في نوفمبر 2023، سيجتمع قادة العالم والمفاوضون والناشطون في دبي، للمشاركة في “كوب 28”، وهو اجتماع دولي يهدف إلى تعزيز التعاون العالمي لمواجهة تحديات تغير المناخ، ويتوقع أن يكون هذا الاجتماع أكبر محادثات مناخ على الإطلاق، حيث يشارك فيه أكثر من 150 دولة ومنظمة.
ما هو “كوب 28”؟
“كوب 28” هو اختصار لمؤتمر الأطراف الثامن والعشرين لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، وهو اجتماع دولي يعقد سنويا منذ عام 1995، ويهدف إلى تنفيذ الاتفاقية واتخاذ قرارات مهمة بشأن مستقبل العمل المناخي، وتعد الاتفاقية هي الاتفاق الدولي الأساسي للتعامل مع تغير المناخ، وتهدف إلى تحقيق استقرار تركيزات غازات الدفيئة في الغلاف الجوي عند مستوى يمنع حدوث تداعيات خطيرة وغير متوقعة على النظام المناخي.
ما هي أهمية “كوب 28”؟
“كوب 28” يعتبر من أهم الاجتماعات المناخية في التاريخ، حيث يأتي بعد نشر التقرير السادس للمجموعة الحكومية الدولية لخبراء تغير المناخ (IPCC) في أغسطس 2023، والذي حذر من أن العالم يواجه خطر كبير من تجاوز حد الارتفاع المستهدف لدرجة حرارة الأرض بأكثر من 1.5 درجة مئوية مقارنة بمستويات ما قبل الثورة الصناعية، وهو الهدف الذي حدده اتفاق باريس للمناخ عام 2015، وأكد التقرير أن العالم يحتاج إلى خفض انبعاثاته بنسبة 45% بحلول عام 2030، والوصول إلى الصفر الصافي بحلول عام 2050، للحد من الآثار السلبية لتغير المناخ، مثل الجفاف والفيضانات وارتفاع مستوى البحر وانقراض الأنواع وانتشار الأمراض.
وعلى ضوء هذه التحذيرات، يتوقع أن يكون “كوب 28” فرصة حاسمة للدول لتقديم تعهدات أكثر طموحا وواقعية لخفض انبعاثاتها، وزيادة تمويل العمل المناخي، وتعزيز التكيف مع آثار تغير المناخ، وتعزيز التعاون الدولي والإقليمي والمحلي لمواجهة هذا التحدي العالمي.
ما هي أبرز القضايا التي ستناقش في “كوب 28”؟
من بين العديد من القضايا التي ستناقش في “كوب 28”، تبرز مسألة الوقود الأحفوري، وهو المصدر الرئيسي لانبعاثات غازات الدفيئة التي تسبب الاحترار العالمي، ويشمل الوقود الأحفوري النفط والغاز والفحم، والتي تستخدم في مجالات مثل النقل والصناعة والكهرباء والتدفئة. ووفقا للتقرير السادس للمجموعة الحكومية الدولية لخبراء تغير المناخ، فإن الوقود الأحفوري يساهم بنحو 86% من انبعاثات غازات الدفيئة العالمية.
ومن المتوقع أن تلعب العلاقة بين الولايات المتحدة والصين دورًا محوريًا في ملف الوقود الأحفوري، حيث تعد الدولتان أكبر ملوثين في العالم، وتمثلان معًا نحو 40% من انبعاثات غازات الدفيئة، وقد شهدت العلاقة بينهما توتر متزايد في السنوات الأخيرة بسبب الخلافات حول قضايا مثل التجارة وحقوق الإنسان والأمن القومي.
وتتجه الأنظار إلى ما إذا كان الرئيس الأمريكي جو بايدن والرئيس الصيني شي جين بينغ سيتمكنان من التوصل إلى اتفاق مشترك حول خفض انبعاثات الوقود الأحفوري، وما هي الآليات والمؤشرات التي سيتبعانها لضمان التزامهما بالأهداف المناخية. ويعتبر الخبراء أن التعاون بين الولايات المتحدة والصين حول ملف الوقود الأحفوري سيكون حاسمًا لنجاح “كوب 28” وتحقيق الطموحات المناخية العالمية، وسيكون له تأثير كبير على أسواق الطاقة والاقتصاد العالمي.
عمك فلسطين