مصر يبلغ عدد سكانها أكثر من 100 مليون نسمة، وهذا يجعلها الدولة الأكثر اكتظاظًا بالسكان في إفريقيا والعالم العربي، وكذلك في المرتبة الخامسة عشر من حيث عدد السكان في العالم، مع هذا العدد الكبير والمتزايد من السكان بسرعة فلا عجب أن مصر واجهت بعض التحديات في السنوات الأخيرة، حيث يمثل الاكتظاظ مشكلة كبيرة في أجزاء كثيرة من البلاد، وقد كافحت الحكومة لتوفير التعليم والرعاية الصحية والخدمات الأساسية الأخرى لجميع مواطنيها.
مولود كل 15 ثانية بمصر
مصر في خضم طفرة سكانية مع ولادة جديدة كل 15 ثانية، يعد هذا النمو غير المسبوق يفرض ضغوطاً على الموارد ويضع ضغوطاً على البنية التحتية للبلاد، حيث تكافح الحكومة لمواكبة ذلك، وتحاول تشجيع العائلات على إنجاب عدد أقل من الأطفال.
تضاعف عدد سكان مصر أكثر من الضعف في الخمسين عامًا الماضية، من حوالي 42 مليونًا في عام 1970 إلى ما يقرب من 95 مليونًا في عام 2020..
هذا النمو السريع يضغط على موارد مصر وبنيتها التحتية، ويبلغ عدد سكان البلاد صغار السن ويولد عدد كبير من الأطفال كل عام هذا يعني أن هناك المزيد من الأفواه التي يجب إطعامها، والمزيد من الضغط على الخدمات الأساسية.
تحاول الحكومة تشجيع العائلات على إنجاب عدد أقل من الأطفال، لكن هذا ليس بالأمر السهل دائمًا، في بلد ينتشر فيه الفقر، تشعر العديد من العائلات أنها بحاجة إلى أسر كبيرة من أجل زيادة فرصها في النجاح الاقتصادي.
كما أن للازدهار السكاني تأثير على ثقافة مصر ومجتمعها، أصبحت البلاد أكثر ازدحامًا كما أن طرق الحياة التقليدية تتعطل بشكل متزايد.
تأثير الزيادة السكانية في مصر
تؤثر الزيادة في عدد السكان أيضًا على البيئة، حيث تعد مصر من أكثر دول العالم اكتظاظًا بالسكان، وهذا له تأثير ضار على موارد البلاد الطبيعية.
يمثل الازدهار السكاني تحديًا لمصر ولكنه يمثل أيضًا فرصة مع وجود عدد كبير من الشباب، فإن البلاد لديها القدرة على أن تصبح قوة اقتصادية كبرى ومع ذلك، لن يكون هذا ممكنًا إلا إذا تمكنت الحكومة من التصدي بشكل مناسب للتحديات التي يفرضها الازدهار السكاني.
تحديات الزيادة السكانية في مصر
أدى ارتفاع معدل المواليد في مصر إلى بعض التحديات للحكومة، يتمثل أحد التحديات في توفير ما يكفي من المياه النظيفة والصرف الصحي لجميع المصريين.
التحدي الآخر هو توفير التعليم والرعاية الصحية المناسبين، وتعمل الحكومة على تحسين هذه الخدمات، لكنها مهمة صعبة.
أسباب الزيادة السكانية في مصر
تتمتع مصر بأحد أعلى معدلات المواليد في العالم، مع ولادة جديدة كل 15 ثانية، هناك العديد من العوامل التي تسهم في ارتفاع معدل المواليد، مثل السكان الشباب وارتفاع معدل الخصوبة.
يعتبر هؤلاء الشباب عاملاً مساهماً رئيسياً في ارتفاع معدل المواليد، حيث يوجد عدد أكبر من الأشخاص في سن الإنجاب.
بالإضافة إلى ذلك فإن معدل الخصوبة المرتفع في مصر يساهم في ارتفاع معدل المواليد، حيث يبلغ معدل الخصوبة الكلي في مصر 3.5.
يمثل ارتفاع معدل المواليد في مصر تحديًا كبيرًا للبلاد، السكان يعانون بالفعل من هذا الإجهاد.
إن موارد البلد ومعدل المواليد المرتفع يزيد الضغط، وقد عملت الحكومة على معالجة هذه المشكلة من خلال تنفيذ مبادرات تنظيم الأسرة وزيادة الوصول إلى وسائل منع الحمل.
ومع ذلك سوف يستغرق الأمر وقتًا لرؤية انخفاض كبير في معدل المواليد في غضون ذلك، ستستمر مصر في تحقيق معدل مرتفع للنمو السكاني.
دور الحكومة في التغلب على الزيادة السكانية
نفذت الحكومة عددًا من السياسات لمحاولة خفض معدل المواليد، وتشمل ما يلي:
- زيادة الوصول إلى خدمات تنظيم الأسرة.
- تحسين تعليم المرأة والفرص الاقتصادية.
- تقديم حوافز للأزواج لإنجاب عدد أقل من الأطفال.
ومع ذلك لم يكن لهذه التدابير حتى الآن سوى تأثير ضئيل على معدل المواليد هذا لأنه بالنسبة للعديد من العائلات، يُنظر إلى إنجاب المزيد من الأطفال على أنه إجراء للأمن المالي.
مع ارتفاع معدلات الفقر والبطالة، تشعر العائلات أنها بحاجة إلى إنجاب المزيد من الأطفال من أجل زيادة فرصهم في النجاح المالي.
كما أن الحكومة مترددة في تنفيذ تدابير أكثر صرامة لخفض معدل المواليد، مثل تحديد النسل الإلزامي أو تحديد حجم الأسرة، هذا بسبب التفضيل الثقافي القوي للعائلات الكبيرة في مصر.
يعد خفض معدل المواليد تحديًا معقدًا للحكومة المصرية، في حين أن هناك بعض التدابير التي يمكن اتخاذها لمحاولة تقليل عدد المواليد، فإنها معركة شاقة ضد الأعراف الثقافية الراسخة وانعدام الأمن الاقتصادي.
الآن بعد أن تعرفت على معدل المواليد المرتفع في مصر، قد تتساءل عما يخبئه المستقبل للبلد، إذا استمر هذا الاتجاه، فستستمر مصر في رؤية طفل يولد كل 15 ثانية.
