طالب مصريّ يبحث في جنوب تونس عن سيرة “الجازية الهلالية”

تنقّل الطالب، والمنشد الديني المصري أحمد سعد إبراهيم (سعد الدين)، والباحث في التراث الثقافي، بين عدد من مناطق جنوب تونس، بحثًا عن كلّ ما يهمّ “الجازية الهلالية”، وذلك في إطار إعداده لبحث أطروحة دكتوراه عن “السيرة الهلالية”، تحت عنوان “أثر التّغيّر الثّقافيّ في أداء السّيرة الهلاليّة في كلّ من مصر وتونس”، ولأنّ المؤرّخ التونسي محمد المرزوقي، ينحدر من مدينة دوز، جنوب شرفي تونس، فقد أقام سعد الدين في هذه المدينة أيامًا، واتصل بعديد المؤرخين، ومن أقارب محمد المرزوقي، ومعارفه، الذين لهم علاقة بالمؤرخ التونسي الذي كتب حول السيرة الهلالية، وكان يسرد قصص الجازية الهلالية.

الطالب سعد الدين

 

الطالب سعد الدين يقتفي أثر السيرة الهلالية

 

ولم يكتف الطالب، الدكتور سعد الدين بزيارة مدينة دوز، ولأنه مطرب ومنشد ديني، فقد زار مدينة قَفْصَة، جنوب تونس، وشارك في مهرجانها، فتمّ تكريمه هناك. وانتقل نهاية الشهر الماضي إلى مدينة تَطًاوينْ، جنوب شرفي تونس، والتي احتضنت مهرجانها الدولي للقصور الصحراوية.

 

سعد الدين في مدينة تطاوين، جنو ب تونس

 

وفي مدينة الكاف، شمال غربيّ تونس، شارك الطالب سعد الدين، في مهرجان المسرح، وزار عديد الأماكن التاريخية.

 

لقاءات في مدينة دُوزْ

 

في مدينة دوز التقى الطالب سعد الدين بعدد من الكتّاب والمؤرخين، الذين عاصروا المؤرخ المرحوم محمد المرزوقي، الذي كتب عن السيرة الهلالية، فتحدث إليهم، مقتفيًا أثر الجازية الهلالية.

 

“سلفي” في جبال تطاوين، جنوب تونس

 

يقول الإعلامي والكاتب جلال الشعينبي، الذي التقى الطالب سعد الدين، في تدوينة له على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”: “أنهى الطّالب المصريّ أحمد سعد إبراهيم، الملقّب بسعد الدّين، زيارة إلى مدينة دُوزْ، استغرقت بضعة أيّام، التقى خلالها بعدد من المثقّفين، والكتّاب، والشٌّعراء، والباحثين في هذه المدينة، بهدف الإعداد لنيل أطروحة دكتوراه من جامعة القاهرة حول موضوع “أثر التّغيّر الثّقافيّ في أداء السّيرة الهلاليّة في كلّ من مصر وتونس”.

 

وثائق نادرة

 

يضيف الشعينبي: “هذا الطّالب المصريّ أبهر بما قدّمنا له من معلومات، ووثائق نادرة، وأعجبته خاصّة معلومة هامّة قدّمناها له، تتعلّق بكتابة الأديب الكبير المرحوم محمّد المرزوفي لسيناريو شريط سينمائيّ ضخم حول “الجازية” قبيل وفاته، ولقائه بالمخرج المصريّ المرحوم صلاح أبو سيف في كلّ من مصر وتونس، وتحوّلهما إلى أماكن التّصوير بمدينة قابس، واختيارهما للممثّلين، بما في ذلك بطلة الفيلم المرحومة سعاد حسني، التي كانت ستقوم بدور “الجازية”، لكنّ الشّريط لم ينجز لأسباب مجهولة”.

 

في مهرجان المسرح بمدينة الكاف، شمال غربيّ تونس

 

وأكدت أم خالد (من مدينة دوز)، أنّ الشاعر الكبير عبد الرحمان الأبنودي اهتمّ كذلك بالسيرة الهلالية، وكانت له علاقة جيدة بالأديب محمد المرزوقي. كما اهتمت الأمريكية أنيطا، التي عرفت باسم أنيسة بكر، وأعدت أطروحة عن السيرة الهلالية، وهو سرّ علاقتها بالأديب والمؤرخ محمد المرزوقي. وسألت: “هل أخذتم الأخ المصريّ إلى المناطق التي مرّ بها الهلاليون، وخاصة “مرقب ذياب”، مثلا؟”. وجاءت الإجابة من الطالب سعد الدين الذي قال: “شكرًا أم خالد على هذه المعلومات القيمة. لم أذهب إلى “مرقب ذياب”، و”بير نجوى”، كنت أتمنى أن أزور هذه الآثار الهلالية، ولكن تم توفير معلومات، وصور عنها”.

 

تكريم سعد الدين في مهرجان المسرح بقفصة، جنوب غربيّ تونس

 

من تكون الجازية الهلالية؟

 

يقول المؤرخ التونسي الهادي الجويني، في صحيفة “الشروق” التونسية: “تنتمي الجازية الهلالية (الجازية بنت سرحان الدريدي، نسبة لدريد أحد بطون بني هلال، وأخت السلطان حسن بن سرحان المشهور في السيرة المعروفة) إلى القبائل العربية، من بني هلال، وبني سليم، القبائل التي انطلقت من الجزيرة العربية إلى إفريقية (تونس) في منتصف القرن 11م، فكان هذا الزحف بمثابة الكيد والتأديب للصّنهاجيين من طرف الفاطميين في مصر المآثر”.

 

وأضاف الجويني: “هي من الشخصيات المحورية في السيرة الهلالية، والتي تمثل وثائق نفيسة بالنسبة للذّاكرة الجماعية، وتمثل مرجعًا ثريًّا حول اللّهجات العربية، والحياة الاجتماعية، والأخلاق الجماعية، وحول صورة المرأة في تلك القبائل. والجازية هي أنموذج للمرآة الذكية الجميلة المحاربة، عرفت بالرأي والتدبير واتصفت بالعقل والفصاحة”.

 

وتناولت عديد الكتّاب والمؤرخين السيرة الهلالية، فألّفت الكتب، وكتبت المسرحيات، وشهدت عديد المهرجانات التونسية، ومنها خاصة، أيام قرطاج المسرحية، والمهرجان الدولي للصحراء بدوز، فقرات هامة في شكل أوبيرات تحكي عن السيرة الهلالية، والجازية، وأبي زيد الهلالي، وهروبهم نحو إفريقية (تونس)، واستقرارهم بجنوب تونس.

 


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد