“مظاهر الاحتفال بالمولد النبوي”.. كيف استغلها نابليون بونابرت، وما سر العروسة والحصان؟!

عندما نتحدث عن مظاهر الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، فإننا نشير إلى حدث ديني بارز يجتاح العالم الإسلامي في الثاني عشر من ربيع الأول كل عام هجري، ولكن هل فكرت يومًا في أن تلك الاحتفالات قد استُخدمت لتحقيق أهداف سياسية وعسكرية؟! هذا ما فعله القائد الشهير نابليون بونابرت وحملته الفرنسية على مصر، فكيف تمكن من ذلك، وما هو سر ارتباط عروسة المولد والحصان بموكب الحاكم بأمر الله؟!

نابليون بونابرت بجوار عروسة المولد وحصان على خلفية باللون الأزرق الداكن - مصدر الصورة: تصميم خاص لنجوم مصرية

بداية الاحتفال بالمولد النبوي

في عالم يعبق بالتاريخ والتراث تشير لنا صفحات كتاب “حسن المقصد” للإمام جلال الدين السيوطي بأن الملك المظفر أبو سعيد كوكبري حاكم إمارة “أربيل” في عهد الدولة الأيوبية، هو أول من احتفل بالمولد النبوي الشريف بإقامة حفل ضخم يضم أفضل الحلويات والأطعمة، ويحضر إليه الأعيان والعلماء بعد تبديل ملابسهم الفارهة لبدء الاحتفال بمدح النبي والصحابة حتى بلوغ الفجر.

سر ارتباط العروسة والحصان باحتفالات المولد النبوي

عروسة المولد بجوار حصان يقوده الفارس على خلفية باللون الأبيض وحدود باللون الذهبي - مصدر الصورة: تصميم خاص لنجوم مصرية
عروسة المولد بجوار حصان يقوده الفارس على خلفية باللون الأبيض وحدود باللون الذهبي – مصدر الصورة: تصميم خاص لنجوم مصرية

بالنظر إلى المصادر التاريخية نجد أن ليالي الاحتفال بمولد النبي أصبحت أكثر شيوعًا مع بداية الدولة الفاطمية في عهد المعز لدين الله الفاطمي، وكان خروج الحاكم بأمر الله في ليلة المولد النبوي في موكب مهيب راكبًا على حصانه وخلفه هودج يحمل سيدته، في خط سير يشهده الجميع من قصر الخلافة حتى مشهد الإمام الحسين من أبرز مظاهر الاحتفال التي خلقت فكرة صناعة عروسة المولد والحصان، ويُقال أن الحاكم بأمر الله أمر بأن تتزامن حفلات عقد القرآن والزواج في يوم احتفالات المولد النبوي الشريف لذلك جاء الارتباط بينهم.

ذكاء نابليون بونابرت

لم تستمر الاحتفالات قائمة حتى جاء الخليفة المستعلي بالله وقرر إلغاؤها لتقتصر على توجه المسلمين لجامع الأزهر مع صناعة وتوزيع الحلوى، وعادت ليالي المولد العظيمة الكبرى مرة أخرى مع بداية العصر الأموي واستمرت حتى الدولة العثمانية، وكان الاحتفال بالمولد النبوي الشريف يتضمن توزيع الحلوى والأموال على العباد.

مع دخول الحملة الفرنسية إلى مصر سادت حالة من الدهشة والتعجب على بونابرت وجنوده في يوم الاحتفال بمولد النبي؛ حيث السرادقات الضخمة الممتلئة بالمنشدين في ساحة الرحبة ببركة الأزبكية، وحلقات الذكر التي تستمر طوال الليل حتى آذان الفجر، وقد استغل نابليون بونابرت توقف احتفالات المولد النبوي في إحدى الأعوام بسبب أحوال البلاد بعد أن علم من نقيب الأشراف الشيخ خليل البكري بأن سبب هذا التوقف عدم وجود ما يكفي من المال.

ليقرر إرسال تكاليف إقامة حلقات الذكر والاحتفالات إليه على الفور في محاولة منه لاجتذاب تعاطف المصريين تجاه الحملة الفرنسية وإزالة مشاعر الغضب تجاههم، ومن ثم تحقيق أهدافه السياسية والعسكرية التي جاء من أجلها؛ حيث ذكر الجبرتي في كتابه “عجائب الآثار في التراجم والأخبار” أن نابليون بونابرت أرسل إلى الشيخ خليل البكري 300 ريال فرنسي قيمة نفقات إقامة احتفالات المولد النبوي الشريف، وكان يحضر الاحتفالات مع المصريين هو وجنوده، وكرر ذلك في العام التالي سعيًا إلى استمالة قلوب المصرين تجاه قادة الحملة الفرنسية.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد