فيروس كورونا الوبائي هو فيروس سيئ بكل تأكيد، لكن لكل شيء سيئ إيجابيات مثلما أن له إيجابيات بكل تأكيد، فعندما يتم إغلاق المصانع والمطاعم والمدارس والجامعات وشل حركة المرور لن يكون ذلك بهذه الدرجة من السوء، مما يعني أنه عندما يسترخي الناس في بيوتهم يزداد الترابط الأسري بينهم، وتتعمق معرفتهم ببعضهم كما أن الجلوس في المنزل يعني الإسترخاء والتخلص من ضغوطات العمل والازدحام المروري وصخب المدينة.
قتل الفيروس الكثيرين من الناس وأصاب الآلاف وأصبح وباءاً قاتلاً لكن بسبب توقف المصانع عن العمل وشل حركة السيارات جزئياً ساهم بطريقة عجيبة في تنقية الجو من الغازات والانبعاثات الضارة بالبيئة والبشر.
أثبتت دراسة قامت بها إحدى الجامعات الأمريكية أن ثقب الأوزون الذي تتسبب فيه الانبعاثات الصادرة من المصانع وعوادم السيارات يتحسن كل يوم شيءاً فشيئاً، كما أن هناك بعض الصور الفوتوغرافية التي قام بها أحد المصورين في مدينة نيويورك والتي تثبت أن التلوث ينخفض بشكل ممتاز من الجو.
ساعد أيضاً وجود الطلاب في منازلهم على تعزيز التعليم الإلكتروني والتعليم عن بعد، كما أن هذا جعل الشركات التي تقوم بتوظيف الناس تفكر مرتين عما إذا كان مجيئ الموظف إلى الشركة ضرورياً أم لا، كما جعل الجامعات أيضاً تقر بأن مجيئ الطالب إلى الجامعة ليس بالأمر الضروري جداً، يذكر أن العديد من الجامعات المرموقة في العالم لا تعتبر أن مجيئ الطالب للحرم الجامعي من الضروريات حيث يمكن للطالب أن يؤدي فروضه في المنزل وأن يستمع للمحاضرات أون لاين.
من أهم إيجابيات الوباء أن الحكومة الأمريكية على سبيل المثال إذا كانت ستقوم بالتصريح لإنتاج أحد الأدوية في خلال 10 أشهر فإن هذا سيجعلهم يسمحون للجميع بتقديم اقتراحاتهم للأدوية في وقت أقل، والسماح بإنتاج الدواء بسرعة لان الخطر يداهمهم.
