يبدو أن وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة “هيلاري كلينتون” تسير على الدرب من أجل العودة مجددا إلى البيت الأبيض، بعدما خرجت منه حينما كانت زوجة الرئيس الأمريكي “بيل كلينتون”، ولكنها ترغب في تلك المرة أن تعود رئيسة للولايات المتحدة الأمريكية.
حققت هيلاري كلينتون فوزا ساحقا في ولاية “ساوث كارولينا” على منافسها في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي “بيرني ساندرز”، وبات الطريق مفروشا أمامها للاستعداد لشهر نوفمبر المقبل للانتخابات العامة على من يصبح رئيسا لأمريكا.
ويقدم لكم “نجوم مصرية” مجموعة من الأسباب تؤكد أن حظوظ هيلاري كلينتون هي الأقوى بصورة كبيرة في الفوز بتلك الانتخابات:
1- التركيز على المنافس الحقيقي:
استوعبت هيلاري كلينتون الدرس مبكرا، وباتت تدرك من هو منافسها الحقيقي، عقب فوزها الساحق في “ساوث كارولينا”، حيث لم تخرج في خطابها لتهاجم منافسها في الانتخابات التمهيدية كما هو معتاد “بيرني ساندرز”، ولكنها ركزت هجومها على منافسها المحتمل من الحزب الجمهوري “دونالد ترامب”.
باتت تدرك هيلاري كلينتون أن ترامب أيضاً على بعد خطوات صغيرة ليحظى بتمثيل الحزب الجمهوري لخوض الانتخابات ليصبح هو منافسها الأبرز.
2- الشغف الأمريكي:
تسعى هيلاري كلنيتون للاستفادة بالشغف الأمريكي تجاه كل ما هو جديد، حيث كان انتخاب الرئيس باراك أوباما نابعا من أن الأمريكيين لديهم شغف بانتخاب أول رئيس ذو أصول إفريقية.
لذلك تأمل هيلاري كلينتون أن تستغل هذا الشغف لحثهم على انتخاب أول سيدة ترأس الولايات المتحدة الأمريكية.
ولكن يواجهها في ذلك عدة عقبات، وهي أنها تسعى لكسر تقليد اعتاده الأمريكيون منذ فترة، وهي أنه بعد فترتي ولاية لأي رئيس سواء أكان جمهوري أو ديمقراطي يتم انتخاب رئيس من الحزب المنافس.
3- هجوم الإعلام:
تحاول هيلاري كلينتون أن تستفيد من الخوف الجارف، الذي يجتاح كثير من المحللين السياسيين الأمريكيين وعدد واسع من وسائل الإعلام من تولي منافسها الجمهوري دونالد ترامب رئاسة أمريكا، خاصة وأنه معروف بآرائه المتطرفة والعنصرية إلى حد بعيد.
وفي حقيقة الأمر، تسعى هيلاري كلينتون إلى الاستفادة من تلك الجزئية بصورة كبيرة، وتحاول أن تجعلها تذلل العقبة السابقة التي ذكرناها حول انتخاب رئيس جمهوري.
وتحاول حملة هيلاري كلينتون الانتخابية الاستحواذ على مواقع التواصل الإعلامي ووسائل الإعلامي والترويج بصورة كبيرة لعناوين الصحف، التي تهاجم ترامب وتصف انتخابه بأنه إعادة إنتاج لتجربة صعود “أدولف هتلر” والنازية في ألمانيا، والترويج لتصريحات مسؤولين سابقين في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية “سي آي أيه” يحذرون من أن الجيش الأمريكي لن ينصاع لأوامر ترامب، التي قد تكون هوجاء وصبيانية.
4- التعامل مع الأزمات:
قدمت هيلاري كلينتون نموذجا مثاليا في كيفية التعامل مع الأزمات، التي تضرب حملتها، حيث كان دخولها إلى الانتخابات على المحك بصورة كبيرة، بعد فضيحة استخدامها البريد الشخصي في المراسلات الرسمية، حينما كانت وزيرة للخارجية، وعلاقة هذا المشبوهة بالهجوم على القنصلية الأمريكية في بنغازي، والتي أسفرت عن مقتل السفير الأمريكي هناك.
كما أنها تمكنت حملتها من الصمود أمام الاتهامات المتوالية لمستشاريها، وأبرزهم “هما عابدين” بعلاقاتهم بالتنظيمات الجهادية، وجماعة الإخوان المسلمين.
5- ثراء المنافس:
رغم أن ثراء منافسها الرئيسي “دونالد ترامب” قد يكون عاملا إيجابيا في حملته الانتخابية، لكن هيلاري كلينتون تحاول حاليا أن تقلب الطاولة عليه، حيث هاجمت في خطابها الأخير ثرائه الفاحش، الذي يجعله يبيت ليلته في طائرته الخاصة الفخمة.
وقالت كلينتون في خطابها عقب الفوز في ساوث كارولينا: “أمريكا ليست بحاجة إلى مليارديرات البيسبول، كما أن أمريكا لم تتوقف لكونها كبيرة، ولكننا بحاجة لجعل أمريكا كلها تقف مع بعضها البعض مرة أخرى، لا أن نهتم بمجرد بناء الجدران والمشاريع الاستثمارية، التي تدخل في جيوبنا الأموال، ولكن أن نهتم بكسر الحواجز بيننا وبين الناس، لا مجرد أن نعيش في طائراتنا الخاصة”.
وتهاجم كلينتون في تلك التصريحات شعار حملة “ترامب” الانتخابية، الذي يقول فيه: “لن تتوقف أمريكا أبدا عن أن تكون كبيرة، مضيفة “أمريكا أصلا عظيمة وكبيرة ولسنا بحاجة لسماع كلمات بأننا سنعجل أمريكا بلدا عظيما”.