الرقص في المسجد تجرؤ على حرمة بيت الله.. وذنب الإمام أكبر

ربما نستطيع توقع أي شيء من الشباب الباحث عن الشهرة وركوب الترند، والظهور على مواقع التواصل الاجتماعي مهما كانت المبررات والوسائل، إلا أن يكون إحداها أن يقوم شاب بالغناء والرقص في المسجد لتحقيق ذلك، لأن فيه من التجاوز والجرأة على بيت ربنا بما لا يليق بحرمته، وهو يعلم يقينا أن ما جاء به من أفعال لا تتناسب أبدا وقدسية المكان.

لم يراع حرمة المسجد في ظل غياب المسئولين عنه

ظهر فيديو لشاب قيل عنه بعد ذلك أنه يعمل نقاش، دخل أحد المساجد في القليوبية، وهو يمسك بميكروفون المسجد يرقص ويغني على أنغام المهرجانات الشعبية، ليحقق من خلاله ملايين المشاهدات وكأن كل شيء متاح من أجل الشهرة وحفنة دولارات، لينتشر بعدها الفيديو في مختلف وسائل التواصل الاجتماعي بصورة سريعة جدا.

معظم من تناولوا الفيديو، شاهدوه ونقلوه من قبيل الرفض التام له ولما فيه من أفعال لا تليق بالمساجد وأهلها وروادها، وجاء بأثر سلبي للغاية لكل من شاهده، لان مهما كان الجنوح ومحاولة الإتيان بأفعال غريبة لتحقيق الشهرة، لم يكن يتصور أحد أن يقدم هذا الشاب على الغناء والرقص في المسجد، بصرف النظر حتى عن ديانته، لان أماكن العبادة لها احترامها وطقوسها الخاصة.

مع انتشار الفيديو تحركت وزارة الأوقاف وأصدرت بيانا حول الواقعة، حيث أكدت على لسان الشيخ صبري ياسين دويدار رئيس الإدارة المركزية لشؤون الرقابة والتفتيش بوزارة الأوقاف، أن الفيديو المتداول تم تصويره منذ عام في أحد المساجد أثناء إجراء صيانة وترميم له، وإن صاحب الفيديو استغل تواجده بالمسجد أثناء قيامه بأعمال النقاشة والدهانات وقام بتسجيل الفيديو.

بالفيديو والصور: مجموعة من الأشخاص يرقصون داخل مسجد بالدقهلية والأوقاف ما حدث لا يمس الدين بشيء

الوزارة تقدمت بمحضر رسمي وتستعد لإبلاغ النيابة العامة بالواقعة بعد أن تعرفت على هوية مسجل الفيديو لاتخاذ اللازم، ولكنها مازالت تبحث عن هوية المسجد الذي تم فيه التصوير، وهي خطوات طبيعية كرد فعل على الفيديو المشين، والذي يتعلق بمعتقدات الناس ومشاعرهم الدينية، وفي إطار مسؤوليتها المباشرة عن المساجد والعاملين فيها.

وهنا بيت القصيد، أي العاملين في المساجد، وأولهم إمام المسجد الذي يعد مديرا له والمسؤول الأول عنه وعن كل شيء يتم فيه، هو ومن بعده باقي العاملين، لأن الواقع يقول أن معظم أئمة المساجد يتواجدون فيها في عدد من الصلوات فقط، وكأنها جل ما هو مطلوب منهم، دون الالتزام بالمساجد على اعتبار أنها مقر عملهم الدائم مثلهم في ذلك مثل باقي موظفي الدولة دون إهمال طبيعة هذه الوظيفة.

صلاة ثم رقص.. تعرف على تفاصيل رقص مجموعة من الأشخاص أثناء الصلاة بالفيديو

الواضح من الفيديو أن المسجد لم يكن مهجورا أو تحت الإنشاء، بل تظهر تفاصيل المسجد في خلفية الفيديو أنه مكتمل وجاهز للصلاة، فكيف يدخل هذا الشاب حتى وإن كان يقوم ببعض أعمال الدهانات فيه، ويستخدم الميكروفون ويغني ويرقص، ولم يجد من يردعه سواء كان الإمام أو غيره من العاملين، كيف تركوه بمفرده في المسجد يفعل ما فعل دون رقيب أو متابع، اعتقد أنها مسؤولية الإمام أولا وأخيرا، ولا بد أن ينال ما سيناله صاحب الفيديو لان الجرم متساو وربما أكبر.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد