صحيفة إيطالية: علاقة السلام بين مصر وإسرائيل باردة.. والدليل “حارة اليهود”

أثار مسلسل “حارة اليهود” جدلاً واسعاً منذ بدء عرضه في شهر رمضان هذا العام، سواء بسبب الموقف الإسرائيلي تجاه المسلسل والذي بدأ بالإشادة والإعجاب ثم انتهى إلى وصف المسلسل بأنه تحريض ضد دولـة إسرائيل، أو بسبب الانتقادات التي وجهت للمسلسل واتهام البعض له بأنه يضم العديد من المغالطات التاريخية.

لم يقف هذا الجدل عند حدود مصر وإسرائيل، حيث نشرت صحيفة ” كوريرى ديلا سيرا” الإيطالية تقريراً صوتياً يرصد ردود الفعل المصرية واليهودية حول المسلسل، يشير التقرير إلى أن مسلسل “حارة اليهود” حقق نجاحاً كبيراً منذ عرضة خلال شهر رمضان، وتدور أحداثه داخل أحد احياء القاهرة في منتصف القرن الماضي مع بداية الصراع العربي الإسرائيلي.

وذكرت الصحيفة أن المسلسل أثارعاصفة من النقد داخل الشارع المصري، لأنه يقدم الشخصة اليهودية الطيبة إلى جانب شعائرالديانة اليهودية والصلاة في المعبد، وعلقت الصحيفة قائلة إنه على الرغم من أن هناك معاهدة سلام بين مصر وإسرائيل منذ 36 عاماً، لكنه يُعتبر حتى الآن “سلام بارد”، فهو حالة من السلام تقبلها وتسعى إليها الإدارة المصرية، لكنها تظل على الدوام مثار خلاف ونقاش محتدم على المستوى الشعبي.

كما أوردت الصحيفة هجوم بعض رواد”مواقع التواصل الاجتماعي “على المسلسل، لأنه “يجعل اليهودي في صورة أفضل من المصري”.

haret2

أما فيما يتعلق بالجانب اليهودي، سلطت الصحيفة الإيطالية الضوء على مدوَّنة يهودية تُسمى “كو.لت فوتش”، والتي اعتبرت المسلسل أول عمل يقدم الشخصية اليهودية المصرية بطبيعتها الإنسانية منذ 60 عاماً، ويجسد اليهودي الذي ينتمي إلى قوميته المصرية ويحمل مشاعر معادية للصهيونية، ووفقاً للمدوَّنة اليهودية: المسلسل تجاهل الدور الذي لعبته السلطات المصرية في “طرد أو تهجير اليهود” خارج مصر، على حد زعم المدونة.

وأردفت صحيفة ” كوريرى ديلا سيرا” الإيطالية في تقريرها أن كل هذا النقد والهجوم على المسلسل يصب في النهاية لمصلحة العمل الفني، لأنه يرفع أسهم المسلسل ويزيد نسبة المشاهدة، وأكدت الصحيفة أن السبب الرئيسي في أقبال المشاهدين على مسلسل ” حارة اليهود” هو قصة الحب الرومانسية بين بطلة العمل اليهودية “ليلى” و”علي” الضابط المسلم، والتي شكلت حالة من التعاطف مكنت البعض من التغلب على تحيزاته الشخصية.

يبدو واضحاً أن ظهور الشخصية اليهودية في الأدب أو على شاشة السينما والتلفزيون مقترن غالبا بحالة من الجدل حيث يسعى مجتمع اليهود في العالم لتغيير الصورة النمطية لليهودي، والتي تنوعت بين اليهودي المأساوي والمثير للشفقة، الاحدب وملتوي الانف، أواليهودي الذي يحمل حزمة من الأوراق النقدية في جيوبه، وتأتي شخصية “شايلوك” في رواية ” تاجر البندقية” للكاتب الانجليزي الشهير ويليام شكسبير، كنموذج رئيسي لصورة اليهودي المرابي، إلى جانب أعمال أخرى قدم فيها شكسبير شخصية اليهودى بطريقة هزلية.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد