في واحة سيوة سحر الطبيعة لا يقاوم، فبينما نتنقل بين معالمها الساحرة، الطبيعية والتراثية، تجذبك جبال الواحة الشامخة، وطابعها المميز، منها ما يروي حكايات تاريخية على مر العصور وتضم ما يقرب من 1200 مقبرة من قبل الميلاد، وأخرى تشهد على أبرز شعائر أهالي واحة سيوة الاجتماعية و أبرز أنشطتها في السياحة العلاجية بالدفن في الرمال للاستشفاء.
نستكمل رحلتنا في سيوة بصحبة إبراهيم باغي مدير محمية سيوة، في الزيارة التي نظمتها وزارة البيئة المصرية للصحفيين من أعضاء جمعية تاب البيئة والتنمية للتنوعية بأهم المحميات الطبيعية في مصرية. وتصل محطتنا إلى جبال سيوة المميزة.
حكاية 1200 مقبرة بجبل الموتى
مقابر جبل الموتى من أهم المزارات الأسرية في سيوة، يرجع إلى عهد الأسرة 26 الفرعونية ما بين 525 إلى 663 قبل الميلاد وسمي بهذا الإسم لأنه كان الجبانة الرئيسة لدفن الموتى على مر العصور، الفرعونية والرومانية واليونانية، سطح الهضبة يحتوي على 1200 مقبرة محفورة في الصخر في طبقة من الحجر الجيري، وكما يقول إبراهيم باغي، أن المقابر مستويات، منها خاص بالعمال أو الخدم وأخرى خاصة بالأغنياء.
اختلفت الآراء في اكتشاف هذه المقابر البعض يقول أن أهالي سيوة هم من اكتشفها أثناء الحرب العالمية خلال محاولاتهم للاختباء من الحرب، والبعض يقول أن الأثريين هم من اكتشفوا هذه المقابر من أشهرهم أحمد فخري، عندما كان يأتي مع القوافل التجارية.
المؤكد أن هذه المقابر تعرضت للتدمير الشديد والسرقة أثناء الحربين العالمية الأولى والثانية، وكان الجنود الأجانب يسرقون قطع أثرية منها على سبيل التذكار. لكن بعد انضمام المنطقة للآثار تم ترميم عدد من المقابر وأشهرهم مقبرة سي آمون وهي من أهم أربع مقابر في الجبل إضافة إلى جبل ميس إيزيس والتمساح وبات حوت وسي آمون، وتعد مقبرة سي آمون من أشهر المقابر لأنها مازالت محافظة على ألوانها ونقوشها الرائعة، وتروي بعض الطقوس مثل مشهد الثواب والعقاب و آخر للتحنيط وتقديم القرابين.
جبل الدكرور والاستشفاء بالدفن في الرمال
من أشهر المعالم في سيوة جبل الدكرور، وهو سلسلة من التلال المتجاورة، يقع على مسافة 3 كم جنوب واحة سيوة له قمتان تسميان “نادرة وناصرة”، يشتهر الجبل برماله الساخنة ذات الخصائص العلاجية واحتوائه على الصبغة الحمراء المستخدمة في تصنيع الأواني الفخارية السيوية، يتوافد الزوار إلى جبل الدكرور من المصريين والأجانب في فصل الصيف للاستمتاع بحمامات الرمال الساخنة التي تتميز بقدرتها على علاج الأمراض الروماتيزمية وآلام المفاصل والعمود الفقري.
تبدأ السياح ة العلاجية من 16 يونيو وحتى 15 سبتمبر، وهي للعلاج عن طريق الدفن في الرمال لعلاج أمراض التهاب المفاصل والروماتيزم، وتتم عملية الاستشفاء في وقت الضحى وقبل الغروب حيث يتم عمل ثلاث جلسات وبعد ذلك يدخل المريض الخيمة و يتناول سوائل لتعويض ما فقده الجسم من المياه مع عدم التعرض للهواء وقد يصل عدد الجلسات ما بين 3 غلى 9 جلسات يتراوح سعر الجلسة 800 جنيه في اليوم.
تتم الجلسات من قبل أهالي سيوة من أصحاب الخبرة وبإشراف من وزارة الصحة وهي مهنة يتوارثها الأجداد من أهالي سيوة، لعلاج الروماتيزم والروماتويد والمفاصل ولا تصلح للشخص الذي أجرى عملية جراحية قبل عام من إجراء العملية.
ويضيف باغي أن العلم مازال في حيرة من سر رمال سيوة وقدرتها على الاستشفاء حيث أجريت أبحاث وداسات على حالات المرضى قبل العلاج وبعدها، وكانت النتائج مذهلة حيث تبين شفاء مرض الروماتويد بنسبة 100%، ولم يكشف العلم حتى الآن عن سر رمال سيوة.
عيدالصلح
اسم الدكرور هو الاسم العربي والاسم العربي والاسم القديم هو درام بريق ويعود إلى جبل الملك إبريق بالأمازيغية يبلغ عدد القبائل 11 قبيلة في سيوة
وقي جبل الدكرور أيضا يتم الاحتفال بعيد الصلح مع الشيخ محمد بن ظافر والصلح بين أهالي سيوة، وبعد ذلك أصبح تتم ثلاث احتفالات في الثلاث ليال القمرية لعدم توفر الاضاءة.
تقوم النساء بطهو الطعام، غير مسموح للنساء المتزوجات الحضور في هذا الاحتفال، يجلس الناس على الأرض على شكل دائري ويقدم لهم الغذاء على أهالي الطريقة الشاذلية 1285 هجريا من شهر أكتوبر من كل عام ويقيم أي شخص خيمه في أي مكان حتى ولو لم تكن ملكه.
بعد الغروب يقوم الشيوخ بإلقاء الأذكار على الطريقة المدنية الشاذلية، ويعد جبل الدكرور مقر تجمع أهل سيوة في عيد الصلح، يحتفل الأهالى 3 أيام في جنوب غرب سيوة كما يتم الاحتفال بعيد السياحة وهو عيد الحصاد للبلح والزيتون وتقوم الطريقة المدنية الشاذلية بتنظيمه سنويا.
