الكثير يجهل تاريخ وطنه وحضارته فبداية من عصر الفراعنة إلى عصر الخلافة الإسلامية وجد أن القدماء كانوا مفكرين ومبدعين وأصحاب أفكار عجز عنها الأجيال الحالية والسابقة بفترات قليلة، كلنا نعلم عن أهمية التكييف في المنزل خصوصاً في أوقات الحرارة الشديدة وارتفاع درجات الحرارة عالمياً بسبب مشاكل طبقة الأوزون التي تضررت بسبب ملوثات الإنسان الصناعية.. هل خطر في بالك من صاحب فكرة التكييف ومن أول من صممها في العالم.. انهم المصريين !.
في عام 1900 كانت درجات الحرارة مرتفعه جداً فبدأ المصريين في التفكير في حلول وكانت الحلول تكمن في شيء يسمى الملاقف ” برج الرياح ” وكانت تقلل درجه الحرارة من 45 درجة إلى 25 درجه داخل المنزل أو المسجد أو المستشفى وفي الكثير من المدارس في تلك الفترة وتعمل على تبادل الحرارة بين الهواء الحار الرطب مع المياه الباردة الجارية تحت الأرض في قنوات خاصة تحت ارضيه المباني. وكان البرج مزود بمنافذ هوائية يتم تصميمها اعلى المنزل وفي والواجهات عن طريق المشربيات وتقوم بسحب الهواء البارد من الأسفل ليدخل الحجرات الداخلية وذلك لأن حركة الهواء الخارجية التي تمر فوق الأبراج تخلق فرق ضغط يساعد في سحب الهواء الحر من داخل المنزل، لذلك كانت المشربيات تصمم وتكون مفتوحه على الفناء الداخلي لضمان تجدد مستمر للهواء داخل الحجرات. ويوجد حتى الآن نظام التكييف المصري في الكثير من المنازل الأثرية حتى يومنا هذا وبالتحديد في جامع الصالح طلائع وباقي على حالته الأصلية حتى يومنا هذا ويوجد أيضاً في مدرسة الكاملية وأيضا في خانقاه بيبرس الجاشنكير وبعض المنازل الواقعة في شارع المعز لدين الله الفاطمي ويعرفها الكثير من المصريين الآن باسم ” الشخشيخه” ومازال يتم تصميمها حتى الآن ولكن ليس على نفس الفكر القديم.
وتلك الفكرة هي نفس فكرة المكييفات الحديثة ولكن على شكل أكبر بدون أي تدخل تكنولوجي خارجي حيث في المكيف الحديثة يتم ذلك باستخدام غاز الفريون أما في الفكرة القديمة للمصريين موضوع طرحنا فكان التبريد يتم بصورة طبيعية وبدون أي أضرار بيئية وبأقل الإمكانات استطاع المصريين تعميم تلك الفكرة في القاهرة الكبرى وبعض محافظات مصر.