عمليات إجلاء الأجانب من السودان تتسارع وسط الهدوء الواضح للقتال خلال اليومين الماضيين

في ظل الهدوء الواضح للقتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع خلال اليومين الماضيين تشهد عمليات إجلاء الأجانب من السودان تسارعًا، حيث تسابقت أوروبا والصين واليابان لإخراج مواطنيها من الخرطوم يوم الإثنين واستغلال آلاف الأشخاص الهدوء للقتال، وقد تسبب اندلاع القتال المفاجئ في 15 أبريل بحسب وكالات الأمم المتحدة في أزمة إنسانية وأسفر عن مقتل 427 شخصًا، وانتشار حالة من الخوف والهلع بين الأشخاص على حياتهم مع استمرار وانتشار الاشتباكات في مناطق سكنية.

عمليات إجلاء الأجانب من السودان تتسارع وسط الهدوء الواضح للقتال خلال اليومين الماضيين

تزايد عمليات الفرار

وحاولت دول من بينها دول الخليج وروسيا إخراج مواطنيها يوم الإثنين، وتزايدت عمليات الفرار إلى دول مجاورة للسودان، حيث فرّ 10 آلاف شخص إلى جنوب السودان على الرغم من عدم الاستقرار المزمن هناك.

عمليات إجلاء الأجانب من السودان تتسارع وسط الهدوء الواضح للقتال خلال اليومين الماضيين
عمليات إجلاء الأجانب من السودان تتسارع وسط الهدوء الواضح للقتال خلال اليومين الماضيين

وبحسب رويترز تسبب الاقتتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع إلى حرمان ملايين السودانيين من الخدمات الأساسية، كما ذكر موقع Netblocks على الإنترنت أن الاتصال بالإنترنت انقطع يوم الإثنين.

وتعرضت أماكن مختلفة من العاصمة للقصف من طائرات مقاتلة بما في ذلك المطار الرئيسي، وجعلت قذائف المدفعية الحركة غير آمنة داخل وخارج إحدى أكبر مدن إفريقيا، كما وتم استهداف   دبلوماسيون بهجمات، وقتل خمسة على الأقل من عمال الإغاثة.

تتسابق الدول في عمليات الإجلاء لمواطنيها

وعلى الرغم من الضغوط المستمرة من الدول المعنية بالتداعيات الأوسع للصراع وسلامة مواطنيها، لم يلتزم الجانبان المتحاربان بالهدنة المؤقتة، التي تم الإعلان عنها في وقت سابق، ولكن القتال هدأ خلال عطلة نهاية الأسبوع بصورة أتاحت للولايات المتحدة إمكانية إخراج موظفي السفارة بطائرة هليكوبتر عسكرية، مما دفع دول أخرى للقيام بعمليات الإجلاء.

عمليات إجلاء الأجانب من السودان تتسارع وسط الهدوء الواضح للقتال خلال اليومين الماضيين
عمليات إجلاء الأجانب من السودان تتسارع وسط الهدوء الواضح للقتال خلال اليومين الماضيين

وذكرت تقارير إخبارية أنه تعرضت قافلتان على الأقل من المشاركين في عمليات الإجلاء للهجوم في نهاية الأسبوع، إحداهما تحمل موظفين بالسفارة القطرية، وأخرى تحمل مواطنين فرنسيين، أصيب أحدهم.

وقالت فرنسا وألمانيا يوم الإثنين إنهما أجْلَتا نحو 700 شخص دون ذكر تفاصيل جنسياتهم، وهبطت طائرة تابعة للقوات الجوية الألمانية تحمل من تم إجلاؤهم في برلين في ساعة مبكرة من صباح يوم الإثنين.

وأرسلت عدة دول طائرات عسكرية من جيبوتي لنقل الأشخاص من العاصمة، في حين نقلت عمليات أخرى أشخاصًا من الخرطوم في قافلة إلى بورتسودان على البحر الأحمر، عن طريق البر، ومن هناك صعد البعض على متن سفن إلى المملكة العربية السعودية.

وقالت إندونيسيا، إنه حتى الآن تم إجلاء أكثر من 500 من مواطنيها إلى الميناء، وينتظرون النقل إلى جدة عبر البحر الأحمر، وقالت الصين والدنمارك ولبنان وهولندا وسويسرا والسويد إنها أخرجت رعاياها، بينما قالت اليابان إنها تستعد لإرسال فريق إجلاء من جيبوتي.

عمليات إجلاء الأجانب من السودان تتسارع وسط الهدوء الواضح للقتال خلال اليومين الماضيين
عمليات إجلاء الأجانب من السودان تتسارع وسط الهدوء الواضح للقتال خلال اليومين الماضيين

وقال مصدر دبلوماسي إن قافلة من نحو 65 مركبة تقل نحو 700 من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والسفارات وعائلاتهم توجهت من الخرطوم إلى بورتسودان يوم الأحد في إطار عمليات الإجلاء.

مخاوف من توسع الصراع

بعد الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير اختلف الجيش وقوات الدعم السريع خلال مفاوضات لدمج الجماعتين وتشكيل حكومة مدنية، هذا التنافس أدى إلى زيادة خطر نشوب صراع أوسع قد يجتذب قوى خارجية، حيث يحتل السودان موقعًا استراتيجيًا في القارة الأفريقية، فلديه 7 دول مجاورة بشكل مباشر وهي دول الخليج ومصر وأفريقيا جنوب الصحراء.

وخارج العاصمة الخرطوم، ذكرت التقارير أن الناس فرّوا من الاشتباكات في عدة مناطق بما في ذلك المنطقة الغربية من دارفور، المكونة من ثلاث ولايات، وكذلك من ولاية النيل الأزرق على الحدود مع إثيوبيا وجنوب السودان، وولاية شمال كردفان جنوب غرب الخرطوم، وفقا لتقرير الأمم المتحدة يوم الإثنين.

وقال المصدر لرويترز: إن إجلاء الموظفين الدوليين جارية أيضًا من دارفور، المنطقة الغربية، حيث تصاعد القتال فيها أيضًا، ويتجه البعض غربًا إلى تشاد والبعض الآخر إلى جنوب السودان.

وقالت وكالات الأمم المتحدة الأسبوع الماضي إن ما يصل إلى 20 ألف شخص فروا بالفعل إلى تشاد، وقال مسؤولون في مقاطعة الرنك بجنوب السودان يوم الإثنين إنهم استقبلوا نحو عشرة آلاف شخص منذ بدء الأزمة.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد