من عجائب العلم الحديث هو دخوله في أعقد المشاعر الإنسانية وتشريحها كأنها عضو من أعضاء الجسم وقياسها بماسحات وأجهزة !
والدراسات في الحب ليست جديدة، ولكن الجديد هو إمكانية الكشف عن الحب الحقيقي وفقاً لعالم الأعصاب الأمريكي “فريد نور” باستخدام جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي من نوع الماسح الضوئي من خلال الكشف عن المواد الكيميائية المسؤولة عن الحب تسمى الببتيدات أو هرمونات الحب والتي تنتج بكميات كبيرة عندما يكون الشخص واقعاً في الحب وإن لم تكن الببتيدات بكميات كبيرة فهذا يدل أن حب هذا الشخص مزيف.
وبحسب الدكتور نور فإن الجهاز سيكون بدقة 97-99% ولا تزال التجارب تُجرى على الحيوانات المخبرية ولاتزال التقنية في تحسن وستكون متاحة خلال عقد من الزمن.
وبالعودة إلى دراسة قديمة أجراها موقع eHarmony عن مراحل الحب وتأثيرها على النفس والصحة وهذه المراحل هي:
1- مرحلة الفراشات (مرحلة الوقوع في الحب): سميت بهذا الاسم نظراً للشعور الذي يرافق المحبين فيها من الانجذاب للطرف الآخر وشعور الرفرفة الذي يحدث في المعدة! وتكون أذهان الشريكين مفتونة فضلاً عن السعادة الفائقة .في هذه المرحلة تنتج المزيد من الهرمونات الجنسية في كل من الرجال والنساء وتزداد الرغبة الجنسية عند 56% من الأشخاص وقد وُجد أن 30% منهم يفقدون أوزانهم في هذه المرحلة و39% تنقص لديهم الإنتاجية.
2- مرحلة قلق السعادة: يطلق الجسم في هذه المرحلة مواد كيميائية تدعى مونوامينس التي تزيد ضربات القلب في شكل يشبه تأثير بعض أنواع الأدوية لحفز القلب على العمل. يرافق هذه المرحلة شعور القلق السعيد، سُكر في الحب، عدم القدرة على التركيز، عدم القدرة على التفكير خارج العلاقة، وقد وُجد أن 29% من الأشخاص يعانون من الأرق.
3- مرحلة الاستيعاب: يبدأ القلق يرافق الشريكين حول مستقبل علاقتهما وهو ما ينتاب 27% من الأشخاص ويفكر كل طرف بمكانته لدى الطرف الآخر.
4- مرحلة الصدق: في هذه المرحلة تُكشف الأقنعة ويظهر كل من الطرفين بطبيعته أمام الآخر وتظهر العيوب كاملة عند حوالي 15%من الأشخاص ويزداد التوتر والقلق ويبدأ كل طرف بالتساؤل: ” هل كان اختياري صائباً”.
5- مرحلة الاستقرار: غالباً 50% من المحبين يمكنهم أن يصلوا إلى المرحلة الأخيرة وهي الاستقرار والعيش المشترك و23% من الأشخاص يشعرون بالرضا والسعادة عن اختيارهم، وبعد زمن تزداد الأُلفة والثقة في هذه المرحلة وتُفرز هرمونات فاسوبروسين(الذي يفرز عند النشوة الجنسية) وهرمون الأكسيتوسين( الذي يفرز عند الولادة)، تعزز هذه الهرمونات من ترابط المحبين ومن اعتمادهم على بعضهم البعض بشكل أكثر ديمومة وأقل حرارة.
ومن خلال ما تم ذكره فإن الحب سيتحول إلى شكل آخر أكثر استقراراً وهدوءً وستنطفأ شعلة لهيبه إذا ما كُتب له النجاح إذ أن غالبية العشاق يعلقون في المرحلة الثالثة ويُكتب لهم الانفصال.
وعليه سيكون تحليل العشق الحقيقي مرجحاً للاستخدام من قِبل الأغنياء والمشاهير وممن يريدون حماية ثروتهم قبل الارتباط.أو أن هذه التقنية ستتحول إلى سلعة رائجة للتسويق وسوف تستغل حاجة الناس إلى معرفة الحبيب الصادق.
المصدر: ديلي ميل daily mail