عزيزي القارئ: ماذا تعرف عن فرجينيا وولف، التي يحتفل بها محرك البحث الاشهر عالميا” جوجل”، وبذكرى ميلادها اليوم الخامس والعشرون من يناير؟
انها تلك الكاتبة والاديبة والروائية الانجليزية الشهيرة صاحبة الضمير الانساني، والتي تركت اثرا على الحائط، ليس فقط كاسم لروايتها الشهيرة، بل أيضاً على حائط محرك البحث الاشهر عالميا، وهي إحدى أكثر الأدباء تأثيرا في القرن العشرين، ودائما ما تضم قوائم” أعظم الروايات في التاريخ” عملا أو اثنين لها، مع ظهور دائم لرواية “إلى الفنار”.
حياة فرجينيا وولف والتعريف بها
“اديلين فرجينيا ستيفن“: هذا هو اسمها الكامل والتي سميت به عند ولادتها في لندن في الخامس والعشرون من يناير لعام 1882م، والدها هو السير ليزلي ستيفن والذي كان مؤرخا وكاتبا وناقدا وكان يهوى أيضاً تسلق الجبال، وكان المحرر المؤسس لمعجم السير الوطنية، وهو عمل تاثرت به لاحقا كاتبتنا التي نتحدث عنها اليوم.
اما والدتها فقد كانت مولودة في الهند البريطانية وتدعى جوليا ستيفن، ورحلت جوليا مع والدتها إلى انجلترا حيث عملت لبعض الوقت كعارضة للرسامين ومنهم مثل إدوارد برني جونز.
تربت فرجينيا وولف في بيت مترابط يتسم بالثقافة، وكان كلا الوالدين قد تزوج وترمل سابقا وكان لكليهما أولاد من الزواج السابق عن زواجهما، حيث كانت للام جوليا ثلاثة اطفال من زوجها السابق “هيربرت دكوورث”، وكان للزوج ابنة وحيدة من زوجته السابقة “هارييت ماريان ثاكري”، ومع ذلك فقد انجبا من زواجهما معا أربعة أطفال هم:”فانيسا”، “ثوبي”، “فيرجينيا”، “وآدريان”.
أعمال فرجينيا وولف
تزوجت فرجينيا في عام 1912م من ليوبارد وولف الكاتب والناقد الاقتصادي، وتعد جوليا من الكتاب التاثيريين، حيث كانت روايتها الاولى ذات طابع تقليدي مثل رواية “الليل والنهار” في عام م1919، ثم اتخذت بعد ذلك المنهج المعروف انذاك ب” تيار الوعي” أو ما يعرف بتيار الشعور، كما في رواية “غرفة يعقوب” عام 1922م، و”السيدة دالواي” 1925م، و”إلى المنارة” 1927م، و”الأمواج” 1931م، أيضاً كان لها روايات أخرى ذات طابع تعبيري، مثل رواية “أورلاندو” 1928م، و”الأعوام” 1937م، و”بين الفصول” 1941م.
عملت فرجينيا أيضاً في مجال النقد، ومن كتبها النقدية “القارئ العادي” 1925م، و”موت الفراشة ومقالات أخرى” 1943م، وكتبت ترجمة لحياة”«روجر فراي” 1940م، وكتبت القصص القصيرة، وظهرت لها مجموعة قصصية بعنوان الإثنين أو الثلاثاء 1921م.
و من وراياتها:
الرحلة من أصل (1915).
الليل والنهار (1919).
غرفة جاكوب (1922).
السيدة دالواي(1925).
إلى المنارة (1927)
أورلاندو (1928).
الأمواج (1931).
السنوات (1937).
بين الأعمال (1941).
اعمال تحولت إلى افلام لاحقا:
الساعات (The Hours (2002
السيدة دالواي (Mrs Dalloway (1997
وفاة فرجينيا وولف وانتحارها
أصيبت فرجينيا بحالة اكتئاب بعد نشر روايتها “بين الأعمال” (و التي نشرت لاحقا بعد وفاتها)،ثم ازدادت حالتها سوءا بعد اندلاع الحرب العالمية الثانية،و تدمير منزلها في لندن، وكذلك بسبب التلقي غير الجيد للسيرة الذاتية التي كتبتها لصديقها الراحل “روجر فراي”، حتى اصبحت عاجزة عن الكتابة.
في الثامن والعشرون من مارس لعام 1941م ارتدت فرجينيا معطفها وملأته بالحجارة وأغرقت نفهسها في نهر اوس، ذلك النهر القريب من منزلها انذاك،ثم وجدت جثتها في الثامن عشر من ابريل عام 1941م، وقام زوجها بدفن رفاتها تحت علم في حديقة مونكس هاوس في رودميل ساسيكس.
رسالتة فرجينيا وولف الاخيرة
كانت رسالتها الاخيرة عبارة عن رسالة انتحارحيث كتبت ما يلي لزوجها: (عزيزي، أنا على يقين بأنني سأجن، ولا أظن بأننا قادرين على الخوض في تلك الأوقات الرهيبة مرة أخرى، كما ولا أظن بأنني سأتعافي هذه المرة، لقد بدأت أسمع أصواتاَ وفقدت قدرتي على التركيز. لذا، سأفعل ما أراه مناسبا. لقد أشعرتني بسعادة عظيمة ولا أظن أن أي احداَ قد شعر بسعادة غامرة كما شعرنا نحن الإثنين سوية إلى أن حل بي هذا المرض الفظيع. لست قادرة على المقاومة بعد الآن وأعلم أنني أفسد حياتك وبدوني ستحظى بحياة أفضل. أنا متأكدة من ذلك، أترى؟ لا أستطيع حتى أن أكتب هذه الرسالة بشكل جيد، لا أستطيع أن أقرأ. جل ما أريد قوله هو أنني أدين لك بسعادتي. لقد كنت جيدا لي وصبوراَ علي. والجميع يعلم ذلك. لو كان بإمكان أحد ما أن ينقذني فسيكون ذلك أنت. فقدت كل شيءعدا يقيني بأنك شخص جيد. لا أستطيع المضي في تخريب حياتك ولا أظن أن أحد شعر بالسعادة كما شعرنا بها.).
كانت تلك هي حياة فرجينيا وولف التي يحتفل بها جوجل اليوم تخليدا لذكراها، وتقديرا لاعمالها الجميلة التي اثرت بها الحياة الادبية والادب العالمي.
ف.. وداعا فرجينيا.