الشباب في بريطانيا قلقون للغاية بشأن عدم تمكنهم من شراء الأغذية في هذا الشتاء

تمكن الخوف من عدد كبير من الشباب البريطاني، ممن تتراوح أعمارهم ما بين 16 و25 عام، وذلك بسبب احتمال عدم استطاعتهم لتحمل تكاليف المواد الغذائية في هذا الشتاء بعد ارتفاع تكاليف المعيشة بشكل كبير.

فوفقا لصحيفة اندبندت البريطانية، فإن هناك تقرير جديد تم عمله من قبل منظمة خيرية تستهدف الشباب في بريطانيا «The prince`s trust»، والذي اتضح من خلاله أن حوالى نصف الشباب (بنسبة 46 في المئة) تنتابهم مخاوف كبيرة من أنهم قد لا يستطيعون امتلاك ما يكفيهم من المال لشراء أساسيات الحياة، كما أن أكثر من ثلث الشباب يخططون للتوقف عن الدراسة بغرض العمل والتوظيف وكسب المال.

فكشف الاستطلاع الذي أجرته منظمة “ذا برنسس تراست” The Prince’s Trust  والذي شمل 2000 شاب، عن أن ربع المستجيبين للاستطلاع قد ذكروا أنهم يهملون بعض الوجبات من أجل خفض تكاليف الإنفاق، في حين أنه قد لجأ حوالي 14 في المئة إلى المراكز الخاصة بتوزيع الطعام على الأقل مرة واحدة  خلال ال  12 أشهر الماضية.

كما أن ثلث المستجيبين ( حوالي 33 في المئة) قد ذكروا أنهم لا يستطيعون تحمل تكاليف وسائل التدفئة، كما أن نسبة مماثلة قد كشفت أنها ليس باستطاعتها تحمل تكاليف النقل للوصول إلى الوظائف.

وبين تقرير منفصل كانت قد نشرته شركة التأمين “رويال لندن” في الفترة الأخيرة أنه يوجد ملايين من العاملين البريطانيين يضطرون إلى العمل في وظائف أخرى إضافية بهدف تلبية متطلباتهم المعيشية، كما يخطط ملايين من الأشخاص العاملين الآخرين لنفس ذلك.

ووفقا ل”ذا برنسس تراست”، فإن بعض الشباب يستعدون حاليا للتخلي عن دراستهم من أجل الانخراط في العمل، كما يخطط حوالي 40 في المئة منهم لنفس هذه الخطوة.

وتعتبر هذه الاستنتاجات جزءاً رئيسيا من البحوث السنوية التي تقوم بإجرائها بعض المؤسسات الخيرية التي تدرس أحوال الشباب وشعورهم نحو أوضاع حياتهم وحالتهم المالية وقدرتهم على الحصول على وظائف.

فبينت هذه المؤسسة «ذا برنسس تراست» أنه يوجد عدد كبير من الشباب ليسوا متفائلين أبدا بشأن مستقبلهم، حيث تراه الغالبية منهم (حوالي 60 في المئة) مستقبلا مشوبا بالغموض، في حين يشعر أكثر من النصف ( حوالي 51 في المئة) بقلق كبير تجاه الأمن الوظيفي.

كما ذُكر في التقرير أن رواتب أكثر من ثلث المستجيبين لم تعد تغطي تكاليف الإيجار والأقساط والرهون العقارية، حيث يقوم المالكون برفع بدلات الإيجار في حين أنه قد ارتفعت المعدلات المتوسطة للفائدة على الرهون العقارية، وذلك بعد اضطراب الأسواق المالية.

و حصل ذلك بعد إعلان «كواسي كوارتنغ» وزير المالية عن وجود مجموعة من التخفيضات الضريبية وغير الممولة في موازنته المصغرة، ما أدى إلى انخفاض قيمة الجنيه الإسترليني بشكل كبير أمام العملات الأخرى، والذي دفع “بنك إنجلترا” إلى رفع نسبة الفائدة على الرهون العقارية.

وفي ذلك الصدد، وضح « جوناثان تاونسند» الرئيس التنفيذي لشؤون المملكة المتحدة في “ذا برنسس ترست”، أن “الشباب في المملكة المتحدة في الوقت الحالي يواجهون الكثير من التحديات التي تكاثرت بعد جائحة كورونا مع وجود أزمة في الاقتصاد العالمي، والتي أثرت على تكاليف المعيشة، وأنه عن طريق التعاون ما بين الحكومة والشركات والمؤسسات الخيرية وأيضا الرأي العام، سوف يتم دعم هؤلاء الشباب حتى يحققوا إنجازاتهم على أرض الواقع، مع بناء مستقبل إيجابي لهم”.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد