في خطوة دبلوماسية نوعية، زار وزير الدولة للشؤون الخارجية السعودي، عادل بن أحمد الجبير، جمهورية الهند ثم جمهورية باكستان خلال يومي 8 و9 مايو الجاري، في إطار مساعي المملكة لخفض حدة التوتر المتصاعد بين البلدين الجارين اللذين اشتهرا بصراعاتهما المتكررة منذ عقود.
وخلال زيارته إلى نيودلهي، عقد الجبير لقاءً مع وزير الخارجية الهندي، سوبراهمانيام جايشانكار، حيث جددت السعودية دعوتها إلى ضبط النفس والحوار كسبيل وحيد لحل الخلافات العالقة، مؤكدة على أهمية احترام سيادة الدول وحدودها وعدم اللجوء إلى القوة العسكرية.
وشدد الجبير على ضرورة أن تبادر جميع الأطراف إلى تبني مبادرات بناء الثقة، تجنّبًا لأي تصعيد أكبر قد يهدد أمن المنطقة واستقرارها.
وفي إسلام آباد، استقبله رئيس الوزراء الباكستاني، شهباز شريف، الذي أعرب عن ارتياحه للمسار الإيجابي في العلاقات الثنائية مع المملكة العربية السعودية، مشيدًا بالدور المحوري الذي تلعبه الرياض في دعم الاستقرار والسلام الإقليميين.
ثم التقى الجبير بنائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الباكستاني، إسحاق دار، حيث تبادلا وجهات النظر حول التطورات الأخيرة في إقليم كشمير والحدود المشتركة، وأكد دار على تقدير بلاده للجهود الدبلوماسية البَنّاءة التي تبذلها السعودية للتهدئة بين الجارتين النوويتين.
ويأتي جهد الوساطة السعودي في ظلّ تصاعد تبادل إطلاق النار والاشتباكات باستخدام الطائرات المسيرة والمدفعية لأكثر من ثلاثة أيام متتالية، في أعنف موجة قتال منذ صراع كارغيل عام 1999، ما استدعى دعوات دولية للتهدئة من كل من الولايات المتحدة والصين ومناصرة الجهود العربية لوقف التصعيد العسكري.
وتجدر الإشارة إلى أن وزارة الخارجية السعودية كانت قد أعربت في بيان لها نهاية أبريل الماضي عن قلقها البالغ حيال استمرار المواجهات وصرّت على ضرورة حلّ الخلافات بالطرق الدبلوماسية، مع احترام مبادئ حسن الجوار والعمل على تحقيق الأمن والاستقرار لصالح شعبي البلدين وشعوب المنطقة كافة.
