كان البعض يرى المسلمين فقط “كداعش” وحتّى قبل داعش بعشرات السّنين.. تشدد وإرهاب، ظلم للمرأة واللّون الأسود والحرمان من التّعليم..
كنّا نقول.. متى سنخبر العالم أنّ الإسلام دين سماحة وحبّ وخير وعطاء.. دين ود.. إنّ الله ودود رَحيم..
في وقت نحتاج لأن يرانا العالم بما نحن عليه.. تَحْدُث هذه الجريمة..
فتنتشر أخبار رزان ويسر وضياء من تطوّع وعمل اجتماعيّ وحبّ للرّياضة وتفوّق دراسيّ.. مثل النّار في الهشيم..
ليظهر لنا اخوتهم من الذّكور مُفتخرين بالشّهيدات.. وليظهر والِد ضِياء يُقبّل جبين زوجته أمام الجميع ويبكي..
لتظهر أخت ضياء ممثّلة عن العائلتين أمام جميع وسائل الإعلام مُتحدّثة بثقة.. بحزن.. بألم.. وبفخر..
كُنتُ أبالغ قبل يومين عندما قلت “على القنوات نقل صلاة الجنازة مباشِر”.. و”على الآذان أن يرتفع بصوت عالٍ خلال الصّلاة تلك”..
لأتفاجأ أنّ ذلك حصل فعلاً.. حيث نقلت عدّة قنوات أمريكيّة الصّلاة بعد إقامتها في ملعبٍ مفتوح خارجيّ..
والد يُسر ورزان كان الإمام.. أيّ قوّة وصبر وضع الله في قلبه؟ يُرتّل القرآن على مسمع بناتِه… للمرّة الأخيرة..
في كلّ مرّة أشعر فيها بالغضب.. استمع لما تقوله العائلة على قنوات التّلفاز.. فأخجل من نفسي..
إلى الآن لم أسمع من أيّ أحد من العائلة صوتاً “غاضباً”.. كلّ الأصوات كانت تقول “إنّا لله وإنّا إليه لراجعون”..
لَم يكن هناك.. أي ردة فعل عنيفة… يا الله ما أجملهم..
عِندما سُئِل أخ ضياء إن كان حزيناً على إحدى القنوات قال “نحن سعداء للشّهداء.. سنفتقدهم.. ولكنّنا سعداء”..
ألم نرد من العالم أن يعرف معنى الشّهادة؟ ألم نرد للعالَم أن يعرف رِفقَ الإسلام؟
في خُطبة صلاة الجَنازة قال الخَطيب “إن الإسلام يدعوا لإفشاء السّلام وإنّ الابتسامة صدقة”.. وتُرجِم ذلك للانجليزية أمام الملايين من المتابعين على الإذاعات والأخبار والحاضرين من غير المسلمين..
أليست تلك دعوة وإحسان؟
مَهما حاولنا أن نغضب.. نحن نعلم أنّ جريمة واحد -رغم وجود نُسخِ أُخرى منه-.. لا تُمثّل جَماعة.. لأنّ ديننا فرض علينا “العدل” بين عِباده..
لا نختلف أنّ الإعلام يحاول تضليل سَبب الجريمة وتَسخيفه، وأنّ تغطيته الإخبارية جاءت بعد ضغوطات وليس رغبة، وأنّ الرّئيس الأمريكي حاطط قطن بأذنيه.. وأنّ الحُكّام العرب قليلين نَخوة.. ولكنّ الموضوع أكبر من ذلك..
ضياء يسر ورزان.. أكنتم تتوقّعون أنّ الإعلام سيتحدّث بإيجابيّة عن الإسلام “بطريقة غير مباشرة” لمدّة أسبوع كامل.. لأجلكم؟
هل توقعتم نقل “الله أكبر” في الصّلاة، وخُطبة الصّلاة على أهم القنوات الأمريكيّة؟ أن يعتذر الكثير من الشّعب الأمريكي للعائلات؟ أن يعلن البعض إسلامهم.. بسببكم؟
لقد انطلقت حَملات عدّة في أمريكا للتّعرف على الجيران المسلمين.. ونشرت عدّة جامعات رغبتها بإقامة حوار أديان حول الحادثة.. وو و.. وكأنّهم ركّبو مايك لكل مُسلم في أمريكا smile رمز تعبيري
#YourMuslimNeighbor
هل تعلم يا ضياء أنّ التّبرعات التي أردت “٨ آلاف دولار” وصلت الآن إلى أكثر من ربع مليون دولار؟ يعني متخيّل كم سِن مسوّس حيتعالج؟ مجّاناً؟ همّتك مستمرّة.. حتّى بعد رحيلك..
هذه هِيَ الشّهادة.. تعيش لرسالة.. وعِندما تذهب.. تستمرّ الرّسالة..
الله يرحمكم.. ويصبّر أهلكم.. وينفع فيكم حتّى بعد رحيلكم..
#ChapelHillShooting
قد يهمك:
عن الكاتب:
عبد المومن يوسف ، المدير التنفيذي في UEVENT .
مدون مغربي عربي ، حاصل على دبلوم التسويق الالكتروني من اكاديمية ادراك بالامارات العربية المتحدة , حاصل على الاجازة في شعبة التدبير و الانتاج ……
يدرس حاليا في المدرسة الوطنية للتجارة و التسيير ، ماستر ” الادارة و تقنيات الابداع
من مقالات الكاتب:
• حقائق حول قبعة MAGA التي يرتديها دونالد ترامب• الشمال والجنوب في شبه الجزيرة الكورية يتفقان على السلام