أكد الدكتور عبدالله الغامدي، رئيس الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا)، أن المملكة العربية السعودية تعتبر نموذجًا دوليًا يُقتدى به في مجال الذكاء الاصطناعي المسؤول والأخلاقي، جاء هذا التأكيد خلال كلمته في افتتاح أعمال جلسة المشاورات الدولية حول الحوكمة الدولية للذكاء الاصطناعي التي نظمتها “سدايا” بالتعاون مع الهيئة الاستشارية للذكاء الاصطناعي التابعة للأمم المتحدة ومنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو).
جهود وطنية لإنشاء المركز الدولي لأبحاث وأخلاقيات الذكاء الاصطناعي
أشار الدكتور الغامدي إلى موافقة مجلس الوزراء السعودي على إنشاء المركز الدولي لأبحاث وأخلاقيات الذكاء الاصطناعي، والذي سيكون مقره في مدينة الرياض، مؤكدًا على أن هذا المركز سيتمتع بالشخصية الاعتبارية والاستقلال المالي والإداري، كما أعرب عن سعادته بأن الإطار الوطني لأخلاقيات الذكاء الاصطناعي سيتم الاحتفاء به في جنيف خلال منتدى القمة العالمية لمجتمع المعلومات، مما يُعد اعترافًا دوليًا بالتزام المملكة بتطبيق هذه الأخلاقيات على مستوى العالم.
التعاون الدولي وأهمية الحوكمة
رحب الدكتور الغامدي بأعضاء الهيئة الاستشارية الرفيعة المستوى للذكاء الاصطناعي، التي أعلنها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش العام الماضي، لمعالجة قضايا الحوكمة الدولية للذكاء الاصطناعي، وأكد أن هذه الجلسة تعد بادرة تمهيدية لانعقاد النسخة الثالثة من القمة العالمية للذكاء الاصطناعي، المقرر تنظيمها في الرياض في شهر سبتمبر المقبل.
H.E. the President of #SDAIA commences the #GAINAssembly on the international governance of AI in the presence of members of the Advisory Board, H.E. the Director General of #ICESCO, and a number of AI governance experts at SDAIA’s headquarters in Riyadh. pic.twitter.com/0UA5pTmaDd
— Global AI Summit (@globalaisummit) May 15, 2024
دعوة للابتكار والاستثمار
استشهد الدكتور الغامدي بكلمات صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، حيث دعا كافة الحالمين والمبدعين والمستثمرين وقادة الرأي للانضمام إلى المملكة لتحقيق الطموحات وبناء نموذج رائد لإطلاق قيمة البيانات والذكاء الاصطناعي، لبناء اقتصادات المعرفة والارتقاء بأجيال المستقبل.
القمة العالمية للذكاء الاصطناعي
أشار الدكتور الغامدي إلى أن القمة العالمية للذكاء الاصطناعي تُعد منصة عالمية تجمع قادة وخبراء الذكاء الاصطناعي من مختلف أنحاء العالم، حيث تمثل خطوة مهمة نحو تشكيل مستقبل حوكمة الذكاء الاصطناعي، وناقش المشاركون تقرير الأمم المتحدة حول حوكمة الذكاء الاصطناعي، معبرين عن رغبتهم في تعزيز الحوار والتفاعل بين الجهات المعنية لضمان أن السياسات المتخذة تعكس احتياجات المجتمع الدولي.
التحديات والالتزام بالمسؤولية
أكد الدكتور الغامدي أن الذكاء الاصطناعي يجلب تحديات معقدة تؤثر على الأمن والخصوصية والعمل والمعايير الثقافية، وأوضح أن الحكومات والشركات والمنظمات الدولية تتحد لتعزيز الوعي وصياغة أطر حوكمة قوية للذكاء الاصطناعي، مؤكدًا أن المملكة ملتزمة بتسخير قوة الذكاء الاصطناعي بشكل مسؤول وأخلاقي.
الذكاء الاصطناعي كواقع مستقبلي
أشار الدكتور سالم بن محمد المالك، المدير العام لمنظمة الإيسيسكو، إلى أن الذكاء الاصطناعي هو المستقبل، وأنه أصبح حاضرًا في كل مكان، ودعا إلى اعتماد نهج استباقي وتكاملي لإدارة هذا التحول، مؤكدًا أن 77% من الأجهزة التي نستخدمها حاليًا تحتوي على أشكال من الذكاء الاصطناعي.
تعزيز التعاون الدولي في حوكمة الذكاء الاصطناعي
ناقش المشاركون في الجلسة تقرير الأمم المتحدة حول حوكمة الذكاء الاصطناعي، مؤكدين على أهمية تعزيز الحوار والتفاعل بين الجهات المعنية لضمان أن السياسات والتدابير تعكس احتياجات المجتمع الدولي في هذا المجال، تُعد هذه الخطوة جزءًا من جهود المملكة المستمرة لتعزيز الابتكار والمسؤولية في مجال الذكاء الاصطناعي على المستوى العالمي.