عندما يدفع الأبناء ثمن خرافات الأباء

المشكلة يا أبي في الخرافات التي تؤمنون بها وترددونها وكأنها حقائق كونية، وندفع نحن ثمنها الباهظ دون إرادة أو اختيار..
خرافات تخفي ورائها جرائم غير مكتملة الأركان، فالشهود وقتئذ قُصر، وأنتم ـ الآباء ـ متواطئون على إخفاء كل أثر لها ودليل!.
الخرافة الأولى قولك: سأضحي بحياتي إن اقتضى الأمر من أجل أبنائي!.
والحقيقة أن أبنائك يريدون أن تعيش من أجلهم لا أن تموت في سبيلهم، يريدون منك أن تدرك جيداً أن شقائك وسعيك في الأرض من أجل توفير أفضل مسكن، وملبس، ومركب هو في الحقيقة ليس كل ما يبغون، وأنهم يريدون منك أن تكون أفضل مربي قبل أن تكون أفضل عائل، معظمنا يتوحد مع فكرة التضحية بالوقت والصحة والجهد، دون أن نسأل أنفسنا عن التضحية الحقيقة التي يحتاجها منا أبنائنا، التضحية بساعة نجلس فيها إليهم، نسمع منهم، نشاركهم أحلامهم، نوضح لهم ما استشكل على أذهانهم، نطمئنهم بوجودنا الحقيقي في حياتهم، يريدون منا أن نودع عبارة “هو أنا يعني بتعب عشان مين” التي نتخذها درعاً في معركة الحياة.
تلك المعركة التي تأخذنا من أبنائنا، لنفاجئ بأننا لم نربهم كما ينبغي، وأن هذا الكائن الواقف أمامنا والذي يرتدي ما ألبسناه، ويأكل ما أطعمناه، ويتحدث بلسان يشبه السنتنا قد تربى في محضن آخر، واكتسب معايير الخطأ والصواب من هنا وهناك، وصار له ألف منبع يستفي منه قيمه ومبادئه، وأن حياتنا التي ضحينا بها من أجله ـ كما نردد ـ لم تكن كافية!.

 


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد