بالصور.. كالبيكو مدينة الرماد التشيلية التي ثار بركانها بعد 40 عامًا

غطى الرماد البركاني مدينة “كالبيكو”، والقرى المجاورة لها التي تقع في جنوب دولة تشيلي، الدولة الكاستيلية اللاتينية التي تقع في أمريكا الجنوبية، وتمتد سواحلها على المحيط الهادي، وتحدها بيرو من الشمال، وبوليفيا من الشمال الشرقي.

فمع إنفجار البركان لأول مرة بعد 40 عامًا، انطلقت سحب الرماد البركاني، ورحلت بعيدة عن البركان بستة أميال في الهواء، وتسببت في برق، وأمطار بركانية في المساء مرعبة.

وأمس الخميس انفجر البركان في حي “لوس لاغوس” ما أدى إلى تزايد مخاوف السكان من تلوث المياه، وتلوث الهواء نتيجة الأمواج الرمادية، والأمطار البركانية.

ونشر موقع “ديلي ميل” مجموعة من الصور التي توضح تغطية الرماد البركاني للسيارات، والمنازل في المدن التي تبعد عن بركان كالبيوكو، بمقدار 18 ميل، مع بذل الحكومة التشيلية جهدًا هائلًا لإخلاء المنطقة من السكان.

الانفجارات البركانية استمرت أسبوعًا وفقًا لعلماء البراكين في جامعة أكسفورد، الذين أكدوا على استحالة التنبؤ بما سيحدث بعد ذلك.

2

ويعتبر بركان كالبيكو أحد أخطر 90 بركان نشط في تشيلي، ولم يعد أي جهة قادرة على مراقبته منذ حوالي الساعة السادسة مساء الأمس، وبسبب هول الانفجار لم يستطع مسؤولو عمليات الطوارئ فعل شيء سوى إطلاق صفارات التنبيه قبل دقائق من انفجاره.

وأجلت السلطات المحلية ما يقرب من أربعة آلاف تشيلي بعيدًا عن الغازات البركانية، والرماد البركاني الذي لوث الهواء، ووصل إلى المناطق التي تقع ما بين مدينتي “بويرتو”، و”فاراس” الواقعتين على بعد 620 ميلًا جنوب العاصمة سانتياغو.

من جهته زعم البروفيسور “ديفيد بايل”- الذي درس ما يقرب من قرن الثورات البركانية في جميع أنحاء تشيلي التي تمتد على مساحة ألف ميل وتعتبر من أقوى البراكين على الإطلاق – أنه من الوارد أن ينتقل الرماد عبر المحيط الهاديء ليصل إلى أستراليا.

ولقد سجل الانفجار الأخير المرتبة الثالثة أو الرابعة على مؤشر تفجيرات البركاين والذي يعني أنه أطلق عشرة مليارات متر مكعب من الرماد في الجو.

وأضاف البروفيسور “بايل”: إن إرتفاع إنفجار البركان وصل إلى 15 كيلومتر، واستمرت الثورة البركانية حوالي ساعة ونصف، لافتًا النظر إلى أن هذا البركان على وجه الخصوص انفجر عدة مرات خلال المئة عام الأخيرة الماضية.

وأكد على أن كمية صغيرة من الرماد يمكن أن تلحق الضرر بالإنسان بشدة، حيث تؤثر على إمدادات الطاقة، وتدمر النباتات، والزراعة، ولاسيما تراكمات الرماد السميكة التي تؤدي إلى عواقب مادية كبيرة.

3

من ناحيته قال “ميجول دياز”، المواطن التشيلي الذي يعيش في مدينة بيترو مونت التي تبعد عن البركان مقدار 14 ميل، :” بعض الأحيان تستمر الثورة البركانية لمدة يوم كامل، وبعض الأحيان الأخرى تظل فقاعات البركان تثور لعدة أسابيع”.

وأضاف: “النشاط البركاني يهدأ للحظة لكننا لا نعرف ما سيحدث بعد ذلك، ونحنُ كمواطنون في تشيلي مهتمون جدًا بالآثار المؤذية على الصحة، فلقد استيقظنا اليوم وعلى رأسنا ضبابًا يشبه البطانية، ولم ينقشع بعد ما دفع الناس إلى الإنتقال نحو العاصمة بأسرع ما لديهم، وهم في حالة من الفزع”.

من ناحيته أعلنت الرئيسة التشيلية “ميشيل باشيليت” حالة الطوارئ، على الرغم أنه لم تسجل حالة فقدان واحدة، أو إصابة منذ إنفجار البركان الأول يوم الخميس.

4

وقالت إن إنفجار بركان كالبيكو كان متوقع، والحكومة تتعامل معه بجدية، لكن بركان فيلاريكا لم يكن يمكن التنبؤ به، والذي أجبر الدولة التشيلية على إجبار آلاف من المواطنين.

ووصف مدير محطة إذاعية في مدينة “بويرتو مونت” ما حدث عند ثورة البركان الأولى، حيث هرع مئات من السكان المحليين خوفًا من اصابتهم بضيق التنفس، وأغلقت المحال التجارية بالكامل تجنبًا من حوادث السرقة، والنهب.

وألغت شركة ” LATAM” رحلاتها من وإلى مدينة “بويرتو مونت” بسبب كثافة الرماد في الجو الذي يضر بشدة محركات الطائرات النفاثة.

جدير بالذكر أن بركان آخر ثار في مدينة “كالو كوردون” جنوب تشيلي بصورة عنيفة عام 2011، ما أدى إلى إلغاء مئات من الرحلات الجوية، وإجلاء أكثر من 3500 إنسان حينها.

5

والرياح محملة بالرماد بصورة شديدة على الحدود الأرجنتينية، بالإضافة إلى زيادة السخام على المنحدرات في مدينة “سان كارلوس دي باريلوتشي”.

ومع ظهر أمس الخميس الكثير من الرماد انطلق إلى بلدة  “فيلا لا أنجوستورا” بالأرجنتين، تلك البلدة الصغيرة التي تبعد حوالي 90 كيلومتر شمال شرفي البركان، حتى وصل الحال بعمدة البلدة “روبرتو كاكولت” إلى التصريح بأن الدولة تصلي حتى ينتهي النشاط البركاني بصورة سريعة، وتعود البلدة لما كانت عليه.

هذا وقد أصدرت الهيئة الوطنية للتعدين والجيولوجيا حالة التأهب القصوى يوم الأربعاء الماضي، وأنشأت منطقة حظر تصل لـ 12 ميلًا حول البركان.

6

وقال “تريفور موفات” الذي يعش في “انسينادا”، على بعد 6 أميال من البركان إن الثورة البركانية بدأت أمس بدون حتى تحذير، وصوته كان يشبه المقطورة الكبيرة التي تسير على الطريق، حتى أننا تركنا كل شيء، وأمسكت طفلي، وكلبي، وهربت بالسيارة نحنُ وزوجتي مضيفًا بركان “كالبيكو” انفجر آخر مرة عام في الأعوام 1961، و1972.

وتابع “موفات”، المولود في كندا، أنه كان عليه أن يقود عائلته في السيارة إلى مدينة “بويرتو فاراس”، لافتًا النظر إلى أنه شاهد الكثير من الشباب يبكي، وكأنها معركة هرمجدون.

وأظهرت مشاهد تلفزيونيو الرماد البركاني على شكل فطر يتصاعد إلى السماء، وتتوسطه النار بعيدًا بمقدار 100 ميل عن الأرجنتين.

من ناحيته قال ديريك واي، أحد مواطني بويرتو فاراس: “كان هناك الكثير من الناس في الشوارع، والعدي دمنهم كانوا يتوجهون إلى محطات الوقود لملء سياراتهم، بالوقود والماء”.

7

ويقع في دولة تشيلي ثاني أكبر سلسلة من البراكين في العالم بعد إندونيسيا، منهم 500 بركان محتمل أن يكون نشطًا.

وفي شهر مارس ثار بركان فيلاريكا جنوب تشيلي، بصورة مفاجأة وتصاعدت السحب البركانية، عالية في السماء لكن سرعان ما هدأ.

والبركاين تثور على حواف الصفائح التكتونية المكونة للقشرة الأرضية، وحينما تتباعد عن بعضها البعض أو تتقارب تلك الصفائح يحدث الانفجار، حينما ينصهر لب الأرض، ويصعد إلى السطح لينفجر عبر نقاط الضعف الأرضية.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد