السادات اكتشف أن وزيري حربية عبد الناصر وسكرتيره استشارا الجنّ لمعرفة مستقبلهم السياسي فكان ذلك رد فعله

اجتمع الفريق محمد فوزي، وزير الحربية الأسبق، واللواء شعراوي جمعة، وزير الداخلية الأسبق، وسامي شرف، سكرتير الرئيس عبد الناصر وقررا يوم 20 أبريل 1971 أن يذهبوا لإقامة جلسة (تحضير أرواح) لاستشارة الجنّ في مستقبلهم السياسي.

السادات مبتسمًا.. حكاية جلسة الجنّ التي قام بها نظام عبد الناصر قبل تقديم استقالاتهم

علم الرئيس الراحل محمد أنور السادات بذلك فقام بالتنصت من خلال أجهزة مخابراته المعاونة على تلك الجلسة، وتم تسجيلها بالكامل، وتكرر الأمر في نفس العام يوم 4 مايو وتم تسجيلها أيضًا.

محمد فوزي وزير الحربية الأسبق وبجواره عبد الناصر
محمد فوزي وزير الحربية الأسبق وبجواره عبد الناصر

وقرر الرئيس محمد أنور السادات أن يقوم بإرسال هذه التسجيلات في منتصف الليل مع ابنته إلى الأستاذ الراحل محمد حسنين هيكل حتى ينشر نصف التسجيلات التي تدين رجال عبد الناصر في جريدة الأهرام القومية، لكن هيكل تردد في نشرها، وذهب إلى المفكر الكبير والروائي توفيق الحكيم لاستشارته.

توفيق الحكيم: لو نشرت تسجيلات السادات لاتهمني الناس بالجنون

ويروي هيكل تفاصيل ما جرى بقوله: أعطيت توفيق الحكيم جلستين من جلسات تحضير الأرواح منقولة بالحرف على الورق كما نطقت بها أصوات أصحابها على أشرطة التسجيل المغناطيسية وقرأ توفيق الحكيم ثم قال لي: ” لو أنني كتبت مثل هذه في رواية لأتهمني الناس بأنني شربت نهر الجنون حتى آخر قطرة” ثم شرد لدقيقة مع خواطره وعاد يقول: ” إنني مع النشر.. إن أسبابك للنشر أقوى من أسبابك في الامتناع عنه”.

أحمد هيكل يعلن غضبه
أحمد هيكل يعلن غضبه

هنا قرر هيكل النشر، وبذلك شهد توفيق الحكيم ومحمد حسنين هيكل على هذه الواقعة.

ويقول الكاتب (محمد توفيق) صاحب كتاب (الغباء السياسي) أثناء روايته هذا الموقف المثير للدهشة والذي نقله موقع (نجوم مصرية) أن هناك ثلاثة أسباب تؤيد صحة هذه الواقعة:
1- الرئيس السادات اختار هيكل دون غيره ليرسل إليه التسجيلات التي ستكون مبررًا في تصفية رجال عبد الناصر وذلك قبل أن يصلا إلى مفترق الطرق عام 1974.

2- الأستاذ هيكل اختار توفيق الحكيم ليكون شاهدًا على التسجيلات، رغم أنه بعد عام واحد فقط من نشر التسجيلات صار كلاهما طرفًا في معركة كبيرة بسبب هجوم الحكيم على عبد الناصر في كتابه (عودة الوعي) ويومها وقف هيكل ضده وهاجمه، وقال عنه لم يكن هناك أسبق منه إلى حرق البخور أمام عبد الناصر.

توفيق الحكيم
توفيق الحكيم

3- الدجال (وكان يعمل أستاذًا جامعيًا) الذي ذهبوا إليه أوحى إليهم بأن يتقدموا باستقالاتهم بهدف عمل فراغ دستوري ليضعوا السادات في مأزق يضطر بعده إلى الرضوخ لهم وقد فعلوا ذلك بالفعل في 15 مايو أي بعد الجلسة الثانية لتحضير الأرواح بـ 11 يوم فقط لكن العراف لم ينفعهم فالسادات مثلما استطاع أن يخترق الجلسة بوضع أجهزة التنصت في حضرة ملك الجن يبدو أنه جند العراف نفسه، لينصحهم بتقديم استقالاتهم التي كان في انتظارها فقبلها على الفور وأصدر قرارًا باعتقالهم وبرر ذلك بعبارته الشهيرة، دول المفروض يتحاكموا بتهمة الغباء السياسي.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد