في أعماق مدينة حيفا، تنسج الأساطير والذكريات قصة ممزوجة بين الألم والأمل، إنها رواية «عائد إلى حيفا» للأديب الفلسطيني الراحل «غسان كنفاني» حيث يلحن على أوتارها نغمات الماضي المفقود والوعد المنتظر، هذه الرواية الاستثنائية تجسد حكاية عائد يشق طريقه عبر زمن مرير، وأحداث مشوقة، حيث يتداخل التاريخ بأحداث الحاضر، وتشكل صفحاتها جسرا بين الذاكرة والواقع، وتنقلنا إلى عالم مضطرب بين الأمس واليوم، في هذه الرواية تظهر مدينة حيفا بألوانها وأرواحها الحية، وتستدعي الماضي العريق بكل تفاصيله وأشكاله، إنها رحلة إلى قلب التاريخ والهويات المتعددة، حيث يلتقي الماضي والحاضر بأسلوب كاتب يحاكي مشاعر القارئ، ويثير تساؤلاته حول معنى الانتماء وأثره على حياة الإنسان. «عائد إلى حيفا» تأخذنا معها بقلم الكاتب في رحلة مذهلة تفتح أمامنا أبوابا لعوالم مختلفة، وتدعونا للتأمل في مفردات الزمان والمكان، وتجعلنا نفكر في قدرتنا على تشكيل مستقبل يعيد للذاكرة والتاريخ مكانتهما اللامتناهية، إنها رواية تجمع بين الأدب والفلسفة بأسلوب راقي وجميل، وهي قصة لا تنسى، تستحق أن تكون جزءا من رحلة كل قارئ باحثا عن أعمق معاني الوجود والإنسانية.
معلومات عامة عن الرواية
اسم الكاتب: غسان كنفاني.
الفئة: قصص أدبية.
اللغة: العربية.
الترجمة: تُرجمت إلى الإنجليزية، واليابانية، والفارسية، والروسية.
سنة النشر: أول إصدار سنة 1969.
عدد الصفحات: أقل من 85 (حسب الطبعة).
وصف الرواية
رواية عائد الى حيفا، من الروايات التي لاقت رواجا عالميا كبيرا، ونجحت نجاحا باهرا حتى تم ترجمتها الى عدة لغات، وكذلك تم تحويلها الى عملا سينمائيا في عام 1981 وفي عام 1994 وغيرهما، وكذلك عرضت في عرض مسرحي آخر، وتعتبر الرواية نصا أدبيا يحكي واقع الكاتب ومن حوله من الشعب الفلسطيني وما لحقهم من ظلم وتشريد بعد حرب 1948 من قبل الكيان الصهيوني، ويحكي فيها الكاتب كيف عانى هذا الشعب وجرحت آلامه في هذا الواقع الأليم، والذي عبر عنه الكاتب من خلال قصة تهجير عائلة من منزلها الذي كان يقع في مدينة حيفا قهرا وظلما من قبل الصهاينة، وكانت شخصيات القصة تدور حول الاب سعيد، وزوجته صفية، وابنهما خلدون، وتعطي الرواية بشكل عام معنى الوطنية والمواطنة من خلال حب سعيد لوطنه ورغبته في العودة إليه بعد كل ما عانى فيه، وتحكي الرواية حيزا كبيرا من رحلة البطل في طريق العودة الى حيفا.
نبذة عن الكاتب
غسان كنفاني، روائي، وأديب، وصحفي فلسطيني الأصل، ولد بمدينة عكا عام 1936، وأهم ما يميز كتاباته هو التعمق في الثقافة العربية وخاصة الفلسطينية، وكتب غسان ثمانية عشرة عملا ادبيا، بالإضافة الى مئات المقالات الصحفية، والدراسات السياسية والثقافية، وقد تم إعادة طباعة وترجمة مؤلفاته بعد وفاته ونشرت في العديد من البلدان، واستشهد غسان على يد عملاء صهاينة بيروت على أثر انفجار سيارة مفخخة في عام 1971م.
اقتباسات من الكتاب