معا نحو جيل مثقف مروريا

تعاني معظم الدول مشاكل في المرور والزحام، نتيجة الكثافة السكانية الكبيرة، أو بسبب عدم التخطيط الجيد للطرق، أو عدم رصفها. وهذه الأزمة لم تسلم منها حتى كثير من الدول المتقدمة، لكن الغريب في الأمر، أن هناك من يتحدث عن هذه الأزمة وكأنها ليست موجودة إلا عندنا بالكويت.

لا شك في أن هناك بعض التكدسات المرورية في بعض الشوارع، لكن يجب ألا يتم تضخيم الأمور، وألا نغفل أن هناك مشروعات إنشاء وتطوير كبيرة وكثيرة تلف معظم المناطق، للتخلص من هذه المشكلة، ويجب كذلك
ألا نغض النظر عن السيولة المرورية التي أحدثتها ثورة بناء الجسور لدينا في السنوات الأخيرة.

ولو نظرنا إلى هذه القضية من عدة زوايا، لوجدنا أن قائدي المركبات يتحملون جزءاً كبيراً منها، فمعظم مناطق الكويت لها العديد من المداخل والمخارج وهم يصرون على مخرج واحد.

يجب أن نتحلى بالثقافة المرورية، فإذا ما رأى قائد المركبة بعض الزحام في طريق ما، فعليه مثلاً أن يغير هذا الطريق باتجاه آخر، وعدم تجمهر السيارات عند وقوع أي حادث، دون أدنى إحساس بالمسؤولية، مسببين ازدحامات مفتعلة وحوادث وتعطيل سيارات الإسعاف والشرطة عن تأدية واجبها.

ولا يعقل مع هذا التطور الذي وصلنا إليه، أن نجد من يصر على تجاوز السيارات عند الإشارات الضوئية أو المخارج، للانطلاق قبل الآخرين، هذا غير السرعة الجنونية على الخطوط السريعة والداخلية، وكأننا في سباق مع الزمن، إضافة إلى الرعونة والاستهتار في القيادة لدى البعض.

ورغم كل ما تبذله الدولة بشأن التوعية المرورية، فإننا ما زلنا نشاهد من يمسك بالهاتف ويتحدث أو يلتقط الصور أثناء القيادة، كذلك عدم الالتزام بربط حزام الأمان، رغم كل العقوبات المفروضة على المخالفين.

ومع كل هذه السلوكيات غير السيئة تجد من يوجه كل سهامه نحو التقصير في معالجة مشكلة الازدحام، متناسياً أن اتباع هذه السلوكيات المشينة له أبلغ الأثر السلبي، والتسبب في حدوث اختناقات مرورية.

إنها أزمة ثقافة مرورية وسوء تعامل مع الأمور، قبل أن يكون الأمر متعلقاً بإنشاء الطرق أو تهالكها أو رصفها، والمجتمع يتحمل الجزء الأكبر تجاه هذه المشكلة.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد