تعالوا نزور سيوة “2”… قلعة “شالي” تحكي إبداع التصميم وعبقرية العمارة الخضراء

عرفت سيوة باسم “بنتا” كما وُجد في إحدى نصوص بمعبد إدفو ثم أُطلق عليها إسم “واحة آمون” حتى عصر البطالمة الذين أطلقوا عليها إسم “سانتارية” ثم أطلق عليها العرب “الواحة الأقصى” ويبدو أنه هو الإسم الأوقع فتعد سيوة أكثر المدن النائية عن القاهرة، تبعد حوالي 560 كم عن القاهرة، و50 كم عن الحدود المصرية الليبية.

قلعة شالي_ عدسة نجوم مصرية

ونظرا لبعد المسافة فقد يجد كثيرون صعوبة في زيارة والاستمتاع بجمالها الخلاب ولذا قررنا ننقل إليكم تفاصيل الصورة عن قرب من خلال زيارة ميدانية قامت بها وزارة البيئة لعدد من الصحفيين من أعضاء جعية كتاب البيئة والتنمية للتوعية بأهم محميا مصر الطبيعية وأبرزها محمية سيوة التي تحدثنا عنها في التقرير السابق، والسطور التالية إلى معلم آخر من معالم سيوة وهو قلعة شالي الشهيرة.

قلعة شالي من اهم معالم واحة سيوة وهي كلمة أمازيغية معناها البلد أو المدينة، وترادف كلمة سيوة.

قلعة شالي في سيوة_ عدسة نجوم مصرية

وتعد قلعة شالي سيوة القديمة، كما يقول إبراهيم باغي مدير محمية سيوة الذي اصطحبنا في هذه الزيارة، حيث بدأ تأسيسها في القرن 11 الميلادي، وكان المجتمع السيوي وقتها مستقرًا ويعتمد على الزراعة وتخزين المحاصيل الزراعية، في حين كانت القوافل التجارية تمر بواحة سيوة للتزود بالمياه ومقايضة البضائع بالمنتجات الزراعية، وكان هناك بعض قبائل البدو الرحل من قطاع الطرق من الشمال يهاجمون الواحة لسرقة  المحاصيل الزراعية.

وكانت تحدث مواجهات بين سكان الواحة قبائل البدو الغازية، ووقعت خسائر كبيرة بين أهالي سيوة من الرجال حتى وصل تعداد الرجال في الواحة حوالي 40 رجل فقط، ما هدد سكان الواحة بالانقراض وعرض النساء و الأطفال للأسر، ففكر سكان الواحة في تغيير استراتيجيتهم الدفاعية، وتم بناء حصن في هذه المنطقة المرتفعة، له سور مرتفع وباب واحد للدخول والخروج وتم بناء بيوتهم داخل هذه الأسوار بمواصفات دفاعية واعتمدوا على البيئة بنسبة100% في حياتهم.

حكاية حجر الكيرشيف

قام الأهالي ببناء القلعة بحجر الكيرشيف الشهير  والمعروف في هذه المنطقة، وهو خليط من الملح والطين ينمو على أطراف البحيرات نتيجة المد والجزر وتغير درجات الحرارة، ويأخذ شكل حجارة غير منتظمة واستخدموا الطين بدل الأسمنت، وجزوع النخل في عمل الأساس والأسقف، وطبقة من ورق الزيتون والطين كطبقة خرسانية تمتص المياه.وبعد دخول الإسلام تم بناء أول جامع خارج القلعة ومازال يقام فيه الصلاة حتى اليوم.

تصميم قلعة شالي

وأضاف باغي أن تصميم القلعة له طابع حربي يوفر الحماية والاكتفاء لأهالي الواحة في حالة أي هجوم، الغرف صغيرة جدا ومتلاصقة، النوافذ مرتفعة،  والأبواب منخفضة جدا وصغيرة لصعوبة دخول الأعداء، الشوارع داخل القلعة ضيقة جدا للحماية و لعدم قدرة الأعداء لاقتحام القلعة بأعداد كبيرة،  تم حفر بئر للمياه ومخازن وأماكن للماشية.

وبعد أن زاد عدد سكان المدينة تم بناء 4 أبواب للدخول والخروج، منه باب للسيدات، وفي 1823 بعد تولي محمد علي الحكم أرسل جيش بقيادة محمد بك الشماشرجي، حوالي 300 جندي، حاصر القلعة حتى استسلم الأهالي، وأتفق معهم على حمايتهم مقابل 1200 ريال مصري و100 جمل من التمور سنويا للوالي العثماني.

بدأ الأمن يستقر في الواحة وقام أهالي الواحة ببناء منازلهم خارج أسوار القلعة. وفي 1926 تعرضت الواحة لأمطار غزيرة أدت إلى انهيار أجزاء كبيرة من القلعة بالإضافة إلى أن الأهالي كانوا ينتزعون جذوع النخيل من مباني القلعة لبناء منازلهم الجديدة خارج القلعة، ما أدى إلى تعرض المباني للرياح والتعرية، تحولت إلى ركام، ومنذ 3 سنوات تم إعادة ترميم للقلعة بالتعاون بين الحكومة المصرية والإيطالية وأصبحت بالصورة الحالية.

 

 

 

قلعة شالي- عدسة نجوم مصرية

 

 

أقدم مسجد في سيوة بقلعة شالي الأثرية_عدسة نجوم مصرية


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد