عندما يقرر سائق ميكروباص قتل الركاب.. من المذنب؟

لا تأخذ عناوين الأخبار المثيرة وخاصة أخبار الحوادث على حقيقتها حتى وإن كانت صادقة.. نصيحة مهمة جداً إذا كنت تريد فعلا معرفة أسباب الحوادث الحقيقية، وعليك أن تتبع الحكاية القديمة التي تقول: إذا استمر سقوط نقطة من المياه على حجر لمدة 30 عاما هل نستطيع أن نحكم على النقطة الأخيرة بأنها كسرت الحجر؟

حادث ميكروباص المنيا المأساوي

 فإذا قرأت خبرا يقول أن شابا قتل والده من أجل 100 جنيه، فلا تصدقه حتى وإن جاء في اعترافات الابن ما يؤكد الخبر، أنه تشاجر مع والده بسبب 100 جنيه وانتهت المشاجرة بارتكاب الجريمة.

إن السبب السطحي لا يمكن أن يبرر قيام ابن بقتل أبيه، لكن ستجد في الخلفية أن العلاقة بين الإثنين غاية في السوء، وأن هناك إهمالا واضحا من الأب في تربية الابن، أو قام باستغلاله لفترة طويلة، أو أي سبب آخر قضى على علاقة الأبوة، أو دفع الابن إلى تعاطي المخدرات أو ما شابه، غيبت عقله فارتكب ما ارتكب من جرائم.

كل ما يمكن أن تنظر إليه باستغراب شديد تجاه الحوادث الغريبة في طابعها والتي تخالف ما تعود عليه البشر، ارجع إلى تاريخ أبطال الحكاية وانت تعرف السبب الحقيقي.

مطلوب حلول واقعية لمشاكل هذه الفئة

وإذا طبقنا ذلك على حادث ميكروباص المنيا، الذي أنهى حياة 9 مواطنين وأصاب 5 آخرين، حيث يوجد أكثر من سيناريو للحادث: الأول أن سائق الميكروباص قرر النزول بالسيارة في المياه عقابا للركاب الذين رفضوا دفع 15 جنيها بدلا من 13، أي من أجل 2 جنيه مات 9 أفراد.

والسيناريو الثاني حسب ما يرد من أخبار التحقيقات، أنه ثبت تعاطي السائق مادة الحشيش والأفيون وتم القبض عليه، والسيناريو الثالث جاء على لسان السائق أنه فوجئ بتعطل الفرامل، وهناك من قال أن السرعة الزائدة والمطبات الصناعية هي السبب.

لكن سواء صح أن السائق قرر معاقبة الركاب من أجل 2 جنيه، أو أن المخدرات هي السبب، فنحن ندور في نفس المكان الذي يفرض التساؤل من المذنب؟ وهل فعلا الـ 2 جنيه هي السبب؟

عاجل بالأسماء إصابة 17 شخص في حادثي انقلاب بطريق الصعيد في المنيا

وبتطبيق حكاية المياه والحجر على حادث الميكروباص، نستطيع أن نعود إلى طبيعة عمل سائق الميكروباص، وهل هو مؤهل لهذه الوظيفة؟ وهل هناك من يتابع حالته كل فترة للتأكد أنه صالح للقيام بها؟

هل المناخ الذي يعمل فيه سائقو السيارات يحملهم ضغوطا كثيرة، ومع الوقت يتحولون إلى قنبلة موقوتة يمكن أن تقتل بلا لأبسط الأسباب؟ أم أن هذه الفئة قد تجبرت حتى وصلت إلى ارتكاب الجرائم بدم بارد؟

عاجل بالأسماء إصابة 17 شخص في حادثي انقلاب بطريق الصعيد في المنيا

أعتقد أن معظم هذه الأسئلة يحتاج من المتخصصين ومن يهمهم الأمر البحث الدقيق في أسباب هذه الحوادث، بصرف النظر عن الإدانة القانونية لمرتكبيها، لأنها تتحول إلى عادات ومفاهيم لدى فئات المجتمع المختلفة، يمكن تكراراها إذا لم نصل إلى الأسباب الحقيقية لها ومحاولة علاجها، لعلنا ننقذ الكثير من الأرواح نتيجة عقد نفسية واجتماعية يمكن التغلب عليها.

 

 


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد

2 تعليقات
  1. Cilmi Dhinac Wayn faysal يقول

    Dream My Dream if Allah seys
    Scene: I will be gating if Allah seys best life tomorrow then my life today

    Thanks of Allah
    Scene thanks for mbc dream and groups

    1. غير معروف يقول

      محمد سمير محمد عبد السلام 01122522570