أمريكا تستخدم الفيتو ضد الإجماع الدولي بمجلس الأمن وتعنت أمريكي على أن القدس عاصمة لإسرائيل ووعد بلفور يبعث من جديد

أمريكا تستخدم الفيتو ضد مشروع القرار المصري بمجلس الأمن، والفيتو يعتبر ضد  الإجماع الدولي بمجلس الأمن والذي نادراً ما يتكرر، وإصرار أمريكي على أن القدس عاصمة للدولة الصهيونية،  أمريكا تستخدم الفيتو وعزلة دولية أمريكية،   ووعد بلفور يبعث من جديد.. وإجراءات مصرية قوية لوقف أثر قرار ترامب بعد أن أعطى من لا يملك لمن لا يستحق، فالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل بالأمس الكئيب بقرار من الرئيس الأمريكي ترامب، وأيضا نقل السفارة الأمريكية للقدس من تل أبيب، فما أشبه الليلة بالبارحة، فالتاريخ يعيد نفسه مع تشابه وتطابق الظروف والمواقف لحد كبير،  الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل فعلى الرغم المعارضة الدولية والعربية الواسعة لهذا الاعتراف والقرار الأمريكي بالاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني، وكذلك نقل السفارة الأمريكي لمدينة القدس، فقد عارضت معظم دول العالم الكبرى منها والصغرى الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل وكذلك كان حال المنظمات الدولية الأجنبية والعربية برفض هذا القرار والاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل من قبل ترامب قبل صدوره، ولكن تمادى ترامب في السير نحو هذه الخطوة، بل تحدى ترامب العالم بأسره. ولكنه نحٌى كل ذلك جانباً واستمع لبعض الشخصيات الصهيونيو المقربة منه، والتي دفعته دفعاً في اتجاه اتخاذ قراره الأحمق هذا، وكان على رأس هؤلاء صهره جاريد كوشنر وكذلك مبعوثه في الشرق الأوسط جيسون غرينبلات وأيضا السفير الأميركي في إسرائيل ديفيد فريدمان.

أمريكا تستخدم الفيتو

أمريكا تستخدم الفيتو

أمريكا تستخدم الفيتو ضد مشروع القرار المصري

استخدمت الولايات المتحدة الأمريكية، الاثنين، حق النقض “الفيتو” ضد مشروع القرار العربي المقدم لمجلس الأمن حول القدس، وكانت نيكي هايلي، سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية في الأمم المتحدة، قالت في مستهل جلسة مجلس الأمن، إن بلادها ستستخدم “الفيتو، ” ضد مشروع القرار المقدم لمجلس الأمن حول القدس العربية، وهو المشروع المقدم من جانب الدولة المصرية.

وطالب مندوب مصر لدى مجلس الأمن، خلال جلسة مناقشة مشروع القرار المصري المقدم حول وضع القدس والقرار الأمريكي الأخير، فقد طالب بضرورة امتثال جميع دول العالم بالوضع القانوني الخاص للقدس، وتقديم الدعم الهادف للسلام الشامل، وكما طالب بالالتزام بقرارات مجلس الأمن ومرجعية مدريد ومبادرة السلام الرباعية بشأن وضع القدس.

وأوضح مندوب مصر أيضاً: أن مصر في طليعة الدول التي دافعت عن حقوق الشعب الفلسطيني، كما دعى جميع أعضاء مجلس الأمن للتصويت لصالح القرار المصري الذي يمثل تجسيدا للقانون الدولي الذي يعد المرجعية القانونية لتلك القضية الحساسة والشائكة، ويدعو مشروع القرار المصري كل الدول إلى الامتناع عن إقامة بعثات دبلوماسية في مدينة القدس، وذلك تطبيقا لقرار مجلس الأمن 478 لسنة 1980″، وكذلك إلى الالتزام بقرارات مجلس الأمن ذات الصلة وعدم الاعتراف بأي إجراءات تتناقض مع هذه القرارات.

وكانت هيلي قد قالت خلال جلسة مجلس الامن إن المؤسسة الدولية تتسم بازدواجية المعايير وتعادي إسرائيل، وقال السفير الفلسطيني لدى الامم المتحدة رياض منصور إن القيادة الفلسطينية ستدعو الجمعية العامة إلى اجتماع عاجل، وأكد وزير الخارجية في السلطة الفلسطينية رياض المالكي للصحفيين في رام الله ذلك وقال “سندعو إلى اجتماع عاجل خلال 48 ساعة”، ويشكل وضع مدينة القدس أحد أكبر القضايا الشائكة في الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي.

أمريكا تستخدم الفيتو ضد الإجماع وتصر على الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل وعد بلفور الجديد ومائة عام بالتمام

أمريكا تستخدم الفيتو

هذا الخبر الذي ملاء الدنيا ضجيجاً بالأمس وكان محور اهتمام جميع وسائل الإعلام في كافة أنحاء المعمورة، لذلك فانتظرنا حتى يهدأ الضجيج، ولا يضيع ما سنكتبه هباءً منثورا، وسط ضجيج لا يستمع فيه أحد إلا لصوته، وسنقوم بتحليل الأمر مع العودة للعمق والأبعاد التاريخية لهذا القرار، ونوضح أوجه الشبه والاختلاف بين وعد بلفور، ووعد ترامب

وعد بلفور وعودة للتاريخ

في يوم أسود من تاريخ الأمة العربية يوافق 2 نوفمبر 1917 أرسل وزير الخارجية البريطاني آرثر جيمس بلفور رسالة إلى اللورد ليونيل وولتر دي روتشيلد يشير فيها إلى تأييد الحكومة البريطانية لإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين، وهي الرسالة التي عرفت باسم وعد بلفور، وهي تعتبر أول وثيقة دبلوماسية صهيونيو في ظل الانتداب البريطاني، على منطقة الشرق الأوسط بعد الحرب العالمية الأولى، وبذلك كان الوعد من المحتل البريطاني الأثم، إلى المحتل الجديد الصهيوني المجرم، والذي على أثره قامت إسرائيل،  وقد أرسلت الرسالة قبل أن يحتل الجيش البريطانى فلسطين، والتي كانت في حوزة الدولة العثمانية، وبذلك كان وعد من لا يملك لمن لا يستحق، وتنصف الوثيقة على التالي:

نصف وعد بلفور

عزيزي اللورد روتشيلد.. يسرني جدًّا أن أبلغكم بالنيابة عن حكومة جلالته، التصريح التالي، الذي ينطوي على العطف على أماني اليهود والصهيونية، وقد عرض على الوزارة وأقرته:

“إن حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى إقامة مقام قومي في فلسطين للشعب اليهودي، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية، على أن يفهم جليًّا أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن ينتقص من الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة في فلسطين، ولا الحقوق أو الوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في أي بلد آخر، وسأكون ممتنًّا إذا ما أحطتم الاتحاد الصهيوني علمًا بهذا التصريح.. المخلص آرثر جيمس بلفور

كانت أول الدول التي صدقت على “وعد بلفور هي فرنسا في عام 1918، ثم تبعها في التصديق إيطاليا ثم الولايات المتحدة، وفي عام 1922 قامت عصبة الأمم  بالتصديق على الانتداب البريطاني لفلسطين وتضمن ذلك وعد بلفور ضمن المستندات، وحين تأسست الأمم المتحدة عام 1945 أقرت بشرعية جميع قرارات عصبة الأمم ليبقى وعد بلفور جاثماً على الصدور.

أمريكا تستخدم الفيتو وسايكس بيكو جديدة تحاك في الخفاء الغرف المغلقة

نعود لنتذكر أحوال الأمة العربية والتي سبقت وعد بلفور بشهور قليلة، فقد كانت الأمة العربية في أضعف حالتها كما هي الآن، وكانت جميع دولها محتلة من انجلترا وفرنسا، وكانت اتفاقية سايكس بيكو، فقد تم عقد الاتفاقية في مايو لعام 1916م، وذلك بمفاوضات سرية بين البريطاني مارك سايكس، والدبلوماسي الفرنسي فرانسوا جورج بيكو، ولا بد من الإشارة إلى أن هذه الاتفاقية كانت على هيئة تبادل وثائق تفاهم بين وزارات خارجية بريطانيا وفرنسا وروسيا القيصرية، إلا أنه تم الكشف عن هذه الاتفاقية بوصول الشيوعيين إلى سدة الحكم في روسيا عام 1917، الأمر الذي أثار حفيظة الشعوب التي تمسها هذه الاتفاقية.

ونحن الآن بصدد نفس الظروف التي واكبت اتفاقية سايكس بيكو، بل ومررنا بنفس الظروف التي سبقت وعد بلفور بعدة شهور، وجاء وعد ترامب كما جاء وعد بلفور، وبعد توزيع الكعكة العربية على طامعين جدد في ظل اتفاقيات تعقد في الغرف المغلقة وفي الخفاء، ستثور حفيظة الشعوب التي تمسها تلك المؤامرات التي تجري الآن على قد وساق، فالطامعين كثر هذه المرة ويتنوعون بين أطماع بني فارس الولي الفقيه والمتاجر بالدين والطائفية، ونظيرة التركي الأردوغاني والمتاجر أيضاً بالدين، والطامع الصهيوني المتحفز لالتهام ما يستطيع من الكعكة العربية، وهناك أيضاً الدب الروسي وأحلام زعامة عالمية.

مصر قادمة.. مصر أبداً لم ولن تخون

ولا ننسى في خضم ذلك الخائن القطري وأحلامه في تقزيم الكبار من الدول العربية حتى تطال رأسه رؤس الكبار بعد تقزيمهم، ويساعد على ذلك ضعف عربي وأحلام زعامة عربية دائما ما راودت آل سعود، وينسى الجميع أن هناك مارد مصري سيقف حجر عثرة في وجه هذه الأطماع ويدحضها في مهدها إن شاء الله، فمصر قادمة والجميع ذاهبون.

وهناك الكثير من الأمور لا مجال للحديث عنها الآن لأنها تفتح جروح لم ولن تندمل من مواقف عربية خاضعة خانعة، مسيرة لمصيرها المحتوم بإرادتها وأحلامها الواهية، فلو عندنا للتاريخ سنكشف فضائح وفظائع تقشعر لها الأبدان من خيانة الأشقاء، ولنا أن نفخر بأن مصر لم ولن تكون خائنه، أفيقوا أيها العرب المخدوعين، أفيقوا يا حكام العرب الخانعين الطامعين في زعامات لم ولن تكونوا أبداً كفئاً لها، وللحديث بقية…

اجراءات مصرية مع العديد من الدول لوقف ما يترتب من آثار على قرار ترامب الطائش بمجلس الأمن

ومن الجدير بالذكر أن 8 دول في مقدمته مصر وفرنسا وبوليفيا وإيطاليا والسنغال والسويد وبريطانيا وأوروغواي، طلبت من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن تحدد الأم المتحدة وقفها من قرار ترامب، وتقديم إفادة علنية أمام مجلس الأمن ومن المقرر أن يعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا طارئا لبحث قرار ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، حسبما أعلن مندوب اليابان في الأمم المتحدة التي ترأس بلاده الدورة الحالية لمجلس الأمن، وتعد هذه خطوة على طريق نسف هذا القرار من أساسه وكأنه لم يكن، ويحظى معارضة قرار ترامب بإجماع دولي غير مسبوق، ولم تأيده سوى دولة الفلبين وإسرائيل فقط. وبذلك تكون مصر هي الدولة العربية الوحيدة التي اتخذت إجراء عملي في مواجهة هذا القرار الطائش.

وفي أعقاب الموقف الأمريكي باستخدام حق الفيتو ضد مشروع القرار المصري، وجه رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو “الشكر” إلى الموقف الأمريكي، وكذلك شكر المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، وذلك بعد أن استخدمت حق الفيتو في مجلس الأمن ضد القرار الذي يدين الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل. وقال نتانياهو في تغريدة على تويتر: شكرا للسفيرة هايلي، لقد انتصرت الحقيقة على الأكاذيب.  شكرا للرئيس ترامبقبل أن يكرر شكرا لك نيكي هايلي.

وطالب مندوب مصر لدى مجلس الأمن، خلال جلسة مناقشة مشروع القرار المصري المقدم حول وضع القدس والقرار الأمريكي الأخير، فقد طالب بضرورة امتثال جميع دول العالم بالوضع القانوني الخاص للقدس، وتقديم الدعم الهادف للسلام الشامل، وكما طالب بالالتزام بقرارات مجلس الأمن ومرجعية مدريد ومبادرة السلام الرباعية بشأن وضع القدس.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد