لكي تنجح لابد أن تكافح، والكفاح يعني سنوات من العمل والتعب والصبر، لكي تصل إلى القمة لابد أن تصعد السلم من أسفل إلى أعلى، في هذا المقال سوف نتعرف على أهم وأشهر قصص الكفاح في العالم، وفي السطور التالية سأذكر قصص كفاح لبعض الأشخاص بدأوا حياتهم من الصفر تقريباً.
طريق النجاح
- “شون ستيفنسون”
- ولد شون ستيفنسون في عام 1979م مصاباً بمرض نقص تكون العظام (العظام الزجاجية)، بدأ حياته بجسد نحيل ضعيف لا يستطيع المشي، يتحرك بواسطة كرسي متحرك.
- التحق بالمدرسة الابتدائية وكان يتعرض للسخرية من زملاؤه بسبب جسمه النحيل القصير، ولكنه لم يلتفت لتلك السخافات وأكمل طريقه في التعليم بتفوق، حتى التحق بالجامعة ودرس العلوم السياسية، وأثناء دراسته بالجامعة عمل “متحدثاً تحفيزياً” في ستة حملات انتخابية، ثم تخرج من الجامعة عام 2001، ثم حصل على الماجستير في العلاج النفسي والبرمجة اللغوية العصبية وافتتح عيادة خاصة للعلاج النفسي، وأصبح واحداً من الخبراء الرائدين في القضاء على تدمير الذات، وأكمل دراسة الدكتوراة في العلاج بالتنويم المغناطيسي في جامعة “أمريكان باسيفيك”، وألف كتاب “تخلص من ولكن”.
- “سويتشيرو هوندا”
- ولد “سويتشيرو هوندا” في إحدى قرى اليابان عام 1905م، كانت أسرته فقيرة لا تمتلك سوى محل صغير لتصليح الدراجات الهوائية وكان يساعد “هوندا” والده في تصليح الدراجات، لم يكون هوندا متفوقاً في الدراسة فترك المدرسة وهو في عمر الخامسة عشر وسافر إلى طوكيو للعمل مساعد ميكانيكي في ورشة صغيرة لإصلاح السيارات.
- عاد إلى قريته بعد خمس سنوات وأسس ورشة صغيرة لإصلاح السيارات، ثم أنشأ مصنعاً لتصنيع بعض الصغيرة الخاصة بمحركات السيارات في عام 1937م.
- تدمر مصنعه في الحرب العالمية الثانية فأعاد بنائه من جديد وبدأ في بيع بعض القطع الخاصة بالسيارات لشركة تويوتا، ثم تدمر مصنعه للمرة الثانية بسبب الزلزال الذي ضرب اليابان، ولكنه لم ييأس وقام ببناء المصنع مرة أخرى وبدأ بتصنيع الدراجات النارية وحصل على براءة اختراع ونجح في بيع وتسويق دراجاته النارية داخل اليابان وخارجها، ثم دخل عالم تصنيع السيارات وأصر على العمل والنجاح بالرغم من كثرة مصانع السيارات في بلده حتى أصبحت شركة “هوندا” من أشهر شركات السيارات في العالم.
- إدوارد ايفانز
- بدأ “إدوارد إيفانز” في ديترويت فقيراً معدماً يبيع الصحف ليكسب رزقه، ثم التحق بوظيفة مساعد لمدير مكتبة براتب ضعيف، ثم اقترض مبلغ “55” دولاراً ليبدأ مشروع خاص به، وبعدما نجح لبعض الوقت أفلس المصرف الذي يضع به أمواله.
- أصيب بمرض غامض فقد بسببه وزنه وأخبره الطبيب أنه لن يعيش أكثر من أسبوعين، فأصيب بالإحباط وكتب وصيته ونام في الفراش ينتظر الموت، وبعد مرور أسبوعين قرر أن ينهض من فراشه باستخدام العكازين وعاد إلى العمل مرة ثانية وبدأ حياته من جديد وظل يعمل بحماس ونشاط حتى أصبح مديراً للشركة التي يعمل بها، ثم أصبح من رجال الأعمال الناجحين في الولايات المتحدة، وبعد وفاته أطلق اسمه على مطار جرينلاند تخليداً لذكراه.
- أنتوني روبنز
- “أنتوني روبنز” أحد أشهر محاضري التنمية البشرية في أمريكا، بدأ حياته فقيراً يعمل حارساً لإحدى البنايات الكبيرة في أمريكا، أصيب بورم في شبابه فدخل في حالة اكتئاب شديدة قرر بعدها أن ينتحر وبالفعل توجه إلى أحد الجسور ولف حبلاً حول عنقه وعندما تعلق به فقد وعيه وأنقذه رجل عجوز في اللحظة الأخيرة.
- فتح عينيه فوجد نفسه في مكتبة مليئة بالكتب وبجانبه رجل عجوز يقرأ كتاباً فسأله لما أنقذتني، فأجابه العجوز قائلاً لأنه ليس هناك ما يستحق أن نفقد حياتنا من أجله، عيش حياتك ولا تتعجل الموت ودع القدر يقوم بهذه الخدمة، هو من يسلبنا حياتنا في الوقت المناسب.
- تأثر “روبنز” بكلام العجوز وقرر أن يجرب حظه في القراءة، فبدأ بالقراءة في علم النفس وتنمية وتطوير الذات حتى نهض بنفسه من القاع وأصبح أعلي مدربين التنمية أجراً في العالم وألف العديد من الكتب، وحقق ثروة طائلة من المحاضرات والكتب حتى أصبح يمتلك طائرة خاصة وجزيرة خاصة.
- بنيامين كارسون
- ولد بنيامين كارسون في سبتمبر عام 1951م، انفصل والديه وهو في الثامنة من عمره بسبب الفقر وإدمان والده للمخدرات، عملت والدته خادمة عند بعض العائلات الثرية لتنفق على ولديها (كارسون وأخيه)، بدأ كارسون حياة صعبة جداً، يصفه زملاؤه بالغبي فأصبح عدوانياً سيء المزاج يتشاجر مع زملاؤه ويعتدي عليهم، لاحظت الأم تراجع مستوى ولديها في الدراسة فأخذت تفكر لماذا يعاني أولادها في المدرسة وتقارن بين ولديها وبين أولاد الأسر التي تخدمهم، فلاحظت أن أولادها يقضون معظم وقتهم في اللعب ومشاهدة التلفاز بينما أولاد الأسر الثرية التي تخدمهم يقضون وقتهم في القراءة، فقررت أن تحدد لأولادها أوقاتاً للقراءة ومنعتهما من مشاهدة التلفاز إلا في أوقات محددة.
- تخرج “كارسون” من الثانوية بتفوق ثم التحق بكلية الطب بجامعة ميشيغان وتفوق في دراسته حتى أصبح من أكبر الجراحين في العالم، وأصبح رئيس قسم جراحة أعصاب الأطفال في مركز الأطفال في مستشفى جونز هوبكنز، وكان له الفضل في نجاح أول عملية جراحية لفصل توأمين متصلين عند الرأس.
- د. جون ديمارتيني
- بدأ “جون مارتيني” حياته فقيراً يعاني من مشاكل صحية، ففي السابعة من عمره عانى من عجز وصعوبة في التعلم والتواصل بشكل طبيعي كأقرانه، وفي الرابعة عشرة ترك المدرسة وسافر إلى كاليفورنيا، وفي السابعة عشر انتقل إلى ولاية هاواي الأمريكية.
- أثناء سباحته في البحر أصيب بتسمم ب “الاستركنين” وأصيب بالإحباط، وفي مرحلة العلاج قابل “د. بول براج” صاحب ال 93 عاماً وقتها، فطلب منه أن يردد جملة (إنني عبقري وأستطيع استخدام حكمتي وذكائي)، فتغيرت حياة “جون بعدها” واستطاع أن يحصل على البكالوريوس من جامعة هيوستن، ثم حصل على الدكتوراة من كلية تكساس لعلاج العمود الفقري.
- افتتح “جون” عيادته الخاصة في هيوستن لعلاج أمراض العمود الفقري، ثم بدأ يقدم دروس ومحاضرات مجانية كل ليلة عن (كيفية العيش بصحة جيدة).
- ألف جون 13 كتاباً، وأكثر من 50 برنامج تدريبي، يسافر حول العالم لعقد الندوات والمؤتمرات التي تدور حول تحقيق النجاح المالي والنجاح في الحياة، وحقق ثروة كبيرة واشترى شقة فاخرة على متن سفينة ب 3 ملايين جنيه يقضي فيها شهرين كل عام، ويجوب العالم كله مع زوجته عالمة الفلك.
- روبرت جارفيك
- أجرى والد “روبرت جارفيك” عملية جراحية في قلبه، فانبهر بمهارة الأطباء الذين أجروا العملية لوالده، فحاول الانتقال من دراسة الهندسة إلى دراسة الطب فتقدم بطلب إلى 25 كلية طب بالولايات المتحدة ولكن تم رفض طلبه.
- حصل على الماجستير في الميكانيكا الحيوية عام 1971، ثم عمل في مخزن لتوريد المعدات الطبية ثم مساعد معملي مع برنامج الأعضاء الصناعية بجامعة يوتا، ساعده عمله في المعمل على الالتحاق بجامعة الطب، وتخرج من كلية الطب عام 1976 وهو في الثلاثين من عمره، وتوفى والده في نفس العام بسبب تمدد الأوعية الدموية.
- عمل مع صديقه “ويليام جيه” في تطوير قلب صناعي باسم (جارفيك 7)، وفي عام 1982 قام بزراعة (جارفيك 7) لطبيب الأسنان (بارني كلارك)، وعاش بعد العملية لمدة 112 يوماً، ثم زرعه لمريض ثاني عاش بعد العملية 620 يوماً.
- إيمي بوردي
- عاشت “إيمي بوردي” حياة طبيعية في عائلة جميلة في بداية حياتها، وفي سن الثامنة عشر تخرجت من المدرسة الثانوية وسافرت إلى أحد المناطق الباردة للعمل، وهناك مارست هوايتها المفضلة (التزلج على الجليد)، ولكن في التاسعة عشر من عمرها شعر ببعض الحرارة في جسدها فانتقلت إلى المستشفى ودخلت في غيبوبة، وأخبر الأطباء والديها أن ابنتهما مصابة بالتهاب جرثومي في السحايا وأن احتمال نجاتها لا يزيد عن 2%، وبعد شهرين خسرت “إيمي” كليتيها وطحالهما وساقيها من أسفل الركبة وفقد السمع في الأذن اليسرى، فتحطمت نفسيتها وعاشت أسوأ أيام حياتها، ظلت عدة شهور محبوسة في غرفتها ترفض الخروج منها تبكي لساعات وهي تنظر إلى ساقيها الصناعيتين، ولكن بعد فترة بدأت تفكر في كيفية الخروج من حزنها والتغلب على مشاكلها، فقررت أن تعود للتزلج مرة ثانية وقالت أن الأطراف الصناعية لا تتجمد عند التزلج على الجليد، فعادت للتزلج من جديد.
- شاركت “إيمي” عام 2005 في تأسيس منظمة غير ربحية للأشخاص ذوي الإعاقة الجسدية، تقوم على تدريبهم ليتمكنوا من المشاركة في الألعاب العالمية، وفي فبراير 2011 ربحت إيمي جائزتان، كأس العالم والميدالية الفضية في التزلج على الجليد.
- عباس العقاد
- ولد “عباس محمود العقاد” في مدينة أسوان، ونشأ في أسرة فقيرة، لم تتمكن أسرته من إرساله إلى القاهرة للدراسة، فكان يتردد على مجالس علماء الأزهر، فأحب القراءة وتعلم نظم الشعر وأقبل على تثقيف نفسه بنفسه.
- عمل وهو في الرابعة عشر من عمره في مصنع للحرير ثم انتقل إلى السكك الحديدية، وقد كان ينفق معظم نقوده على شراء الكتب لشدة ولعه بالقراءة، ثم انتقل إلى القاهرة للعمل موظفاً حكومياً.
- اشترك العقاد في إصدار صحيفة الدستور عام 1907 لكنها توقفت بعد فترة، ثم انتقل عام 1912 للعمل في جريدة المؤيد، وعمل مدرس لبعض الوقت ليوفر قوت يومه، ثم انتقل عام 1919 للعمل في جريدة الأهرام، ورغم كل ما مر به من ظروف قاسية وفقر إلا أنه كتب أكثر من مائة كتاب ونشر آلاف المقالات في الصحف والمجلات، من أشهر أعماله سلسلة العبقريات التي تناولت سيرة عبقرية سيدنا محمد (ص) وعبقرية أصحابه رضوان الله عليهم.
- هاري وين
- ولد “هاري وين” في ديسمبر عام 1937م بـأحد ضواحي شيكاغو، تطلقت والدته وهو في الخامسة عشر من عمره، فانتقل للعيش معها.
- عمل أثناء دراسته الثانوية عامل في محطة بنزين وسائق سيارة وجالب عملاء لشركة جمع قمامة)، دخل كلية الفنون الجميلة ثم تركها في السنة الثانية ودخل الجيش الأمريكي ثم تركه بعد 6 أشهر، وفي عام 1962 اقترض هاري خمسة آلاف دولار واشترى سيارة مستعملة من أحد أصدقائه وبدأ العمل في جمع القمامة من عدة عملاء، وفي عام 1968 كان “هاري” يمتلك 40 شاحنة لجمع القمامة، حيث كان يشتري الشركات المنافسة ويضمها لشركته، ثم دمج شركته مع شركة أحد أقربائه الذي كان يدير شركة جمع قمامة أخرى، واستطاع أن يشتري 133 شركة خاصة بجمع القمامة، ثم استقال في عام 1984 واشترى شركة تعمل في تأجير أشرطة الفيديو، وبعد عامين بلغ عدد المحلات التي يملكها 19 محل بقيمة سوقية بلغت 7 مليون دولار، وبعد عدة أعوام أصبح يملك أكبر سلسلة محلات فيديو في الولايات المتحدة لها أكثر من 3700 فرعاً في 11 دولة حول العالم، ثم باع الشركة في عام 1994 م مقابل 8.4 مليار دولار، وفي عام 1996 أسس وكالة لبيع السيارات لها أكثر من 350 فرعاً في الولايات المتحدة، ثم باعها وأسس سلسلة فنادق وصلت إلى 500 فندق متنوعة باعهم جميعاً في عام 2004، وأسس شركة جديدة للنفايات أصبحت ثالث أكبر شركة في الولايات المتحدة، ثم باعها واتجه للاستثمار في الأندية الرياضية والملاعب، حتى بلغت ثروة “هاري” أكثر من 2.6 مليار دولار، كل ذلك من سيارة مستعملة لجمع القمامة.
- جان كوم
- شاب فقير هاجر من أوكرانيا إلى الولايات المتحدة مع والدته وعمره 16 عاماً، عمل والدته مربية أطفال بينما عمل هو كناساً في أحد المتاجر، ليوفر نفقات المعيشة، وفي سن الثامنة عشر بدأ الدراسة في الجامعة صباحاً والعمل حارس أمن ليلاً، ثم بدأ يدخل عالم التقنية والانترنت للبحث عن فرصة لكسب بعض المال، ثم انتقل للعمل في شركة ياهو، وتقدم بطلب للعمل في شركة “فيسبوك” لكن طلبه قوبل بالرفض.
- في عام 2009 بلغ “جون كوم” الخامسة والثلاثين من عمره، فاجتمع مع صديق له في بيتهما وأسسا تطبيق “واتس آب” الذي يهتم بتبادل الرسائل بطريقة جديدة وسريعة، وظلا يخسران المال حتى عام 2011م بعدما اشتهر البرنامج بين المستخدمين وأصبح من أكثر البرامج تحميلاً، وفي عام 2013 وصل عدد مستخدمي البرنامج 200 مليون مستخدم في العالم، وفي عام 2014 باع جان برنامج “واتس آب” لشركة فيسبوك” التي رفضت توظيفه مقابل 19 مليار دولار، كان نصيبه من المبلغ 6.8 مليار دولار.
- تيدي ستودراد
- كان تيدي ستودراد متفوقاً في الدراسة في المراحل الأولى من التعليم ولكن بعد وفاة والدته بسبب مرض السرطان انقلب حاله على رأسه على عقب، وتحول إلى طالب مهمل ينام وقت الدرس وتراجعت علاماته الدراسية، وفي الصف الخامس لاحظت معلمته الجديدة حالة “تيدي” الكئيبة وملابسه المتسخة وإهماله الشديد لنفسه، وفي اجتماع لمعلمي المدرسة راجعت المعلمة درجات “تيدي” في المرحلة السابقة، فلفت نظرها أنه كان متفوقاً في السنوات الأولي من التعليم وعرفت أن سبب تدهور حالته هو وفاة أمه، فبدأت المعلمة تهتم ب “تيدي” وركزت عليه وعاملته معاملة الأم لولدها فبدأ يستعيد مستواه ويتفوق في الدراسة من الجديد وظل ينجح ويتفوق حتى تخرج من المدرسى والتحق بالجامعة وظل يراسل معلمته ويطمئنه على أحواله حتى تخرج من كلية الطب وأرسل لها بطاقة دعوة لحضور حفل تخرجه من كلية الطب، كتب فيها (ابنك تيدي يدعوك لحضور حفل تخرجه من كلية الطب).
- أصبح “تيدي” أشهر طبيب في العالم وصاحب مركز “تيدي ستودارد” أفضل مركز للأبحاث وعلاج السرطان في الولايات المتحدة الأمريكية.
