أظهر التحقيق في وفاة التلميذة البريطانية، مولي راسل، إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي كانت عاملاً في وفاتها، وفقا لما ذكرته هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”.
وكانت الفتاة البالغة من العمر 14 عاما قد شاهدت ألاف المقالات من المحتوى حول إيذاء النفس والانتحار على منصات الإنترنت، بما في ذلك إنستغرام وبينترست، قبل وفاتها في نوفمبر 2017.
وتوصل الطبيب الشرعي أندرو ووكر إلى استنتاج بشأن تحقيق محكمة الطب الشرعي في شمال لندن في وفاة راسل اليوم، وقال إن “الأثار السلبية للمحتوى عبر الإنترنت” كانت عاملاً في وفاتها وأن مثل هذا المحتوى “لم يكن ينبغي أن يكون متاحاً ليراه طفلاً”.
وأدت المأساة إلى عدد من التدخلات رفيعة المستوى من قبل المشرعين البريطانيين، حيث تم استدعاء رئيس إنستغرام آدم موسيري لإجراء محادثات مع وزير الصحة، مات هانكوك، في عام 2019 لمناقشة تعامل المنصة مع المحتوى الذي يروج للانتحار وإيذاء النفس.
كما ادعت الحكومة أنها تعطي الأولوية لسلامة الأطفال من خلال وضعها في صميم تشريع الإشراف على المحتوى الوارد (المعروف أيضا باسم مشروع قانون السلامة عبر الإنترنت، والذي تم تقديمه إلى البرلمان كمسودة أولى في مايو 2021).
في حين دخل رمز التصميم المناسب للعمر حيز التنفيذ في المملكة المتحدة العام الماضي – مما يتطلب من المنصات تطبيق إعدادات الحساب الموصى بها للقاصرين لحمايتهم من مخاطر السلامة عبر الإنترنت.
وفي تصريحات أخرى اليوم، قال الطبيب الشرعي: “من المحتمل أن تكون المواد التي شاهدتها مولي أثرت على صحتها العقلية بطريقة سلبية وساهمت في وفاتها بطريقة أكثر من الحد الأدنى”.
وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أن الطبيب الشرعي سيقوم الأن بتجميع تقرير “الوقاية من الوفيات في المستقبل” الذي يحدد مخاوفه.
وأضافت أنه سيكتب أيضاً إلى شركتي التواصل الاجتماعي اللتين أمرتا بتقديم أدلة، وإلى الحكومة وأوفكوم، التي من المفترض أن تلعب دوراً رئيسياً في تنظيم محتوى الإنترنت بموجب مشروع قانون السلامة على الإنترنت.
انستغرام وبينتيريست
وأمر مديرون تنفيذيون من ميتا، بالإدلاء بشهاداتهم في التحقيق، الذي عرض مواد شاهدها والد مولي على منصاتهم.
ووصف عالم نفس الأطفال الذي قدم أدلة للتحقيق في وقت سابق من هذا الشهر، المحتوى الذي تعاملت معه التلميذة على الإنترنت بأنه “مزعج للغاية”، وقال إنه “سيؤثر عليها بالتأكيد ويجعلها تشعر باليأس”، وفقاً لتقارير سابقة لهيئة الإذاعة البريطانية.
بينما وصف والد مولي، إيان راسل، في شهادته الخاصة، ما شاهدة في سجل تصفح الويب الخاص بها بعد وفاتها بأنه “أكثر العوالم المخيفة”.
كما أخبر التحقيق أن الكثير من “المواد المظلمة والرسومية والضارة” التي تمكنت من مشاهدتها عبر الإنترنت يبدو أنها ترويج لإيذاء النفس والانتحار.
واتسع استخدام التلميذة لوسائل التواصل الاجتماعي إلى امتلاك حسابات على خدمات أخرى مثل تويتر ويوتيوب، حسبما أفاد التحقيق.
ودافعت ممثلة شركة ميتا التي قدمت الأدلة، إليزابيث لاغون – رئيسة سياسة الصحة والرفاهية في عملاق التكنولوجيا – عن المنشورات حول الانتحار والاكتئاب التي شاهدتها التلميذة على إنستغرام قبل وفاتها، واصفة إياها بأنها “آمنة” خلال شهادتها في وقت سابق من هذا الأسبوع.
وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أيضاً أن لاجون قالت للتحقيق إنها تعتقد أنه “من الآمن للناس أن يكونوا قادرين على التعبير عن أنفسهم”، وأن المحتوى الذي شاهده الطفل البالغ من العمر 14 عاما كان “دقيقاً ومعقداً”.
كما قدم جودسون هوفمان من Pinterest أدلة على التحقيق، وهو رئيس العمليات المجتمعية العالمي لمنصة مشاركة الصور – اعتذر عن المحتوى الذي شاهدته التلميذة، قائلا إن Pinterest لم تكن آمنة عندما استخدمته.
أظهر التحقيق أن المنصة قد أرسلت صوراً عبر البريد الإلكتروني إلى التلميذة قبل وفاتها والتي تحتوي على عناوين مثل “التعافي من الاكتئاب، فتاة مكتئبة” والمزيد من الصور التي تتجه على Pinterest” – رسائل البريد الإلكتروني للإشعارات التي يفترض أنها تم إنشاؤها تلقائياً مع تنظيم المحتوى بناء على النمط السلوكي لنشاط تلميذة المدرسة على المنصة.
وفي تصريحات أعقبت استنتاج الطبيب الشرعي اليوم، قالت ميتا إنها “ستنظر بعناية” في تقريره عندما تراه.
تصريحات شركة ميتا:
“قلوبنا مع عائلة راسل وكل من تأثر بهذه الوفاة المأساوية، نحن ملتزمون بضمان أن يكون Instagram تجربة إيجابية للجميع، وخاصة المراهقين، وسننظر بعناية في التقرير الكامل للطبيب الشرعي عندما يقدمه، وسنواصل عملنا مع كبار الخبراء المستقلين في العالم للمساعدة في ضمان أن توفر التغييرات التي نجريها أفضل حماية ودعم ممكن للمراهقين”.
تصريحات Pinterest:
“قلوبنا مع عائلة راسل، لقد استمعنا بعناية فائقة إلى كل ما قاله الطبيب الشرعي والعائلة خلال التحقيق، تلتزم Pinterest بإجراء تحسينات مستمرة للمساعدة في ضمان أن المنصة آمنة للجميع وسيتم النظر في تقرير الطبيب الشرعي بعناية، على مدى السنوات القليلة الماضية، واصلنا تعزيز سياساتنا حول محتوى إيذاء النفس، ووفرنا طرقاً للدعم الرحيم للمحتاجين، واستثمرنا بكثافة في بناء تقنيات جديدة تحدد تلقائياً محتوى إيذاء النفس وتتخذ إجراءات بشأنه، لقد عززت قصة مولي التزامنا بخلق مساحة آمنة وإيجابية Pinterest لدينا”.
