استخدام الايموجي.. هل يكون بديلاً للكلمات مستقبلاً

من منا لا يستعمل الرموز التعبيرية (الايموجيز) يوميًا على وسائل التواصل الاجتماعي بإختلافها؟
فلقد انتشر مؤخراً استخدام الرموز التعبيرية بصورة واسعة جدًا في مواقع التواصل الإجتماعي، فلم يعد استخدامها قاصرًا على كونها تكملة للرسالة النصية لإيصال مشاعر المرسل، بل في كثير من الأحيان تكون بديلاً للرسائل النصية، حيث يكتفي المرسل بإرسال الايوجي لوحده فقط دون كتابة أي رسالة.

و لو بحثنا في أصل كلمة اموجي المتداولة  فهي كلمة يابانية الأصل وتشير للرموز التعبيرية، ويعود تصميمها إلى مصمم ياباني؛ فقد قام باختراع الرموز التعبيرية في عام 1999، ويعتبر السبب الأساسي في اختراع الإيموجي أن اللغة اليابانية ليست محددة أو واضحة مثل اللغة الانجليزية، بل أن الكلمات تحمل معاني كثيرة، لذلك فكر المخترع الياباني في الايموجي الذي يعبر عن المعنى المقصود وتوضيحه. وكانت متاحة فقط على الهواتف اليابانية، ولكن بعد إصدار هاتف الأيفون في اليابان، قررت شركة أبل أن تضيف الإيموجي على الأيفون للمنافسة بقوة، وكانت الرموز التعبيرية متاحة لجميع مستخدمي الأيفون عندما أصدرت الشركة نظام iOS 5،   فأصبحت متاحة الاستخدام على مستوى العالم ولكن فقط في هواتف الأيفون، ومن ثم اُدخلت عليها الكثير من الإضافات والتغييرات بحيث أصبحت متاحة لجميع الهواتف في أنحاء العالم، ويعتبر يوم 17 من يوليو هو اليوم العالمي الذي يحتفل به العالم بالإيموجي، ومن شدة تعلق المجتمع بها أصبحت توضع على الملابس والأحذية والشنط وغيرها.

و لا ينكر أحد الفائدة الكبيرة من استخدام الرموز التعبيرية؛ حيث أنها تساهم في ايصال المشاعر والعواطف بطريقة واضحة وجميلة، كما أنها تساعد في سرعة التواصل بين الأشخاص وأيضًا تعتبر وسيلة التعبير  للأشخاص الذين فقدوا القدرة على الكلام، وأيضًا تعتبر وسيلة لا تعترف بإختلاف اللغات بحيث يفهمها الجميع في أنحاء العالم، ولكن تجدر الاشارة هنا إلى أن هناك بعض الإختلافات بين الشعوب في تفسير الايموجي بإختلاف أشكالها وهذا ما يجب مراعاته حين استخدامها.

و أيضًا إذا تم استخدامها بدون أي رسائل نصية مرفقة معها فقد يتم فهمها بشكل خاطئ من الطرف الآخر، في حين أن ارفاقها مع نصف كتابي قد يكون أكثر وضوحًا، وأيضًا من ما يقلق في استخدام هذه الرموز أنه ومع الوقت يضعف هذا الاستخدام؛ احتكاك الناس باللغة ومعرفة مفرداتها وبالأخص لدا الأطفال حيث يكتفون بالايموجي لسهولتها في التعبير، مما قد يؤدي لضرر كبير بمعرفتهم باللغة وتفقههم فيها على المدى الطويل.

و من المفارقات في استخدام الايموجي؛ أن كل بلد تقريبًا يشتهر بيه نوع أو نوعين من الايموجي أكثر من غيرها. ولم تقتصر شهرة الايموجي على وسائل التواصل الاجتماعي فقط، بل تعدت ذلك لتصل إلى السينما؛ حيث قامت شركة سوني بإنتاج فيلم  يحمل اسم The Emoji Movie، وبطل الفيلم إيموجي يدعى جين ويدور الفيلم حول معاناته، لأنه ولد من دون فلتر، ويحتوي الفلتر على العديد من الرموز التعبيرية. ومن المفارقات أيضًا  أنه ظهر كتاب تمت كتابته فقط بالرموز التعبيرية (الإيموجي) دون استخدام أي كلمات، وهي رواية انجليزية، ويدعى الكتاب إيموجي ديك.
فهل يعد هذه تمهيدًا لظهور لغة جديدة تعتمد أساسًا على الرموز التعبيرية دون الحاجة للكلمات؟


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد