العادات| القوة الخفية التي تتحكم في حياتنا

العادات، هي سلوكيات مكتسبة نقوم بها بشكل متكرر حتى تصبح تلقائية،  والعادات يمكن أن تكون جيدة أو سيئة، ويمكن أن يكون لها تأثير كبير على حياتنا.

العادات| القوة الخفية التي تتحكم في حياتنا - مصدر الصورة: موقع Freepik

تتشكل العادات من خلال عملية تسمى التعزيز، وهذه العملية تعني أنّه عندما نقوم بسلوك ما ونحصل على نتيجة إيجابية، فنحن أكثر عرضة لتكرار ذلك السلوك في المستقبل، فعلى سبيل المثال، إذا تناولنا وجبة خفيفة غير صحية وشعرنا بالسعادة بعد ذلك، فمن المرجح أن نتناول وجبة خفيفة غير صحية مرة أخرى في المستقبل.

وجدت دراسة أجرتها جامعة في لندن عام 2010 أن الأمر يستغرق في المتوسط 66 يومًا لتكوين عادة جديدة، ومع ذلك، يمكن أن يختلف هذا الوقت اعتمادًا على مدى تعقيد العادة ومدى صعوبة القيام بها.

العادات الجيدة مقابل العادات السيئة

في الواقع، التمييز الحقيقي الوحيد بين العادات الجيدة والسيئة يعتمد على نمط السلوك المكتسب هل هو نشاطًا جيدًا أم سيئًا، وفقًا لما تحدده غالبية المجتمع.

حدد أي عادات إيجابية تريد ترسيخها، ثم كرر النشاط المفيد الذي يشكل تلك العادة حتى تقوم به بشكل اعتيادي دون أن تتعرف عليه.

تعرف على العادات السيئة التي ترغب في التخلص منها، ثم قاوم تكرار الفعل السيئ الذي يتضمن تلك العادة حتى تقوم بشكل طبيعي بنشاط بديل يتم الحكم عليه بشكل أفضل من ذلك الفعل السيئ بدلاً من ذلك.

سيستغرق الأمر بعض الوقت “لتجديد أسلاك” عقلك للتخلي عن العادة السيئة واعتماد العادة الجديدة.

حدد عاداتك السيئة وأزلها من حياتك

العادات السيئة هي أنشطة غير مرغوب فيها يمارسها الشخص بشكل منتظم، ولأن الفعل يبدو طبيعيًا للغاية بالنسبة لنا، فإننا نصبح محصنين ضده لدرجة أنه يجب على الآخرين عادةً أن يشيروا إلينا به.

“لن يكون كسر العادة السلبية أو التغلب عليها عملية بين عشية وضحاها، وقد يستغرق الأمر من بضعة أسابيع إلى عدة أشهر لاكتساب السلوك الجديد”.

كيفية تكوين العادات الجيدة والحفاظ عليها

إذا أردنا تكوين عادة جيدة، فيمكننا اتباع هذه الخطوات:

1- حدد العادة التي تريد تكوينها

فكر في ما تريد تحقيقه في حياتك. هل تريد أن تكون أكثر صحة؟ هل تريد أن تكون أكثر إنتاجية؟ هل تريد أن تكون أكثر سعادة؟ بمجرد أن تحدد ما تريد تحقيقه، يمكنك تحديد العادة التي ستساعدك على تحقيق ذلك الهدف.

2- حدد السلوك الذي تريد القيام به كجزء من هذه العادة

ما هو السلوك الذي تحتاج إلى القيام به بشكل متكرر لتكوين هذه العادة؟ على سبيل المثال، إذا كنت تريد أن تكون أكثر صحة، فقد ترغب في تحديد عادة ممارسة الرياضة بانتظام. أو إذا كنت تريد أن تكون أكثر إنتاجية، فقد ترغب في تحديد عادة تحديد أهدافك وإنشاء جدول زمني لتحقيقها.

3- حدد محفزات العادة الجيدة

ما الذي يجعلك ترغب في القيام بهذه العادة؟ ما هي المواقف أو الأحداث التي تجعلك ترغب في القيام بها؟ على سبيل المثال، إذا كنت تريد أن تكون أكثر صحة، فقد ترغب في تحديد محفزات مثل الرغبة في الشعور بالرضا عن نفسك أو الرغبة في إطالة عمرك.

4- ضع خطة للتعامل مع المحفزات

بمجرد أن تعرف محفزات العادة الجيدة، يمكنك وضع خطة للتعامل معها. على سبيل المثال، إذا كنت تريد أن تكون أكثر صحة، فقد ترغب في وضع خطة لتحديد وقت معين كل يوم للذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية.

5- ابدأ في الممارسة

الآن بعد أن حددت العادة التي تريد تكوينها، والسلوك الذي تريد القيام به كجزء من هذه العادة، ومحفزات العادة الجيدة، فأنت مستعد للبدء في الممارسة.

ابدأ بممارسة العادة لبضع دقائق كل يوم، وبمرور الوقت، يمكنك زيادة مقدار الوقت الذي تقضيه في ممارسة العادة.

تذكر أن تكوين عادة جديدة يستغرق وقتًا وجهدًا، فقط استمر في الممارسة بانتظام وسوف تلاحظ في النهاية أن العادة تصبح أكثر سهولة.

إنشاء نظام دعم للبقاء على المسار الصحيح

 

عندما تحاول تغيير عاداتك، فمن الطبيعي أن تعود إلى عاداتك القديمة من وقت لآخر، لذا فإن نظام الدعم يمكنه أن يساعدك على البقاء على المسار الصحيح وتحقيق أهدافك.

يمكن أن يشمل نظام الدعم:

• العائلة والأصدقاء الذين يمكنهم دعمك وتقديم الإرشادات.
• تطبيقات الهاتف أو البرامج التي يمكنها مساعدتك على تتبع تقدمك وتحفيزك.
• مجموعات الدعم أو المنتديات عبر الإنترنت حيث يمكنك التواصل مع أشخاص آخرين يحاولون تحقيق أهداف مماثلة.

نصائح يجب اتباعها عند محاولة تغيير العادة

• ابدأ صغيرًا

عندما تحاول تغيير عاداتك، من المهم البدء صغيرًا، فلا تحاول تغيير كل شيء دفعة واحدة، فهذا من المرجح أن يؤدي إلى الفشل.

بدلاً من ذلك، ركز على تغيير عادة واحدة في كل مرة، ابدأ بشيء بسيط يمكنك الالتزام به، مثل ممارسة الرياضة لمدة 10 دقائق كل يوم، وبمجرد أن تتقن هذه العادة، يمكنك إضافة عادة أخرى.

• خذ وقتك

تغيير العادات يستغرق وقتًا وجهدًا فلا تتوقع أن تصبح مثاليًا بين عشية وضحاها.

كن صبورًا مع نفسك وكن مستعدًا للتراجع من وقت لآخر، وبمجرد أن تستمر في الممارسة، ستلاحظ أن العادات الجديدة تصبح أسهل.

 

العادات هي قوة قوية يمكن أن تؤثر على حياتنا بشكل إيجابي أو سلبي، ومن خلال فهم كيفية عمل العادات، يمكننا أن نختار تكوين عادات جيدة وكسر العادات السيئة.