما في ذلك ابن عم القيصر الأول الدوق الأكبر ديمتري بافلوفيتش، والأمير فيليكس يوسوبوف بدعوة راسبوتين إلى قصر يوسوبوف. أولاً، أعطى القتلة لراسبوتين طعاماً ونبيذاً مع السيانيد. لكن مع ذلك لم يكن للسم أي تأثير عليه. بعد فشل هذا الأمر أطلقوا النار عليه من مسافة قريبة، وتركوه ليموت. ولكن بعد ذلك بوقت قصير  عاد راسبوتين إلى الحياة وحاول الهرب من أراضي القصر، وعندها أطلق مهاجموه النار عليه مرة أخرى وضربوه بقسوة. أخيرًا، ربطوا راسبوتين الذي كان لا يزال على قيد الحياة بأعجوبة، وألقوا به في نهر متجمد. تم اكتشاف جثته بعد عدة أيام وتم نفي المتآمرين الرئيسيين، يوسوبوف وبافلوفيتش.

على الرغم من قتل راسبوتين إلا أن آخر نبوءاته قبل موته قد تحققت بعد فترة وجيزة من قتله. حيث كتب إلى نيكولاس رسالة يخبره فيها بأنه إذا قُتل على يد المسؤولين الحكوميين فإن العائلة الإمبراطورية بأكملها ستقتل على يد الشعب الروسي. وقد تحققت نبوته بعد 15 شهراً من مقتله. حيث قُتل القيصر وزوجته وجميع أطفالهم على يد بعض القتلة أثناء الثورة الروسية.

كان راسبوتين أحد أغرب الشخصيات التاريخية التي كان لها أثراً بالغاً في الحياة السياسية الروسية. ورغم وجود العديد من التفسيرات الخاصة بأفعاله الغريبة إلا أن الأساطير مازالت تحوم حول هذه الشخصية الغامضة.

المراجع:

  1. Author: the editors of history web، (11/16/2009)، ​​​​Rasputin is murdered، www.history.com، Retrieved: 12/3/2020.
  2. Author: the editors of Biography web، (4/2/2014)، Rasputin Biography، www.biography.com، Retrieved: 12/3/2020.

قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد