حديث الفجار عن الجنة والنار

محمد إبراهيم: يكتب

إن الزمان قد أدار ظهره إلى الحق، واتجه مسرعا إلى الباطل، وكأنه يريد أن يسانده لنشر الرذائل بين الناس، ومساعدة الرويبضة على الظهور وتصدر المشهد العام للمجتمعات، حتى تذهب عنهم الفضيلة والأخلاق الحميدة لتصبح زائفة، حقا كما أخبرنا النبي -صلى الله عليه وسلم- عن وقت سيأتي في آخر الزمان يختل فيه الميزان، وتنقلب فيه الأمور، ليصبح الباطل حقا والحق باطلا ويتحدث السفهاء في أمور عامة الناس.

عن أبي هريرة، قال: “قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((سيأتي على الناس سنوات خداعات، يُصَدق فيها الكاذب ويُكذَّب فيها الصادق، ويُؤتمن فيها الخائن ويُخوَّن فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة))، قيل وما الرويبضة يا رسول الله؟ قال: الرجل التافه يتكلم في أمر العامة”.

فحين نستيقظ، ونجد أنفسنا نعيش في زمن عدمت فيه الأخلاق، وانتشر فيه الحديث عن ثوابت الدين من قبل راقصات لا يعلمن شيئا عن دينهن، يحلون ما حرم الله وينكرون وجود النار في الآخرة، ويحكمون على الناس بالتخلف والرجعية الفكرية، إذا نحن أمام جريمة مجتمعية ليس في حق الشعوب فحسب، ولكن أيضا في حق الأجيال القادمة، حين نجد راقصة تتحدث في أمور العامة، وتنكر ما أخبر الله به في القرآن الكريم والسنة النبوية هؤلاء هم منافقو آخر الزمان، وقد قال الله عنهم {إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار}

إنني لا أريد أن أقوم بذكر أسماء، لأنهم أقل من أن أذكر أسماءهن في مقال للرأي العام، ولكني أتحدث بصفة عامة هل أصبح الراقصات في أيديهن مفاتيح الجنة والنار؟

هل هذا هو الفكر الديني الذي ينتظره الأجيال القادمة من قبل نساء، يقال عليهن أمهات وهن عار على الأمومة في المجتمعات؟

أن تخرج علينا امرأة وتقول إنني أنكر وجود النار في الآخرة، ولكن ما أثار فضولي ونشر في قلبي نسمة أمل أن أجد من ترد عليها راقصة مثلها، وتقول أن النار حق وأنا ادخل الجنة برحمة ربي.

وهذا إن دل فلا ريب أنه يدل على اعتراف من يعصي الله بذنبه، في حق نفسه والمجتمع من حوله ويعلم قدر نفسه جيدا.

فمما لا شك فيه، أن راقصة لا تعلم شيء عن دين الله فكيف تتحدث عن ثوابت إسلامية، ومعتقدات دينية لا يمكن المساس بها، حتى الشيعة لا ينكرون وجود النار وعذاب الله في الآخرة.

هذا وقد أجبنا من قبل أننا في زمن الغربة، وقد عاد الإسلام غريبا كما بدأ، ولكن عندما بدأ الإسلام غريبا كان في زمن الكفر وعبادة الأوثان، أما اليوم فقد عاد الإسلام غريبا في زمن انتشار الإسلام، ويا له من عار على أمة الإيمان، ليصبح المسلمون دون إسلام.

في ظل الانتشار الإعلامي، الذي لا يريد غير الانتشار وإن كان على حساب ديننا الحنيف، أن تقوم بعض البرامج باستضافة رموز تنشر الفاحشة في المجتمع حتى تتحدث في أمور عامة هذا هو الجهل الخارق، كيف لك كإعلامي أن تسأل راقصة عن رأيها الديني في الجنة أو النار، لا ريب أن هذا سؤال يدل على جهل صاحبه بفقه فنون الإعلام، والمهنية الإعلامية والصحفية، لذلك يجب علينا كمجتمع، محاربة تلك التصريحات الإعلامية والتصدي إلى البرامج التي تساعد على انتشار أقوال الجهلاء، والقضاء على أقوال الحكماء والعلماء، بغرض الوصول إلى الترند من أجل الشهرة وكسب المال، حتى وإن كان على حساب أجيال قادمة، إن الإسلام يستغيث ولكن هل من مغيث.

لذا ما كان لدي اعتراض، أن أقوم بوصف هؤلاء بالفجار الذين أقبلوا على الخوض في الحديث عن الجنة والنار.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد