أوناي إيمري مع الأرسنال

قد يرى البعض أن فرحة مشجعي « أرسنال » بتحقيق تسع انتصارات متتالية هي بالأمر المبالغ فيه، لكن هذه الفرحة طبيعية، فهي انعكأس لأكثر من اثنان وعشرون عاماً في حقبة المدرب الفرنسي السابق « آرسين فينجر » عاصرها مشجعوا هذا الفريق في تقلبات بين الفرح بتحقيق النجاحات والصعود إلى منصات التتويج في العشر سنوات الأولى، وبين هزائم أوروبية مذلة وإحباطات محلية لا تنتهي، لتبدأ حقبة جديدة في تاريخ هذا النادي بتطلعات جديدة وبفكر مختلف، وذلك بعد إسناد مهمة تدريب الفريق للمدرب الإسباني « أوناي إيمري » مطلع هذا الموسم.

أوناي إيمري

المدرب الإسباني البالغ من العمر 46 عاماً، والذي يملك سجلاً جيداً مع الفرق التي تولي تدريبها خاصة الفريق الآندلسي « إشبيلية »، حيث تمكن مع الفريق الآندلسي من تحقيق بطولة الدوري الأوروبي ثلاث مرات متتالية، ليصبح المدرب الأكثر نجاحاً في تاريخ المسابقة بتحقيق مثل هذا الإنجاز الأوروبي الذي لم يتكرر منذ أكثر من 40 عاماً في أوروبا، ليتولي بعدها مباشرة مهمة تدريب فريق « باريس سان جيرمان » ليقضي مع الفريق موسمين حقق فيهما كافة البطولات المحلية، لكن فشله الأوروبي هو ما أثار نحوه الإنتقادات، حيث لم يتمكن الفريق من تخطي عقبة الدور ربع النهائي من بطولة دوري أبطال أوروبا، خاصة وأن الفريق يملك نجوم عالميين أمثال « نيمار دا سيلفا » و« كيليان مبابي »و« إيدسون كافاني ».. ليرحل بعدها عن الفريق، ويتولي مهمة تدريب المدفعجية في مايو 2018 بعد رحيل الفرنسي « آرسين فينجر » عن الفريق بعد مسيرة تدريبية طويلة مع الجنرز دامت لأكثر من عِقدين متتالين.

أوناي إيمري مع أرسنال

بعد تولي « أوناي إيمري » مهمة تدريب الفريق، أحدث المدرب الإسباني العديد من التغييرات سواء على مستوى الجهاز الفني أو الجهاز الطبي، بل وحتى على مستوى الآنظمة الغذائية المتبعة داخل النادي، تماماً مثلما فعل الفرنسي « آرسين فينجر » في بداياته مع الأرسنال، لكن بداية إيمري مع الفريق لم تكن بالبداية المنتظرة، حيث تعرض الفريق لهزيمتين متتالتين في بطولة الدوري أولها كانت الخسارة أمام البطل « مانشستر سيتي » في ملعب الإمارات والخسارة الأخرى أتت على يد الجار اللندني « تشيلسي »، لتُثار التساؤلات مبكراً حول ما إذا كان أوناي يستطيع تحقيق النجاحات مع الأرسنال، أم أنه سيكتب نهايته مُبكراً مع الفريق.. ليعود إيمري بقوة ويرد على كافة التساؤلات ويحقق مع الفريق تِسع انتصارات متتالية في كافة المسابقات، ليصعد بالفريق إلى المركز الرابع في بطولة الدوري فقط بفارق نقطتين عن الصدارة، بل ويتصدر مجموعته في بطولة الدوري الأوروبي بتحقيق الفوز على كلا من « فورسكلا » الأوكراني وفريق « كارباج » الأذريبجاني.

تِسع انتصارات وهزيمتين فقط للمدرب الإسباني مع الفريق، لتصل نسبة الفوز إلى أكثر من 80%، ويمتلك الفريق واحداً من أفضل الخطوط الهجومية هذا الموسم حتى الآن، حيث سجل الفريق 26 هدف في 11 مباراة فقط، بينما تستمر معاناة الفريق على مستوى الخط الخلفي، فبالرغم من التعاقد مع المدافع اليوناني « سوكراتيس باباستوتوبولس » إلا أن الفريق لازال يُعاني من تلقي بعض الأهداف الساذجة، والتي تعود بالأصل إلى ضعف مستوي الأداءات الفردية لمدافعي الفريق، حيث تلقى الفريق 10 أهداف في 11 مباراة فقط.

هل يعود الأرسنال؟

ما بين مدرب طموح وفريق مُتخبِّط.. هل يعود أرسنال إلى سابق عهده؟ هل يتمكن أوناي إيمري من تحقيق النجاحات مع الأرسنال داخل إنجلترا وخارجها ويعود بالأرسنال ذلك الفريق المرعب؟ أم أنه سيواصل مسيرة الإخفاق والفشل؟ هل يعود الأرسنال كما كان من قبل؟ هذا ما يأمله مشجعوا الفريق.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد