محافظ الأسكندرية يكشف حقيقة قطع أشجار حديقة أنطونيادس الأثرية

نفى اللواء محمد الشريف  محافظ الإسكندرية ما يتردد من إشاعات على مواقع التواصل الاجتماعي حول قطع أشجار حديقة أنطونيادس الشهيرة بمحافظة الإسكندرية.

و أشار الشريف في تصريحات تليفزيونية لبرنامج “صالة التحرير” على قناة صدى البلد أن هناك توجهات رئاسية بإعادة هذه الحديقة الأثرية إلى سابق عهدها والاعتناء بها واستعادة مظهرها الرائع بعد أن شهدت سنوات طويلة من الإهمال والتدمير حتى صارت”خرابة” وخاصة عقب ثورة يناير 2011 حيث تم تدمير أسوار الحديقة وتحطيم أعداد كبيرة من تماثيل الحديقة المرمرية وتدمير الفسقيات والنوافير، فضلا عن تراكم ما يزيد عن 25 طن من القمامة وأوراق الأشجار الجافة في الحديقة.

و يشير الشريف إلى أن الحديقة تتبع مركز بحوث البساتين التابع وزارة الزراعة، مضيفا أننا لا نستطيع إلقاء اللوم على الجهات المسئولة عن الحديقة نظرا لقلة الإمكانات وانخفاض إعداد العمالة المتوفرة للحديقة.

و تحدث الشرف عن بَدْء عمليات التطوير بالحديقة منذ  20 يوما ومشيرا إلى أن ما تم نشره على مواقع التواصل الاجتماعي من صور وفيديوهات للحديقة والأشجار المدمرة وحالة الدمار، ما هي إلا تسجيلات قمنا بها باستخدام كاميرات “الدرون” لتسجيل حالة الحديقة قبل التطوير، كما سنسجل حالتها بعد التطوير.

و قال الشريف أننا حاليا نقوم  بعمليات تنظيف وإزالة أكوام المخلفات الموجودة بالحديقة، كما سيتم ترميم التماثيل المرمرية والنوافير من قبل خبراء متخصصين.

واستنكر الشريف ما أشيع على مواقع التواصل عن الحديقة، مشيرا إلى الأهمية التاريخية للحديقة والتي تعد أقدم الحدائق  و  أشهرها على مستوى العالم تضم حوالي 38 نوعا من الأشجار  النادرة و27نوعا من أنواع النخيل النادرة جدا، فكيف يتم  تدمير هذه الثروة.

تاريخ الحديقة

يذكر أن الحديقة تجمع في معمارها بين الطراز الإسلامي والأوروبي،  حيث تحمل بين طيات جدرانها الكثير من حكايات الملوك والأمراء والأحداث التاريخية البارزة.

و يرجع تاريخ إنشاء الحديقة إلى العهد البطلمي في القرون الثلاثة الأخيرة قبل الميلاد، تبلغ مساحتها 45 فدانا.

شهدت هذه الحديقة أحداثا تاريخية مهمة لملوك وقادة البطالمة، وفي القرن التاسع عشر لميلادي كانت مملوكة لأحد الأثرياء الإغريق ويسمى باستريه، تملكها بعد ذلك محمد علي باشا، عام 1829و أقام قصرا له، وفي عام 1860 كلف الخديوي إسماعيل الفنان الفرنسي “بول ريشار” بإعادة إنشاء الحدائق لتصبح مثل حدائق قصر فرساي بباريس، كما ضم الكثير من الحدائق الصغيرة إليها حتى تزيد رقعتها.

 

و أمر بجلب الأشجار النادرة ونخيل الزينة إلى جانب إعادة زراعة مسطحاتها الخضراء، حتى استعادت رونقها لتصبح من أشهر الوجهات السياحية بالإسكندرية.

انتقلت  بعد ذلك ملكية الحديقة والملحق الخاص بها إلى السير جون أنطونيادس اليوناني، وهو كان من أشهر  تجار القطن’ وقد سميت الحديقة باسمه، وعندما توفى عام 1885 آلت الحديقة إلى ابنه أنطوني ووفقا لوصية والده أهدى القصر والحدائق إلى بلدية الإسكندرية عام1918.

تضم الحديقة مجموعة نوافير وأحواض مياه وبيوت النباتات الزجاجية، كما يوجد بها أصناف كثيرة من الورود والأزهار النادرة وتتميز بوجود تمثالين من الأسود مصنوعان من المرمر النادر.

و تضم حديقة المشاهير حيث  تماثيل  رخامية لعدد من المشاهير مثل “فاسكو دي غاما” و”كريستوفر كولومبوس”.

أحداث شهدتها الحديقة

و لا يتوقف الأمر عند كون الحدقة تحفة  معمارية وجزء أصيل من التراث الإنساني، وإنما  شهدت العديد من الأحداث التاريخية مثل توقيع اتفاقية الجلاء عام1936

و التي تقضي بانسحاب الإنجليز من منطقة قناة السويس، وتم زراعة شجرة سميت بشجرة المعاهدة وما زالت موجودة.

كما شهدت الاجتماع التحضيري لإنشاء جامعة الدول العربية عام 1944،  كما  أقام في القصر بعض ملوك وأمراء أوروبا وقضت بنة الملك فؤاد الأول الأميرة فوزية وزوجها شاه إيران مدّة شهر العسل.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد