الأغنياء يعيشون مجانا.. والبخلاء سعداء جداً رغم أنفنا

كلما زادت أموالك، انخفضت تكلفة نفقاتك وربما تصل إلى صفر، أنها الحقيقة التي يعترف بها الأغنياء أنفسهم، إنهم يتلقون الهدايا والعروض والامتيازات والتخفيضات لكل السلع والخدمات تقريبا، لمجرد أنهم الأغنياء، وعندما يستخدمون السلعة أو الخدمة يتمتعون بها مجانا نظير ذلك، وبطيب خاطر من أصحابها، أما البخلاء الذي نراهم تعساء ولا يتمتعون بما لديهم من أموال فالأمر بالنسبة لهم مختلف تماما.

الاغنياء يعيشون مجانا

منذ سنوات طويلة، كنت أجلس مع أحد الصحفيين الكبار الذي ضحك وهو يفتح أحد الأظرف الواردة في البريد وبها عدد من الكتب والمجلات، وقال كنت زمان ابحث عن هذه الكتب في كل المكتبات وأنفق عليها الكثير، الآن وأنا قادر على شرائها تأتي إلى مكتبي مجانا، وقال: ” كل ما فلوسك تزيد تعيش ببلاش”، وبالفعل تجد العروض تنهال على الأغنياء في كل المجالات.

أكثر من يشتري بأقل الأسعار هم الأغنياء الذين لديهم قوة مالية شرائية في أي وقت، فتجد الفرص تأتي إليهم بسهولة، ليس فقط لتوفر السيولة المالية لديهم، ولكن لأنهم لا يحتاجون إلى البائع بقدر حاجة البائع إليهم، والحكاية ليست شطارة أو ذكاء فقط، ولكنها أحيانا وراثة وحظ بلا أسباب، قال ليس صديق سعودي أنه إذا وضع يده في التراب يتحول إلى ذهب، ويقصد إنه يكسب في أي شيء يتاجر فيه.

 

القاعدة أن المال يأتي لمن يسعى إليه بقوة وربما لا يأتي رغم السعي، أما الاستثناء أن هناك فئة تأتي لها الأموال دون أي سعي أو تعب، وبصورة تدهشهم قبل أن تدهش من يتفرجون عليهم، إنها سنة الله في خلقه وحكمته في توزيع الأرزاق، والشاطر من يرضى بأي حال من الأحوال، بعد أن يبذل كل جهده في محاولة تحسين رزقه وحياته.

أما البخلاء فنحن نراهم ونتعجب، كيف لهذا الرجل المليونير، أن يعيش بهذه الحالة من التضييق على نفسه وعلى أهله؟ لماذا لا يتمتع بما لديه من أموال؟ ألا يعلم أنه سوف يموت ويترك كل هذا لمن يتمتعون به من بعده؟ أنه يعلم كل هذا ويعرف جيدا أننا نقول عليه ذلك، ومعظمهم يضحك وهو يصف شعورنا وتساؤلاتنا بأنها بلا معنى، كيف تسألون وأنتم تعرفون أنى بخيل استمتع فقط بما أملك وليس بما أنفق؟

أبو هشيمة يطالب بفرض ضريبة على الأغنياء والسبب!

عرفت رجلا ظل في السعودية لمدة تزيد عن 40 سنة، سافر إلى هناك لأنه كان مدانا بـ 40 جنيها فقط، وهو الآن يعمل ليل نهار رغم بلوغه السبعين من العمر، لكي يوفر تكاليف “النجارة” لعمارته الثالثة، فقلت له لماذا لا تكتفي بذلك وتعود إلى مصر تستمع بما لديك خاصة وأنك على المعاش الآن؟ فظل يصف لي جمال وحلاوة المنظر عندما ينظر إلى عمارته وهو يقف على الجانب الآخر من الطريق، أنها كذا وكذا، هل هناك سعادة أفضل من ذلك؟

رغم إشفاقي عليه وعلى حياته من وجهة نظري، إلا أنني رأيت سعادة حقيقية على وجهه وفي كلماته، وتأكدت أنه يفهم جيدا، ما نقوله على أمثاله، وكيف يحرمون أنفسهم من كل متع الدنيا لزيادة أملاكهم، كل كلمة ونظرة على وجهه كانت تقول، إنها سعادتي في امتلاك الأشياء، بصرف النظر عما سيحدث بعد وفاتي.