سوق آريا في كابول الأفغانية يشهد سلسلة من التغيرات فمن سوق “بريجنيف بازار” إلى “بوش بازار” ثم “المجاهدين بازار” فقد تناوبت الأسماء، والبضائع رغم أن السوق واحد، والمكان واحد

شهد سوق آريا في العاصمة الأفغانية كابول العديد من أحداث الصراعات داخل العاصمة كابول حيث أعقب الغزو السوفياتي إطلاق إسم “بريجنيف بازار” على السوق المتواجد في قلب العاصمة الأفغانية كابول، وذلك إشارة إلى إسم الزعيم السوفياتي ليونيد بريجنيف الذى أعطى الأمر بالغزو السوفياتي للأراضي الأفغانية في ظل سلسلة من النزاعات الداخلية، والإنقلابات التى كانت تعيشها الدولة الأفغانية مما دفع الزعيم السوفياتي إلى الغزو عام 1979 والذى دام عشر سنوات، شهد خلالها السوق تغييراً للإسم، ونوعية البضائع المعروضة، والتى بات يغلب عليها الطابع العسكري السوفياتي من معدات عسكرية، وأحذية، وأزياء عسكرية بجانب بعض الأغذية، والمشروبات مثل الفوديكا، وهو نوع من الخمور إضافة إلى الكافيار، وغيرها من البضائع ذات الطابع العسكري، والتى كانت تقدم كدعم للقوات السوفياتية، وعقب إنتهاء حقبة الغزو السوفياتي عاد السوق إلى سابق عهده إلى أن جاء الغزو الأمريكي عقب أحداث الحادي عشر من سبتمبر، والذى قاده الرئيس الأمريكي بوش الإبن ليعود السوق لأخذ طابع آخر جديد من حيث الإسم، ونوعية البضائع فقد تم إطلاق إسم “بوش بازار” على السوق نسبة إلى بوش الإبن قائد الإحتلال، كما تغيرت نوعية البضائع التى أصبحت تحمل الطابع العسكري الأمريكي، والتى كان يتم تهريبها من القواعد الأمريكية المتواجدة في أفغانستان، ولكنها لم تتغير كثيراً عن نظيرتها من البضائع السوفياتية سوى أنها باتت تحمل الطابع العسكري الأمريكي، ومن تلك البضائع نضارات الرؤية الليلية، والتى كانت تستغلها المقاومة ضد الإحتلال الأمريكي، وكذلك الأحذية، والأزياء العسكرية، والعديد من الأطعمة، والمشروبات، والتى كان معظمها منتهي الصلاحيه بجانب إحتواء معظمها على لحم الخنزير، ولم يتنبه رواد السوق إلى هذا بسبب عدم معرفتهم باللغة الإنجليزية، ورغم هذا فقد حظيت المنتجات المعروضة بشعبية واسعة نظراً لكونها منتجات أجنبية، وذات جودة عاليه كما يرى الشعب الأفغاني إضافة إلى أن أسعارها متاحة لدى الجميع، وقد دامت تلك الحقبة لمدة عشرين سنة إلى أن إنتهى الإحتلال الأمريكي، وتولت طالبان مقاليد الحكم في البلاد ليتم تغيير إسم السوق مرة أخرى من “بوش بازار” إلى “المجاهدين بازار” في حين مازال البعض يطلق على السوق إسم “بوش بازار” إلى الآن كما تغيرت نوعية البضائع مع تغيير الاسم حيث أصبحت تحمل الطابع المحلي، وهكذا يبقى السوق في مكانه شاهداً على التغيرات السياسية، والعسكرية على الأراضي الأفغانية فهل ستكون تلك نهاية سلسلة التقلبات التى مر بها السوق أم أنه سيشهد تقلبات مستقبلية أخري؟


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد