قبل مؤتمر COP28.. برنامج الأغذية العالمي يوضح 4 طرق للحد من الخسائر والأضرار التي يسببها تغير المناخ
للتصدي إلى أزمة المناخ يجب التركيز أولًا على جذورها التي تتمثل في الانبعاثات العالمية، وفي ضوء هذا يؤكد برنامج الأغذية العالمي على أن البلدان الإفريقية بالرغم من أن انبعاثاتها من الغازات الدفيئة تبلغ 4% فقط على المستوى العالمي إلا أنها أكثر الدول التي تعاني من موجات الفيضانات والجفاف القوي الذي يتسبب في تدمير الأراضي الزراعية والمحاصيل، كما يفقد المزارعون مواشيهم أيضًا نتيجة ذلك.
بالعودة إلى الثلاثة أعوام الماضية نجد التأثير القوي للتغيرات المناخية على بعض البلدان في منطقة القرن الأفريقي مثل كينيا وإثيوبيا والصومال؛ حيث أدى الجفاف الشديد الناتج عنها إلى تجويع ما يزيد عن 23 مليون شخص، وعندما سقطت الأمطار في مارس الماضي لهذا العام على الصومال بعد سنوات من الجفاف تسببت في فيضانات مفاجئة أدت لنزوح ما يقرب من 140 ألف شخص بدلًا من أن تكون سبب في تقديم المساعدة للمزارعين!
كيفية الحد من كوارث تغير المناخ
يشير برنامج الأغذية العالمي إلى أن البلدان المنخفضة الدخل والبلدان الفقيرة هي من تتحمل العبء الأكبر من الخسائر والأضرار التي تسببها التغيرات المناخية بالرغم من كونهم أقل البلدان تسببًا في إحداث تلك المشكلة، لذا فهو يوفر الدعم اللازم إلى ما يزيد عن مليون شخص على مدار العام بتلك البلدان من أجل حماية أنفسهم من تأثيرات المناخ المدمرة، هذا بجانب بعض الاستراتيجيات التي يتبعها برنامج الأغذية العالمي مع المجتمعات المحلية للتصدي إلى الكوارث المناخية؛ حيث ناشد القادة المقرر حضورهم قمة الأمم المتحدة للمناخ (COP28) إلى مناقشة 4 طرق يمكن أن تساهم في الحد من عواقب الأضرار الناجمة عن تغير المناخ.
2023 is expected to be the hottest on record، experts believe، bringing with it disastrous consequences.
Here are 4️⃣ ways leaders heading to #COP28 can make a difference for people bearing up to the consequences of extreme weather events today. https://t.co/vDq74GfD7L
— World Food Programme (@WFP) November 18، 2023
الإنذار المبكر
اعتمد برنامج الأغذية العالمي على أنظمة الإنذار المبكر للكوارث المناخية؛ حيث تم تفعيل “برنامج العمل الاستباقي للصدمات المناخية” بإرسال الرسائل التحذيرية للمزارعين بعدة دولة منها مدغشقر وزيمبابوي وليسوتو وموزمبيق، كما تم تقديم أموال نقدية إلى 555 ألف شخص لمساعدتهم في حماية منازلهم ومواشيهم والاستعداد لنقص المياه، في هذا السياق يقول أحد المزارعين في زيمبابوي يُدعى “شوبيكاي”:
“يخبرونني ما إذا كانت السماء ستمطر أم لا، وبهذا أعرف متى أضع الأسمدة في حقولي”.
هذا ويشير برنامج الأغذية العالمي إلى أن عدد الأشخاص المشمولين ببرنامج الإنذار المبكر حتى أواخر 2022 يزيد عن 3.2 مليون شخص في 28 دولة، وبالرغم من ذلك لا يزال أكثر من ثلث دول العالم يفتقدون لهذا النظام، كما وصل مبلغ التمويل الذي يتم صرفه لتلك البلدان إلى 36.8 مليون دولار أمريكي.
Climate hazards drive hunger globally.
Yet، 1/3 of the world still lacks life-saving early warning systems.@WFP is working to prevent & mitigate the effects of extreme weather on the most vulnerable people’s food security. https://t.co/v1PXtFVmC5
— United Nations (@UN) November 17، 2023
الحماية التأمينية
يوفر برنامج الأغذية العالمي للمزارعين إمكانية الاشتراك في “الحماية التأمينية” التي تقدم لهم تعويضات نقدية في حالة حدوث أضرار وخسائر ناتجة عن كوارث تغير المناخ، ويأتي ذلك في ضوء السعي إلى القضاء على “استراتيجية التكييف الضار” التي يتبعها المزارعون عند حدوث الأضرار؛ حيث يضطرون إلى بيع المواشي أو إخراج أطفالهم من المدارس لمواجهتها، لذا تساهم تلك المدفوعات في تعويضهم عن خسارة المحاصيل الزراعية وغيرها من الأضرار، وتقول “خديجة” -إحدى المزارعات في مالاوي- التي حصلت على مبلغ 53 دولارًا أمريكيًا من برنامج الأغذية العالمي:
“أنا ممتنة جدًا لهذه الإغاثة الفورية، لكنني آمل أيضًا أنه من خلال التقنيات الزراعية المختلفة التي أتعلمها من خلال المشروع، أن لا أكون عرضة للصدمات المناخية مع مرور الوقت”.
إيجاد الحل من الطبيعة
تُساهم الطبيعية أيضًا في الحد من الأضرار والخسائر الناتجة عن الكوارث المناخية إذا تم استخدامها بطريقة صحيحة وفعالة، ويمكن تحقيق ذلك عن طريق:
- إنشاء مصاطب على سفوح الجبال للحد من الانهيارات الأرضية.
- زرع سياجات من الشجيرات لمقاومة تآكل التربة.
- إنشاء برك مياه جماعية لاستخدامها كإمدادات للمياه في أوقات الجفاف الشديدة.
في ضوء هذا نجد أن البرنامج المتكامل الذي وضعه “الأغذية العالمي” في النيجر قد ساهم بشكل كبير في التصدي للصدمات المناخية لاسيما في عام 2021 الذي شهد موسم سيء للأمطار؛ حيث نجد أن 80% من القرى التي شاركت بهذا البرنامج لم تكن بحاجة لمساعدات إنسانية؛ حيث كان الهدف منه إعادة تأهيل الأراضي الزراعية وتعزيز قدرتها على الصمود في وجه الكوارث المناخية المفاجئة.
الاستجابة السريعة للطوارئ
تعد “الاستجابة لحالات الطوارئ” بمثابة الخطوة الأخيرة التي تساهم في الحد من خسائر وأضرار تغير المناخ، وقد طبق برنامج الأغذية العالمي تلك الخطوة في العام الماضي عندما دمرت الفيضانات أكثر من ثلث الدول بباكستان؛ حيث وفر المساعدات الغذائية والنقدية الطارئة للمتضررين بالتعاون مع الحكومة.
بالرغم من وضوح طرق الحد من مخاطر الكوارث المناخية، إلا أن اتساع الفجوة بين الاحتياجات المطلوبة والتمويل المتاح لتحقيقها يحتاج إلى إجراءات وسياسات عاجلة لتجنب الخسائر والأضرار التي تلحق بالعديد من المجتمعات في أنحاء العالم، لذا فإن أجندة مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ (COP28) المقرر عقده في الفترة من 30 نوفمبر حتى 12 ديسمبر في دبي، ستأتي في مقدمتها تلك المشكلة لمناقشتها والعمل على حلها.