أعلن كريغ فيديريغي، رئيس هندسة البرمجيات في آبل، في نهاية الشهر الماضي، عن قرار نادر بتجميد عمليات تطوير التحديثات البرمجية الرئيسية التالية للشركة، حسب ما جاء في تقرير حديث من وكالة بلومبيرج الأمريكية، نظرًا لأن الجودة الأولية لهذه الإصدارات لم تكن على المستوى المطلوب، هذا التوقف سمح لآبل بتصحيح الأخطاء في البرمجيات وتحسين الأداء.
يأتي التحديث القادم لبرامج آبل، بما في ذلك نظام iOS 18 المهم، في ظروف أكثر حساسية من المعتاد، كما أن الشركة تسعى للتأقلم مع جوجل وOpenAI في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي، ومن المتوقع أن يجلب نظام iOS 18 هذه التقنية إلى هواتف iPhone.
كما يجب أن يكون التحديث البرمجي للآيفون 16 مثيرًا بشكل إضافي، نظرًا لأن الأجهزة لن تشهد تقدمًا رئيسيًا في العام المقبل، لذا، تعتمد آبل بشكل كبير على البرمجيات لإقناع الناس بشراء النماذج الجديدة.
وتتخذ آبل خطوات بحذر، مما يفسر التأخير الأخير، من خلال تجميد عملية تطوير iOS 18، إلى جانب iPadOS 18، macOS 15، watchOS 11، وغيرها من أنظمة التشغيل التالية، استطاع المهندسون أن يكرسوا أسبوعًا للتركيز بشكل حصري على استئصال العيوب.
يُذكر أن آخر مرة قامت فيها آبل بخطوة مماثلة كانت في عام 2019، عندما قامت الشركة بتحديث إجراءاتها، وفي ذلك الوقت، كانت العيوب وتأخير الميزات سيئة لدرجة أن الآيفونات الجديدة لا تزال تعاني من العيوب في يوم الإطلاق، وفي العام الذي قبله، اضطر فيديريغي إلى تأجيل عدة ميزات من iOS 12 إلى iOS 13 بسبب قضايا الجودة.
في هذه المرة، أوقفت آبل التطوير بعد الوصول إلى مرحلة مهمة في تطوير iOS 18 وmacOS 15، وفي الشهر الماضي، أكملت الشركة الإصدارات الداخلية الأولى للتحديثات، بما في ذلك أهم الميزات الجديدة، عندما تصل آبل إلى هذه المرحلة، المعروفة باسم M1، عادة ما تبدأ في العمل على المرحلة التالية، M2، في هذه الحالة، قامت فترة التوقف عن التطوير بتأخير بدء تطوير M2 لمدة أسبوع.
عادةً ما تكون هناك أربع مراحل قبل مؤتمر مطوري Apple العالمي في يونيو، حيث تعلن الشركة عن البرمجيات الجديدة وتطلق الإصدارات التجريبية، تستمر كل مرحلة عادة لمدة ستة أسابيع، أربعة تركز على إضافة الميزات واثنين مخصصين لإصلاح العيوب، استفاد هذا الدور الأخير من أسبوع إضافي للتعامل مع العيوب، مما أدى إلى التأخير.
حتى الآن، من المرجح أن التوقف لمدة أسبوع لن يؤدي بشكل ملحوظ إلى تأجيل الإصدار النهائي للبرمجيات، في أسوء الأحوال، سيمنح ذلك آبل وقتًا أقل في نهاية دورة التطوير للتخلص من أي عيوب في اللحظة الأخيرة.
الأخبار الجيدة هي أن هذه الخطوة تظهر أن آبل تأخذ الجودة بجدية كما لم تفعل من قبل، في عام 2019، اعتمد فيدير يغي سياسة يطلق عليها قسم العهد: “لن نسمح أبدًا عن عمد بحدوث انحدارات في البناء، وعندما نجدها، سنقوم بإصلاحها بسرعة.”
بمعنى آخر، إذا اكتشفت الشركة أن إضافة ميزة جديدة تعيب شيئًا آخر في البرمجيات ما يعرف بـ “الانحراف” يجب إصلاح تلك العيب فورًا، يبدو واضحًا أن آبل واجهت صعوبات في اتباع هذا الإرشاد مع تطوير iOS 18، macOS 15 وwatchOS 11، مما استدعى التوقف.
تواجه أيضًا آبل تحديًا أكبر مع برمجياتها لعام 2024، بعد سنوات من التحديثات المتواضعة لنظام iOS، قد يكون الإصدار القادم من برامج الآيفون والآيباد مبتكرًا نسبيًا.
داخليًا، وصفت إدارة آبل العليا أنظمتها القادمة بأنها “طموحة وجاذبة”، مع ميزات وتصميمات رئيسية جديدة، بالإضافة إلى تحسينات في الأمان والأداء.
لكن لن يقدر المستخدمون تلك الميزات الجديدة إلا إذا كانت تعمل، وهذا يعني ضرورة التأكد من أن الأداء والجودة البرمجية الأساسية للبرنامج قوية وثابتة.
