توفيت روزالين كارتر زوجة الرئيس الأمريكي السابق جيمي كارتر يوم الأحد عن عمر ناهز 96 عامًا في منزلها بولاية جورجيا الجنوبية.
وقد تركت روزالين كارتر إرثًا كبيرًا بفضل نشاطها في مجال حقوق الإنسان والديمقراطية والصحة وخاصة الصحة العقلية في جميع أنحاء العالم، وعرفت بتواضعها وقدرتها على الحفاظ على صورة عامة متواضعة.
وقبل وفاتها كانت انضمت روزالين كارتر إلى زوجها في المنزل الذي عاشا فيه منذ الستينيات لتلقي الرعاية التلطيفية، بعد أن تم تشخيصها بمرض الخرف في مايو.
وقد أعلن مركز كارتر الذي أسسه الزوجان في بيانه أن (السيدة الأولى السابقة روزالين كارتر المناضلة النشطة من أجل الصحة العقلية وتوفير الرعاية وحقوق المرأة توفيت يوم الأحدفي منزلها في بلاينز جورجيا عن عمر ناهز 96 عامًا، لقد توفيت بسلام وكانت عائلتها بجانبها).
وقد أعرب جيمي كارتر في البيان عن حزنه قائلاً: (كانت روزالين شريكتي في كل ما أنجزته على الإطلاق).
وكانت روزالين قد لعبت دورًا مهمًا في الحياة السياسية الطويلة لزوجها جيمي كارتر وخاصة خلال حملاته الانتخابية، وذلك عندما وصلت إلى البيت الأبيض في عام 1977 وحتى عام 1981 وأصبحت سيدة أولى نشطة سياسياً.
وذكر موقع البيت الأبيض الإلكتروني أن روزالين كانت تحضر اجتماعات مجلس الوزراء والمؤتمرات الصحفية الرئيسية، وكثيرًا ما تمثلت الرئيس في المناسبات الاحتفالية وعملت كمبعوثة شخصية للرئيس في دول أمريكا اللاتينية.
وُلدت في بلدة صغيرة تسمى بلاينز في 18 أغسطس 1927، وكانت البكر بين أربعة أخوة.
وقد توفيت عائلتها في وقت مبكر وقضت بعض فترات طفولتها في معسكرات العمل في فترة الكساد الكبير. وقد التحقت بكلية بريانت للفنون الجميلة في جورجيا وتخرجت في عام 1946.
وفي عام 1946 تزوجت جيمي كارتر بعد قصة حب دامت طويلاً.
وخلال فترة رئاستها كسيدة أولى ركزت روزالين على القضايا الاجتماعية والإنسانية.
وقد عملت على دعم حقوق المرأة والمساواة العرقية وحقوق الإقليمية والاجتماعية.
كما ركزت على قضايا الصحة العقلية والتوعية بها حيث كانت تعاني من اضطراب ثنائي القطب نفسيًا.
بعد فترة رئاسة زوجها استمرت روزالين في العمل في مجال الخيرية والأعمال الاجتماعية.
روزالين في حفل بالبيت الأبيض في 13 ديسمبر 1978
وقد أسست مؤسسة روزالين كارتر للصحة العقلية وهي منظمة غير ربحية تهدف إلى تعزيز الوعي بالصحة العقلية وتحسين الرعاية الصحية في هذا المجال.
كما تولت مناصب رسمية في المنظمات الدولية مثل اللجنة الاستشارية لمنظمة الصحة العالمية ولجنة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان.
وقد أصر العديد من مساعدي الرئيس على أن غرائزها السياسية كانت أفضل من غرائز زوجها، وكثيرًا ما كانوا يطلبون دعمها لمشروع ما قبل مناقشته مع الرئيس.
وكانت إرادتها الحديدية التي تتناقض مع سلوكها الخجول ظاهريًا ولهجتها الجنوبية الناعمة قد ألهمت مراسلي واشنطن بأن يطلقوا عليها اسم (الماغنوليا الفولاذية).
وقال كارتر في سنواته الأخيرة إن روزالين كانت دائمًا الأكثر سياسية بين الاثنين.
وبعد الهزيمة الساحقة لجيمي كارتر في عام 1980 كانت هي التي فكرت في العودة غير المعقولة وبعد سنوات اعترفت بأنها تفتقد حياتها في واشنطن.
وقد وثق بها جيمي كارتر كثيرًا لدرجة أنه في عام 1977 بعد أشهر قليلة من ولايته أرسلها في مهمة إلى أميركا اللاتينية لإخبار الحكام أنه كان يعني ما قاله بشأن حرمان منتهكي حقوق الإنسان من المساعدات العسكرية وغيرها من أشكال الدعم.
