في الوقت الذي يواصل فيه الإسرائيليين في الداخل والخارج من جمع ملايين الدولارات كتبرعات نقدية، من أجل مساندة حملات الجيش التي يقودها في قطاع غزة، تم تداول مقطع فيديو مؤخرًا على منصات التواصل الاجتماعي الإسرائيلية، أثار حالة كبيرة من الجدل، وتسبب في غضب كبير في الشارع الإسرائيلي، لما فعله الجنود بما يأتيهم من تبرعات، الأمر الذي دفع الجميع إلى انتقاد ما حدث بشدة، فما القصة؟
إحراق الجنود للتبرعات يثير غضبًا كبيرًا
بدأت القصة بتداول مقطع فيديو انتشر بشكل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي الإسرائيلية، تُظهر قيام جنود إسرائيليين يشاركون في الحرب على قطاع غزة، وهو يقومون بإهمال أطنان من التبرعات التي أرسلت إليهم وتركها في العراء، ولم يكتفي الجنود بذلك، بل وصل الأمر بهم إلى حد إحراق كميات منها من أجل استخدامها في التدفئة للوقاية من البرد في ليالي الشتاء، غير مبالين بأنها جُمعت من خلال تبرعات المواطنين.
الأمر الذي أثار حالة كبيرة من الغضب بين المواطنين الذي بذلوا جهودًا كبيرًا من أجل جمع التبرعات المالية من أجل إرسالها إلى الجنود على جبهة القتال، معبرين عن صدمتهم من إلقاء هذه التبرعات بطريقة عشوائية وحرقها دون إبداء أي استغراب من قبل قادة الجنود، وسط صدمة كبيرة للمواطنين، بل وصل الأمر بأن طالب البعض بعدم جمع تبرعات مرة أخرى.
ويظهر الجندي الإسرائيلي في الفيديو المتداول عبر منصات التواصل الاجتماعي، الجندي الذي لم يُحدد موقعه في قطاع غزة، إلا أنه تحيط به العديد من الآليات العسكرية، وبجواره التبرعات التي تم إرسالها، ملقاة بشكل عشوائي على الأرض، ويقوم الجندي بإحراقها دون مبالاة، ثم يظهر صناديق تحتوي على معلبات جرى إحراقها، ليظهر الجندي مرة ثالثة وهو يظهر ملابس قذفها الجنود على الأرض، ولم يعيروا تلك التبرعات اهتمامًا.
ومن ناحية أخرى، يواجه الجيش الإسرائيلي شن حربه الشاملة البرية والجوية والبحرية على قطاع غزة، مستهدفًا جميع مقومات الحياة في القطاع، وسط مواجهات قوية ومستميتة من قبل المقاومة الفلسطينية التي أظهرت تصديات بطولات وشرسة في وجه ما يملكه الجيش من كافة الإمكانيات، وسط مطالبات عالمية بضرورة وسعرة وقف إطلاق النار، من أجل وقف قتل الأطفال والنساء وحقن الدماء، إلا أن الفيتو الأمريكي أفشل القرار مؤخرًا في مجلس الأمن.
يأتي هذا بالتزامن مع موافقة الإدارة الأمريكية مبدئيًا على إرسال معونات عسكرية جديدة إلى تل أبيب، خاصةً بقذائف الميركافا، وطالب جو بايدن الرئيس الأمريكي الكونجرس بسرعة الموافقة على إرسال تلك المعونات التي قُدرت بعشرات الملايين من الدولارات، وسط معارضة كبيرة من بعض أعضاء الكونجرس والساسة الأمريكيين وجهات حقوق الإنسان، التي طالبت بالتدخل لوقف ما يحدث في غزة سريعًا.
