“كارهة الإسلام” تستعد لإشعال حرب أهلية في فرنسا وأوروبا

 

 

“حالة من التقرب والقلق”، يعيشها الشارع الفرنسي، بالأخص المسلمون والعرب منهم؛ انتظار للنتائج النهائية لانتخابات المناطق – المحلية -، والتي كشفت جولتها الأولى تفوق حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف.

جاء “الجبهة الوطنية” في الصدارة، بعدما حصل على 6 من 13 إقليما في الجولة الأولى من الانتخابات الأسبوع الماضي، ولكن ينتظر نتائج الجولة الثانية التي ستقام غداً الأحد.

وتتزعم “مارين لوبان” حزب الجبهة الوطنية، ومعروف عنها آرائها المتطرفة، فيما يخص الإسلام والمسلمين، وأوضاعهم في فرنسا.

قادت لوبان، حملة لحث كافة المسؤولين المحليين، لفرض أكل لحم الخنزير على كل طلبة المدارس المسلمين واليهود، ومنع تناولهم لوجبات حلال أو كوشير – اللحوم المذبوحة على الطريقة اليهودية -؛ بحجة أنها تهدد هوية المجتمع الفرنسي.

كما أن اليمنية الفرنسية، هي ابنة زعيم حزب الجبهة الوطنية السابق “جان ماري لوبان”، وهو عسكري سابق حارب في الجزائر، واشتهر بكراهيته للمهاجرين، وخاصة ذوي الأصول الجزائرية وبلدان المغرب العربي، وأبرز تصريحاته كانت تلك التي انتقد فيها المنتخب الفرنسي، عقب فوزه بكأس العالم عام 1998؛ بسبب وجود عدد كبير من ذوي الأصول غير الفرنسية الخالصة فيه.

ووصفت عدد من الصحف الفرنسية نتائج الجولة الأولى، بأنها ناقوس خطر كبير يحدق بالبلاد، خاصة وأنه قد يوقعها في فخ “الحرب الأهلية”، أو السقوط في فاشية أو نازية جديدة، بحسب ما قالت صحيفة “لوباريزيان” الفرنسية.

وقالت الصحيةفا لفرنسية: “هتلر وموسوليني أتوا إلى الحكم عن طريق الانتخابات الديمقراطية، ولكن بسبب أفكارهم وآرائهم العنصرية أسقطوا بلادهم في فخ الحروب التي عانى بسببها العالم كثيرا، وصعود لوبان خطر كبير ينبغي على الجميع أن يحذر منه”.

وقالت بدورها صحيفة “لوفيجارو” الفرنسية إن تصريحات لوبان الأخيرة، أظهرت من خلالها مدى كراهيتها وعنصريتها تجاه كل ما هو أجنبي أو مسلم أو عربي، خاصة عندما استغلت تفجيرات باريس الإرهابية بطلب التضييق على المساعد وإلقاء القبض على كل من يصلي في الشارع من المسلمين.

يذكر أن لوبان، سبق وقالت عام 2010 إن صلاة العيد للمسلمين في شوارع مارسيليا أشبه بـ”الاحتلال”، مضيفة “إذا ما أردنا التحدث عن الحرب العالمية الثانية واحتلال الدول، علينا أن نذكر الآن احتلال المسلمين لشوارعنا في صلاة عيدهم، هذا احتلال واضح لجزء من أراض وأحياء يطبق فيها القانون الديني، هذا احتلال لا توجد فيه دبابات ولا جنود”.

ووصفت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية لوبان بأنها “خليفة هتلر” في أوروبا، خاصة وأن تصريحاتها كلها تقتل الديمقراطية في مقتل، عندما وصفت جميع الأحزاب الليبرالية والعلمانية والاشتراكية والجمهوريين بأنهم “متوحشين”.

كما تابعت الصحيفة الأمريكية قائلة “يمكن أن تدرك مدى التوتر الذي قد تعيشه فرنسا، حينما تتذكر ما قالته لوبان لرئيس الجزائر (عبد العزيز بوتفليقة) عندما زار فرنسا للعلاج، وطالبته بأن يعالج نفسه في بلده، قائلة له: لماذا تأتي عندنا؟ أم نعطكم الاستقلال؟، وعندما شبهت جميع المهاجرين من أصول جزائرية ومغاربية بالجراثيم التي تعيش داخل الجسد الفرنسي”.

وفي حال فوز “الجبهة الوطنية” في انتخابات المناطق، فإن لوبان تقطع شوطا كبيرا تجاه الانتخابات الرئاسية المقرر إقامتها عام 2017، حيث يصبح الطريق أمامها ممهدا لدخول قصر الإيليزيه.

ويبدو أن سياسيي فرنسا أدركوا خطورة صعود لوبان “المخيف”، وهو ما جعل رئيس الوزراء مانويل فالس، يحذر، في حديث إذاعي، أمس الجمعة، من انزلاق بلاده في “حرب أهلية” ضروس، حال فوز حزب الجبهة الوطنية في الانتخابات المحلية.

ويشكل تكتل “الجبهة الجمهورية”، الذي دعا إليه اليسار الحاكم، حاجزا أمام طموح اليمين المتطرف، خاصة بعد انسحاب الحزب الاشتراكي من السباق في المنطقتين، اللتين حققت فيهما الجبهة الوطنية أفضل المراكز.

وحث اليسار الحاكم أنصاره على تأييد المحافظين في تلك المنطقتين، فيما تحدثت استطلاعات رأي عدة عن أن الناخبين قد يلبون الدعوة.

 

 

 


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد