نشر الكاتب الإسرائيلي أورييل داسكال مقالًا في موقع “واللاه” العبري، يتناول فيه التحركات المثيرة للجدل داخل الإدارة الأمريكية بقيادة الرئيس دونالد ترامب والملياردير إيلون ماسك، وتأثيرها على مستقبل الولايات المتحدة والعالم.
تشتيت الإعلام: استراتيجية ترامب المعتادة
يرى داسكال أن ترامب يعتمد على تكتيك إعلامي يُعرف بـ”الإغراق بالأخبار المثيرة”، وهي استراتيجية كان قد تبناها مستشاره السابق ستيف بانون، الذي وصف وسائل الإعلام بأنها غير قادرة على التركيز على أكثر من قضية واحدة في آنٍ واحد، ولهذا السبب، يطرح ترامب مقترحات غير واقعية مثل شراء جزيرة غرينلاند أو نقل الفلسطينيين من غزة إلى أماكن أخرى، لإشغال الرأي العام عن التغييرات الجوهرية التي تحدث داخل الحكومة الأمريكية.
ماسك يسيطر على الأنظمة الفيدرالية
بحسب المقال، فإن التطورات الأخيرة داخل واشنطن لم تتوقف عند إثارة الجدل الإعلامي فقط، بل امتدت إلى خطوات فعلية تهدد استقرار النظام الفيدرالي الأمريكي. فقد شهدت الأسابيع الأخيرة سيطرة فريق إيلون ماسك على أنظمة البيانات المالية الأمريكية، وإلغاء بروتوكولات أمنية حساسة، وطرد مسؤولين كبار، وإغلاق وكالة حكومية بالكامل.
ويشير داسكال إلى أن هذه الوكالة لا تتجاوز ميزانيتها 0.25% من ثروة ماسك الشخصية، لكن إغلاقها يمثل خطوة رمزية ضمن خطة أوسع لتقويض المؤسسات الفيدرالية.
مذكرات توقيف.. لكن الخطة مستمرة
وفي محاولة للتصدي لهذه التغييرات، لجأت ست وكالات حكومية إلى القضاء، ما أسفر عن صدور مذكرات توقيف بحق ترامب وماسك، لكن ذلك لم يمنعهما من الاستمرار في تفكيك الحكومة. فوفقًا للمقال، يسعى ماسك لإعادة تشكيل المشهد السياسي وفقًا لأيديولوجيته التحررية، التي تضع الشركات الكبرى في موقع السيطرة على الدول، بينما يتم تقليص دور الحكومات إلى الحد الأدنى.
هجوم على الأجهزة الاستخباراتية
أحد أخطر التحولات التي يرصدها داسكال هو الهجوم الممنهج على وكالات الاستخبارات الأمريكية. فقد أرسلت إدارة ترامب رسائل لموظفي مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) ووكالة المخابرات المركزية (CIA) تعرض عليهم تعويضات مالية مقابل الاستقالة، في خطوة تهدف إلى إضعاف الأجهزة الأمنية.
كما يطالب ترامب بالكشف عن هويات العملاء الذين حققوا في أحداث اقتحام الكونغرس في 6 يناير 2021، ما يعرضهم لخطر مباشر، وسط محاولات قانونية لوقف ذلك.
من يحكم واشنطن حقًا؟
يشير الكاتب إلى أن البيت الأبيض نفسه يشهد حالة من الفوضى، حيث لم يعد المسؤولون يعرفون على وجه اليقين ما الذي يخطط له ماسك بعد ذلك. ونقلت صحيفة “نيويورك تايمز” عن مصادر داخلية أن ماسك يتمتع بحرية غير مسبوقة في اتخاذ القرارات، لدرجة أنه أصبح “الرئيس الفعلي”، بينما يكتفي ترامب بتوفير الغطاء السياسي له.
العالم على أعتاب حقبة جديدة
يختم داسكال مقاله بتحذير من أن ما يجري في واشنطن ليس مجرد صراع سياسي تقليدي، بل هو إعادة تشكيل جذرية للحكومة الأمريكية، قد تؤثر على الأمن العالمي، بما في ذلك إسرائيل. وإذا استمر ترامب وماسك في تنفيذ رؤيتهما الراديكالية، فإن العالم قد يكون مقبلًا على عصر جديد من الفوضى، حيث تتحكم الشركات الكبرى في الدول، وتُفكك الحكومات لصالح النخب الثرية.