مصر والموقف الفلسطيني: تحديات الإعمار والانقسام وخيارات الحل

يشهد المشهد السياسي تحولات متسارعة مع تأجيل القمة العربية الطارئة، ما يثير تساؤلات حول الموقف العربي من غزة والقضية الفلسطينية، في المقابل، تستعد الرياض لاستضافة قمة تجمع ترامب وبوتين، حيث تتركز الأنظار على المصالح الدولية في الخليج، وسط هذه التحديات، يظل الدور المصري محوريًا في دعم الإعمار الفلسطيني ومعالجة الانقسام الداخلي.

الموقف العربى

أعلنت جامعة الدول العربية تأجيل القمة العربية الطارئة التي دعت إليها مصر لبحث تطورات القضية الفلسطينية والأوضاع في غزة، وذلك بسبب عدم توافق جداول القادة العرب على الموعد المقترح في 27 فبراير الجاري لتكون 4 مارس المقبل.. غير أن بعض المصادر تشير إلى أن التأجيل جاء نتيجة عدم التوصل إلى توافق نهائي بشأن القرارات المقترحة من الدولة الداعية، وهو أمر طبيعي في ظل المصالح المتباينة للدول العربية.

مصر ومساعي الحل في غزة

تسعى مصر إلى إنشاء صندوق عربي–دولي لإعادة إعمار غزة، مع إبعاد حركة حماس عن إدارة القطاع، وهو ما يثير شكوكًا لدى بعض الدول العربية بشأن إمكانية تنفيذ هذا الطرح عمليًا، فهناك مخاوف من أن تعود حماس إلى إشعال التوتر بعد ضخ مليارات الدولارات في إعادة الإعمار، كما حدث في مرات سابقة.

وتواجه مصر معضلة كبرى في إيجاد توافق عربي على رؤية واضحة لإنهاء الحرب، حيث إن استمرار الصراع دون حل جذري قد يؤدي إلى ضياع القضية الفلسطينية بأكملها، إضافة إلى ذلك، فإن حالة الانقسام الفلسطيني وعدم وجود موقف موحد بين الفصائل تضعف أي جهود دبلوماسية لحل الأزمة.

القمة المتوقعة بين ترامب وبوتين في الرياض

في سياق متصل، تتجه الأنظار نحو احتمالية عقد قمة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في العاصمة السعودية الرياض.

ويعود اختيار السعودية كموقع للقمة إلى أنها ليست عضوًا في المحكمة الجنائية الدولية، ما يتيح لبوتين الحضور دون التعرض لمخاطر قانونية.

من المتوقع أن تناقش القمة ملفات كبرى، منها الأزمة الأوكرانية ومستقبل العلاقات الدولية في ظل الصراع بين الشرق والغرب، كما أن هناك احتمالات بطرح صفقات لإعادة إعمار أوكرانيا بتمويل خليجي، وهو ما يفتح الباب أمام مساومات سياسية واقتصادية ضخمة.

موقف مصر وأسباب الاطمئنان

على الرغم من تعقيدات المشهد، تبدو مصر واثقة من تحركاتها، حيث تعمل على تحقيق توازن دقيق بين دعم القضية الفلسطينية والحفاظ على مصالحهاالاستراتيجية.

تؤكد القاهرة أنها لن تتخلى عن الفلسطينيين، لكنها في الوقت نفسه تضع أمنها القومي ومصالح شعبها في المقام الأول.

كما أن الشائعات المتكررة حول دخول مصر في حرب مباشرة مع إسرائيل أو غيرها من القوى الإقليمية تفتقد للواقعية، حيث إن جميع المؤشرات تؤكد أن مصر تعتمد على الدبلوماسية والقوة الناعمة لتثبيت الاستقرار في المنطقة.

ختامًا

تظل مصر لاعبًا رئيسيًا في القضايا الإقليمية، وتسعى إلى تجنب أي صراعات غير ضرورية مع التركيز على الحلول الدبلوماسية والاقتصادية.

وبينما تتعقد الملفات السياسية في الشرق الأوسط، يبقى الرهان الأكبر على قدرة القاهرة على إيجاد توازن يحمي مصالحها الوطنية ويدعم استقرار المنطقة.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد


جميع المحتويات المنشورة على موقع نجوم مصرية تمثل آراء المؤلفين فقط ولا تعكس بأي شكل من الأشكال آراء شركة نجوم مصرية® لإدارة المحتوى الإلكتروني، يجوز إعادة إنتاج هذه المواد أو نشرها أو توزيعها أو ترجمتها شرط الإشارة المرجعية، بموجب رخصة المشاع الإبداعي 4.0 الدولية. حقوق النشر © 2009-2025 لشركة نجوم مصرية®،جميع الحقوق محفوظة.