لماذا هدم الاحتلال الإسرائيلي حارة المغاربة بالقدس الشريف منذ 56 عاما؟

في عام 1967م، هدم الاحتلال حارة المغاربة، التي كانت تقع في غرب المسجد الأقصى المبارك، حيث كانت تحوي عدة أبنية أثرية، حوالي 135 من الآثار، التي يعود زمنها لعصور عريقة مرت على فلسطين، كل هذا دمره الاحتلال تماما، وأصبح بعد الهدم ساحة لصلاة اليهود.

حي المغاربة بالقدس الشريف

القدس القديمة

حارة المغاربة

كانت تحوي آثارا عريقة، تعود إلى العصر الأيوبي والعصر المملوكي والعثماني، مثل أثر المدرسة الأفضلية، ومزار الشيخ عبد، وزاوية المغاربة، وكانت هذه الحارة، وقف من الملك الناصر صلاح الدين الأيوبي، للمجاهدين المغاربة، حيث كان لهم دور بارز في جيشه، عندما حرر القدس من أيدي الصليبين، ولذلك سميت باسمهم، وتحتوي حارة المغاربة على معلم إسلامي شهير، وهو حائط البراق في السور الغربي للمسجد الأقصى المبارك، وذلك هو الحائط الذي قام سيدنا محمد (ص)، بربط البراق فيه عند عروجه إلى السماء، وقد أسماه الاحتلال بعد ذلك “حائط المبكى”، بعدما استولى على المقدسات، كما أصبح حي المغاربة ساحة لصلاة اليهود.

حي المغاربة بالقدس الشريف
حي المغاربة الآن

حي مبارك حول المسجد الأقصى

تمثل مساحة حارة المغاربة، أو حي المغاربة، 5% من مساحة القدس القديمة، حيث كانت تتخذ شكلا مربعا، داخله عدة منشآت أثرية عربية وإسلامية، وبها أزقة ضيقة ومتعرجة، وبها عدة مباني أشهرها مدرسة القبة أو المدرسة الأفضلية، والتي كان يعلوها قبة كبيرة، أما الحارات فلها شكل مستطيل، وطرق مبلطة، وقد دخل الرسول_صلى الله عليه وسلم_ مدينة القدس من حارة المغاربة، ولذلك فهي مباركة، ولقول الله تعالى عن المسجد الأقصى الشريف “الذي باركنا حوله”، ويعتقد أيضا أن الخليفة عمر بن خطاب، قد دخل من ناحية حارة المغاربة، وذلك عندما قام بالفتح الإسلامي لفلسطين والقدس الشريف.

حي المغاربة بالقدس الشريف
أزقة مدينة يافا في فلسطين القديمة

هدم حي المغاربة

كان حي المغاربة هو الأقدم بالنسبة لحارات القدس القديم، وأقربه للمسجد الأقصى، وكان يحوي حائط البراق المبارك، وفي 11 و12 و13 حزيران، عام 1967م، هدمت جرافات الاحتلال الصهيوني حارة المغاربة كاملة، وسويت بالأرض، حيث جرفوا 135 أثرا عربيا وإسلاميا، وتم احتلال القدس الشرقية، رغم عدم موافقة الأمم المتحدة على ذلك حتى الآن، فالذي اعتمد لدولة إسرائيل من الأراضي الفلسطينية، هو حدود 1948 فقط، وما زالت دولة الاحتلال مستمرة في عمليات التنقيب في حي المغاربة، ويكتشف العديد من الآثار تحت الأرض، لم يكن أحد يتوقعها.

حي المغاربة بالقدس الشريف
الاستيلاء على حي المغاربة

نوايا الاحتلال الغامضة

مما سبق، تبدو لنا نية الاحتلال عند هدم حي المغاربة، وهي طمس الهوية الإسلامية للقدس الشرقية، ولكن تبدو أن هناك نوايا غامضة أخرى للاحتلال الإسرائيلي، حيث أنها ما زالت تقوم بعدة أعمال حفر وتنقيب، حول المسجد الأقصى المبارك، حيث تشارك شرطة الآثار في العديد من الحفريات، خاصة في شمال البلدة القديمة، وحي السلوان، والأنفاق الواقعة أسفل الحائط الغربي، وتحويل الأنفاق إلى متحف، ومحاولة تهويد البلدة القديمة، وإزالة التراث القديم، كما يخشى الفلسطينيون، من تأثر أساسات المسجد الأقصى، وباحاته ومصلاه، من جراء الحفر المستمر حوله وتحته.

حي المغاربة بالقدس الشريف
الحفر في باحات المسجد الأقصى المبارك

قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد