مكانة أبيدوس عند المصري القديم

أبيدوس (ابجو) من أشهر وأهم مدن صعيد مصر لمكانتها الدينية عند المصريين القدماء فقد كانت المركز الرئيسي لزيارة معبد أوزيريس

فهو كان بمثابة الحج عند المصرى القديم وهي رحلة سياحية دينيه مقدسه كان يقوم بها النبلاء و الأشراف الأوزيريون متجهين إلى أبيدوس (أبجو) كما أطلق عليها المصريون القدماء أما الاسم الحالي لهذه البلدة فهو العرابه المدفونه بمحافظة سوهاج، حيث يوجد بها ضريح أوزيريس المعروف بأسم الأوزيريون ، وكذلك مقابر و أضرحة ملوك الأسرتين الأولى و الثانية.


و فيها دفنت رأس أوزيريس و يقوم الزائرين بالطواف حول المعبد
(مابين السورين) و هذة الزيارة يقوم بها المصرى لكى يبرئ نفسه من الذنوب و ذلك هو نفس الغرض من رحلة الحج التى يقوم بها المسلمون إلى الكعبه الشريفه و أيضا رحلة الحج التى يقوم بها المسيحين إلى بيت المقدس ، ولرحلة الحج أهمية بالغة فى العقيدة المصرية القديمة لأنها لم تقتصر على الزياره الدنيويه فقط ولكنها أمتدت إلى العالم الآخر، العالم الأبدى الذى يفوز بها الأخيار اللذين لم يخالفون قوانين الماعت.

فنجد فى كتاب الخروج فى النهار (كتاب الموتى) الفصل 138 : تعويذه لدخول أبيدوس و الأنضام إلى معيه أوزيريس
(يا أيها الآلهه ساكنى أبيدوس ، المجتمعه بالكامل أقبلوا لمقابلتى مهللين ، و أنظروا إلى أبي أوزيريس و أنا فى سياقه ،أنا المولود منه أنا هذا الحورس سيد الأرض السوداء و الصحراء الحمراء)
و نجد فى فصل 183 : التعبد إلى أوزيريس و تقديم التحيه له و تقبيل الأرض أمام (أون نفر) بمعنى الكائن الجميل ولمس الأرض أمام سيد البلد المقدس.

و يقول الزائر و يردد : لقد أتيت إليك يا أبن نوت أوزيريس الذى يحكم الأبديه أنا من حاشية جحوتى ، أبتهج من كل ماتقوم به، لقد أحضر إليك النسمه الهادئه من أجل وجهك الجميل و رياح الشمال التى خرجت من آتوم هى من أجلك ياسيد البلد المقدس.


هكذا كان يمجد المصرى القديم أوزيريس من خلال رحلة الحج ويردد هذه الابتهالات فى الدنيا و أيضاً فى العالم السفلى
(بعد الموت و العوده للحياة الأبدية )حسب المعتقد المصرى القديم.

و الجدير بالذكر أن من أهم طقوس زيارة الحج والأحتفال  بأوزيريس هى أن يزرع كل مصرى شجرة من أجله يأكل من خيرها فى العالم الآخر الأبدى.
و تظهر لنا النقوش على جدران المقابر منذ الدولى الوسطى و الحديثه بعض الأشارات عن هذه الرحلة المقدسه كما يظهر فى مقبرة حور محب و باشدو نجد منظراً رحلة ذهاب المتوفى مع زوجته إلى الحج الرمزى فى مركب جالسين فيما يشبه المقصورة و أمامهما مائدة قرابين و يتقدم مركبهم مركب آخر به عدد من المجدفين و له شراع كبير ثم رحلة العوده فى مركب آخر يتقدمة كاهن يقوم بتقديم الماء الطهور من الآنيه و البخور.

و من أهم الطقوس اللازمه للحج التطهير قبل الطواف حول المعبد المقدس
عرف المصرى القديم الطهارة فى حالات كثيرة و لأسباب عدة منها ما كان سبباً دينياً و منها ما كان سبباً معنوياً وللمصرى القديم طهارتان
الأولى خاصه بالأغتسال و طهاره تتعلق بأزالة الذنوب و ذلك بخلاف النظافه العاديه، لأن المصرى كان حريص علىالنظافه البدنيه فى حياته اليوميه.

الأدوات الخاصه بالتطهر :
طست المرمر : من أهم الأدوات خاصة فى الأعياد و الأحتفالات و كان يأتى بمعنى ( hbt) بمعنى كتاب الشعائر والطقوس و أرتبط بطقوس التطهير الخاصه بالاحتفالات الدينيه.
الأبريق : ولكنه يظهر بشكل متكرر على موائد القرابين
و أستخدم طقس سكب الماء بغرض التطهر الذى كان رمزاً طبيعياً للحياة و إعادة الحيويه عند المصرى القديم.
و الجدير بالذكر أن المصريون القدماء قد شيدوا ضريح أوزيريس على عيون مياة جوفية لتمثل المحيط الأزلى الانهائىللملك الأول أوزيريس.

طهارة الثوب :
أوضحت النصوص أن (جد) يختص بتطهير الرداءات (الملابس) و كان هناك طقس خاص لتطهير الثياب للكهنه و للملوك وحتى للموتى و الأحياء أيضاً فطارة الثوب شرطاً أساسياً لأكتمال عملية التطهير.

طهارة المكان :
كان المعبد المقدس من الأماكن الطاهره التى لا يدخلها إلا المطهرين كما أن كل شئ داخله طاهر بما فيه تمثال الآله نفسه وأرديته و كذلك أرضية المعبد.

زى الحج إلى الأماكن المقدسة :
كما أوضحت النقوش والمناظر رحلات الحج للزائر و زوجته على متن قارب متجه إلى أبيدوس فنجدهم فى هيئه وقورة يلفان رداء طويل أبيض اللون يشبه العباءة يحيط بالجسد كله بحيث لا يظهر منه إلا اليدين ويصل هذا الثوب إلى القدمين فى أغلب الأحيان، ونجد هذا المنظر فى مقبرة باشدو هو وزوجته يركبان مركباً فى طريقه إلى أماكن مقدسه ويرتديان الملابس الحابكه متجهان إلى أبيدوس لأداء الحج المقدس.
هكذا كان الحج عند المصرى القديم مقدساً و يعتبر أحتفالاً له طقوسه و أدواته و ملابسه الخاصه.

وذلك بخلاف الذبائح التى كان يقدمها المصرى القديم فى هذه الزياره المقدسه هكذا كانت عقيدة المصرى القديم و ديانته تلك الديانه المصريه التى لم تتعارض مع أفكار الديانات السماويه كالمسيحيه والاسلام ، ومن هذه الافكار الراقيه الايمان بالله الواحد حسبما ورد فى النصوص الدينيه التى تذكر أننى أنا الآله الأوحد خلقت الأرباب بمنطوق فمى وخلقت البشر من دموع عينى و هكذا ظلت العقيده المصريه باقيه و متوارثه حتى عصرنا الحالى و لم تتعارض أبدا مع الديانات السماويه.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد

تعليق 1
  1. غير معروف يقول

    عظيم جدا كم افتخر ان مسقط راسي مكان تاريخي عظيم ومميز