القصة الحقيقية للأميرة الهندية “بوكاهانتس”

لقد عرفنا شخصية بوكاهنتس من خلال فيلم الرسوم المتحركة الذي أنتجته شركة والت ديزني وهو يروي قصة الأميرة الهندية بوكاهنتس والتي كانت تنتمي لقبائل الهنود الحمر وهم السكان الأصليون للقارتين الأمريكيتين قبل اكتشافهما من قِبَل الرَحَّالَة الشهير (كريستوفر كولومبوس).

(الهنود الحمر)

كانت نهاية الفيلم سعيدة بعد أن أقنعت بوكاهانتس والدها (بوهاتان) زعيم إحدى قبائل الهنود الحمر بإنهاء الحرب بين السكان الأصليين والمستعمرين الإنجليز ونجحت في إحلال السلام فيما بينهم، كلنا نعرف هذه القصة ولكن هل هي القصة الحقيقية أم أن ديزني أخفت عنا جوانب أخرى من هذه القصة؟

الواقع أن القصة الأصلية مختلفة تماماً عما ورد في الفيلم، فقصة الحب التي نشأت بين بوكاهانتس و(جون سميث) وكذلك قصة إنقاذها له ليست سوى قصص مختَلَقَة وردت في كتاب جون سميث الذي ألَّفَه بعد رحلته، ويذكر كذلك أن بوكاهنتس كانت قد أُسِرَت أثناء الحرب بين شعبها والغُزَاة الإنجليز الذين طلبوا من والدها دفع فدية مقابل إطلاق سراحها وكانت لا تزال في الثانية عشرة من عمرها.

وأثناء فترة أسرها اعتنقت بوكاهنتس المسيحية وأُطلِق عليها اسم (ريبيكا)، وفي عام 1614 تزوجت من مزارع تبغ إنجليزي يدعى (جون رولف) وأنجبت طفلاً سُمِّي ب(توماس رولف) بعدها سافرت برفقة زوجها إلى بريطانيا وتم تقديمها للمجتمع الإنجليزي كنموذج للهمجية المُتَمَدِّنَة وقد حظيت بشهرة واسعة وحضرت العديد من المناسبات الاجتماعية في لندن.

توفيت بوكاهنتاس في عام 1617 ودفنت في إنجلترا وكانت لم تبلغ بعد الثانية والعشرين من عمرها، ويبقى السؤال ما الذي دفع الإنجليز إلى تحريف القصة الأصلية لبوكاهنتس؟

ربما الأمر له علاقة برغبة الإنجليز في عدم تشويه صورتهم أمام العالم بسبب معاملتهم السيئة للسكان الأصليين، فقد ذُكر في العديد من المصادر التاريخية أن الإنجليز استولوا على أراضيهم وقتلوا عدداً كبيراً منهم.

هذه هي بوكاهنتس الأميرة الهندية التي لم يُنصِفها الإنجليز وأسروها وهي طفلة صغيرة وأُجبِرَت على ترك شعبها وبلادها.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد