أخبار الحمقى والمغفلين ونوادر المتماجنين في القرن الحادي والعشرين 

 

لكل داء دواء يستطب به إلا الحماقة أعيت من يداويها

الحماقة هي الخيط الرفيع بين العقل والجنون وللحمقى نوادر وطرائف مضحكة أحيانا كثيرة ومبكية في أكثر الأحيان، ومن المعلوم أن معظم الناس قد يرتكبون بعض الحماقات أحيانا، ولكن العاقل الرشيد هو من ينتبه لتلك الحماقة ويصلح من نفسه،لأن الحماقة هي مزيج بين سوء التصرف والجنون، وكما أن الجنون فنون  فإن الحماقات درجات، واختلف الناس قديما عن ماهية الأحمق، فسوف أحكي عن أسطورة للحمقى، تضحك وتبكي في آن واحد،تلك قصة الحمقى الثلاثة في التراث الشعبي الحديث.

طرائف مضحكة ونكت قديمة

تحكي النكتة المضحكة أن هناك ثلاثة من الحمقى كانوا يسبحون على شاطئ النهر، فخلعوا ملابسهم ثم وضعوها على شريط القطار وبينما هم يسبحون في النهر أتى القطار كما هو معتاد، ولكن القطار مر على الملابس الموجودة على قضيب القطار وفتك بها وسحبها معه، فخرج الحمقى الثلاثة من النهر سريعا،وحزنوا، وقرروا الانتقام من القطار والثأر منه، وذلك حين يأتي أول قطار، فجاء قطار مسرعا فبرز الأول للقطار منتقما ودفعة بقدمه بقوة فقطع القطار ساقه،ثم أن الثاني لكم القطار لكمة بقبضة يده، فقطعت زراعة، أما الثالث فقد قفز داخل القطار عند كبينة السائق وضغط بيديه الإثنين على ذماره القطار، فسمع القطار يصفر بصوت عالي ويقول (بيب- بيب -بيب- بيب) فصرخ في القطار وقال لن أتركك حتى تموت يا ابن التيت!(هه-هه-هه).

 

“لكل داء دواء يستطاب به إلا الحماقة أعيت من يداويها”

هنا انتهت النكتة المضحكة وكنت أظنها أسطورة، ولكن شاءت الأقدار أن ألتقي بأبناء هؤلاء الحمقى في محطة قطار قرية سنوبال، حيث ركبت القطار المتجه إلى بلدة أحد الأصدقاء الذي دعاني لحضور عقد قران شقيقته، فركبت القطار ليلا، وانا استمتع بالمناظر الطبيعية الخلابة من وراء زجاج نافذة القطار، والقطار يتوقف من محطة إلى أخرى، ثم يتحرك ليكمل مساره،وعندما دخل القطار محطة سنوبال،فإذا بشباب من مختلف الأعمار،يدخلون عربة القطار ثم يخرجون فورا، فألقيت نظرة عليهم من نافذة القطار فوجدتهم، مجموعة من الصبية والشباب، أعمارهم بين عشر سنين وعشرين سنة، أي أطفال وشباب وهم حوالي سبعة أفراد تقريبا، وبيد كل شخص منهم كمية من الحصى والحجارة الصغيرة الحجم والمتوسطة، وبعضهم يحمل زجاجات مليئة بالرمال، فنظرت إلى هؤلاء الصبية بتعجب، ماذا يفعل هؤلاء!!

 الحماقة مع عدم التفكير
أخبار الحمقى والمغفلين ونوادر المتماجنين في القرن الحادي والعشرين

عمل همجي وغير متحضر

وعندما انطلق القطار وبدأ بالتحرك، فإذا بهؤلاء الصبية يقذفون القطار بشتى أنواع الحجارة والرمال ويقذفونها من النوافذ المفتوحة بعربة القطار،مما تسبب بفزع شديد لركاب العربة بل أن بعض الحجارة إصابة راكبة في رأسها وأخذت تبكي من قوة الحجارة، والجميع يتسأل لماذا فعل هؤلاء الصبية الحمقى هذا الفعل الشنيع، هل أرادوا الانتقام من القطار أم من ركاب القطار، وقلت في نفسي لعلهم أحفاد الحمقى الثلاثة وما زالوا يريدون الثأر لأجدادهم.

فتلك نادرة حقيقية من نوادر الحمقى في القرن الحادي والعشرين وقد عايشتها بأم عيني.

وما زلت أتساءل لماذا فعل هؤلاء الحمقى هذا الفعل، وكيف اجتمعوا على تلك الفعلة القبيحة، وهل هناك من لامهم من أهل القرية أم أن القرية كلها من الحمقى والمغفلين، هل قال لهم رجل رشيد من أهل البلدة أن هذا الفعل مشين ومعيب، أم تركوهم بفعلتهم يفرحون، ومن جمع هذا الجمع من السفاء لفعل تلك السفاهة، هل كلهم إمَّعَة!!

حديث شريف

عن حذيفة، وابن مسعود -رضي الله عنهما- قالا: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «لا يكُنْ أحَدُكمْ إمَّعَة، يقول: أنا مع الناس، إن أحْسنَ الناسُ أحسنتُ، وإن أساؤوا أسأتُ، ولكن وَطِّنُوا أنفسكم إن أحسنَ الناسُ أن تُحْسِنُوا، وإن أساؤوا أن لا تَظلِمُوا». أخرجه الترمذي

  واقعة إلقاء الحجارة على القطار


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد