العثور على كبسولة مشعة “اختفت أسبوعين” في أستراليا

قد يبدو الخبر غريباً نوع ما، كون كبسولة مشعة حازت كل هذا الاهتمام من البحث من خلال هيئة الطوارئ الأسترالية، إلا أنها قد تسبب أضراراً كبيرة للإنسان، سوف نتعرف عليها ضمن تفاصيل الواقعة.

الكبسولة المشعة التي أثارت قلق هيئة الطوارئ الأسترالية

كبسولة السيزيوم 137

متى تم فقد الكبسولة المشعة:

تم فقدان الكبسولة منذ منتصف يناير 2023، وأبلغت الشركة بفقدانها يوم الأربعاء 25/01/2023م، وبدأ البحث يوم السبت الموافق 28/01/2023م، في ولاية أستراليا الغربية عن كبسولة صغيرة إشعاعية تم فقدها أثناء القيام بنقلها من أحد المناجم في منطقة نيومان النائية وضواحي بيرث الشمالية، حيص يتم البحث عنها ضمن مسافة تبلغ 1400 كيلو متر.

طبيعة مادة الكبسولة المشعة:

فرغم أن الكبسولة حجمها لا يتعدى 8 سنتيمترات، واستخداماتها في مجال استخراج المعادن، ومفقودة من منتصف يناير، إلا أنها تحوي على سيزيوم 137، وهي تحديداً تستخدم داخل أجهزة القياس في عمليات التعدين.

ونظير السيزيوم 137 المشع هو أحد نواتج الانشطار النووي وهو من النواتج الأكثر شيوعاً عن نظير اليورانيوم 235، وأيضاً عن النظائر الانشطارية الأخر في المفاعلات النووية والأسلحة النووية، وهو أيضاً من أكثر النظائر المشعة خطورة كونه لو تم تركه في الطبيعة يمكن أن تذوب مركباته الكيميائية في الماء، حيث أنه من النواتج الانشطارية القصيرة إلى متوسطة العمر، لذلك في المفاعلات يكون القائمين على تعبئته أكثر اهتماً وحرصاً على التعبئة بطريقة سليمة لمنع أي تسرب بغرض حماية البيئة والناس من إشعاعاته.

اكتشافه واستخداماته:

 

الكيميائي الألماني روبرت بنسن وزميله الفيزيائي جوستاف كيرشوف

تم اكتشاف السيزيوم من خلال الكيميائي الألماني روبرت بنسن وزميله الفيزيائي جوستاف كيرشوف وذلك في عام 1860، ومنذ التسعينيات كانت استعمالاته محصورة في فورمات السيزيوم لسوائل الحفر، ولكن له مجموعة من التطبيقات في إنتاج الكهرباء وكذلك الإلكترونيات والكيمياء أيضاً، ويبلغ عمر النصف للنظير السيزيوم 137 حوالي 30 عاماً، ويستخدم في المقاييس الصناعية وكذلك التطبيقات الطبية، وأيضاً الهيدرولوجيا،

كيف يمكن الحصول عليه:

يمكن الحصول على الجزء الأكبر السيزيوم من خلال كلوريد السيزيوم من خلال عملية كيميائية. ويمكن أن يتأين السيزيوم بسهولة عندما يتم تسخينه أو يعرض للضوء، حيث أن السيزيوم يتميز بالخاصية الكهروضوئية، وتلك الخاصية تجعله يستخدم في صمامات المضاعف الضوئي الذي يقيس الضوء الضعيف جدًا، وكذلك يدرس العلماء استعماله وقودًا في محركات الدَّسر الأيوني التي في العربات الفضائية، كما يجرون العلماء تجارب على توليد أساليب القدرة التي تدخل في عملية تأيين السيزيوم، وتعطي أملاح السيزيوم لونًا أزرقًا بنفسجيًا عند تعريضها لمنطقة غير مضيئة في لهب بنزن، والسيزيوم نسبياً عنصر نادر، حيث يقدر بمتوسط 3 أجزاء في المليون من قشرة الأرض.

كيف تم فقدان الكبسولة المشعة:

 

تصريح هيئة الطواريء

ويرجح أنها سقطت في شاحنة أثناء نقلها إلى مكان التخزين، حيث غادرت الشاحنة الموقع في 12 يناير 2023م، ومن المرجح أيضاً أن الكبسولة تفككت وخرجت من جهاز القياس أثناء نقله ووقعت من الشاحنة.

ما خطورة تلك المادة المشعة:

وعلى إثر ذلك حذرت السلطات المحلية الصحية من أي تعامل مع تلك الكبسولة أو الاقتراب منها لمسافة أقل من 5 متر والتي في حالة إذا بقيت بالقرب من الجسم يمكن أن تسبب احمرار الجلد وحروقاً إشعاعية وقد تؤثر على جهاز المناعة بالجسم.

وقد اعتذرت شركة التعدين العملاقة ريو تينتو، عن فقدانها تلك الكبسولة، وقد صرح الدكتور أندرو روبرتسون مدير الخدمات الطبية أن القلق من احتمال أن يلتقطها أحد الأشخاص دون أن يدرك كيفية التعامل معها.

وكان يتوقع الناطق باسم هيئة الإنقاذ أن البحث عن تلك الكبسولة قد يستغرق أسابيع، حيث ما زال البحث جاري عن تلك الكبسولة المشعة، وقد عثرت خدمات الطوارئ “فعليا على إبرة في كومة من القش”، بحسب ما صرحت السلطات في ولاية غرب أستراليا.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد