أثارت تصريحات الرئيس المنتخب الجديد للولايات المتحدة الأميركية، دونالد ترامب، حول جزيرة غرينلاند (أكبر جزيرة في العالم) استياء لدى القادة الأوروبيين، وذلك فيما يتعلق بتصريحه مجددا والذي يعود لعام 2019 بالرغبة في شراء غرينلاند التي تخضع لسيادة الدنمارك وتتمتع بحكم ذاتي في نفس الوقت، وهدد ترامب الدنمارك بفرض تعريفات تجارية عالية على الدنمارك حال رفضت الصفقة بحسب تقرير نشرته وكالة بلومبرغ.
ما أهمية جزيرة غرينلاند؟
إن جزيرة غرينلاند بحسب بلومبرغ لا تعتبر مجرد جزيرة شاسعة المساحة وإنما تكمن أهميتها في كونها بوابة إستراتيجية تقع بين المحيط الأطلنطي من ناحية الشمال وأمريكا الشمالية، وهي بذلك مركزا عالميا بسبب ما تحتويه من المعادن والوقود الأحفوري، بالإضافة إلى وجود قاعدة أميركية بها “قاعدة ثول” وهي قاعدة جوية كبيرة تتحمل مسؤوليات كبيرة في أقصى الشمال لمراقبة التهديدات الصاروخية.
وكان ترامب أثناء حديثه عن الجزيرة قد ذكر أنها بمثابة ضرورة أمنية لأميركا، وكان في السابق قد صرح بأنها “مشروع لصفقة عقارية عظيمة” من شأنها أن تخفف حملا ماليا كبيرا على الدنمارك.
ما هي العوائد الاقتصادية للصفقة التي تحدث عنها ترامب؟
يبلغ الناتج المحلي الإجمالي للجزيرة الدنماركية غرينلاند 3.2 مليار دولار سنويا بناء على احصاء للبنك الدولي يعود لعام 2021، بالإضافة إلى أن الدنمارك ترسل إليها دعما سنويا بقيمة 600 مليون دولار، وعلى الرغم من كل ذلك، فإن الجزيرة تواجه تحديات اقتصادية صعبة وتعتمد بشكل كبير على الصناعات الأولية والصيد البحري.
الولايات المتحدة الأميركية وشراء الأراضي
إذا رجعنا إلى الوراء قليلا بنحو 108 عام، فإننا سنجد أن الدنمارك قد باعت ما يعرف اليوم بجزر فيرجن إلى الولايات المتحدة عام 1917 بقيمة 25 مليون دولار في صورة عملات ذهبية، وإذا عدنا إلى الوراء أكثر سنجد أن ولاية لويزيانا قد تم شراؤها من فرنسا عام 1803 مقابل 15 مليون دولار، وهذا يوضح كيف تكونت الولايات المتحدة الأميركية.
هل الأمر سهل إلى هذه الدرجة؟
إنه بالإضافة إلى أن السوق في الأراضي السيادية ليس سهلا بناء على نظرة علمية، فإن الأستاذ بلوشر بجامعة ديوك قد أظهر شكوكه في أن ينجح ترامب بمثل هذه الصفقة في العصر الحديث، كما أن هناك عوائق سياسية وقانونية ودبلوماسية تجعل من الصعب تنفيذ هذه الصفقة بناء على ما يراه ترامب.
رئيسة المكسيك تسخر من تصريحات ترامب حول خليج المكسيك
عارضت رئيسة المكسيك، كلوديا شينباوم، تصريحات الرئيس المنتخب الجديد للولايات المتحدة الأميركية حول تسمية خليج المكسيك، وقامت بالرد على ذلك عبر عرضها لخريطة الولايات المتحدة عام 1607، والتي أظهرت الأراضي التي تشمل الآن الولايات المتحدة الأميركية وجزء من كندا والمكسيك، وقالت ساخرة “لماذا لا نسميها أمريكا المكسيكية.. يبدو الاسم رائعا أليس كذلك؟”.
ورفضت رئيسة المكسيك تصريحات ترامب الذي قال فيها بأن المكسيك تدار من قبل عصابات المخدرات، ورأت أنه أخطأ باعتقاده أن المكسيك لا تزال تحت حكم الرئيس فيليبي كالديرون (2006-2012) والمسؤول الأمني السابق الذي اتهم بتلقي رشاوى من عصابات المخدرات، وأكدت “لا.. في المكسيك الشعب هو من يحكم”.
جاء ذلك ردا على تصريحات ترامب، الثلاثاء، عن اعتزامه تغيير اسم خليج المكسيك إلى اسم “خليج أميركا”.
