في تحول مفاجئ في المشهد السياسي العالمي، يبدو أن شبح المواجهة النووية بين الولايات المتحدة وروسيا قد تلاشى، ليحل محله تحالف غير متوقع بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين. في المقابل، يجد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي نفسه معزولًا، بعد أن تحول من كونه الحليف الأبرز للغرب إلى عدو مشترك لكل من موسكو وواشنطن.

زيلينسكي خارج حسابات السلام
مع بدء العد التنازلي لنهاية دوره على الساحة السياسية، لم يُدعَ زيلينسكي للمشاركة في أي مناقشات حول وقف الحرب في أوكرانيا، بينما تجري موسكو وواشنطن محادثات مباشرة. وبينما تجتمع القوى الكبرى، توجه زيلينسكي إلى تركيا، في خطوة قد تمهد للجوء سياسي محتمل في المستقبل، وسط تراجع الدعم الدولي له.
ترامب: زيلينسكي “ديكتاتور بلا انتخابات”
في هجوم لاذع، وصف دونالد ترامب الرئيس الأوكراني بأنه “أسوأ رئيس” و”ديكتاتور بلا انتخابات”، مشيرًا إلى انتهاء ولايته في مايو 2024 دون إجراء انتخابات جديدة، بذريعة الحرب والأحكام العرفية.
وأضاف ترامب أن زيلينسكي “قام بعمل فظيع”، متسائلًا عن مصير 358 مليار دولار من أموال الدعم الأمريكي، التي لا يعرف حتى زيلينسكي نفسه أين ذهبت نصفها.
ألمانيا وفرنسا في موقف حرج
ردًا على تصريحات ترامب، رفض المستشار الألماني أولاف شولتز التشكيك في شرعية زيلينسكي، معتبرًا ذلك “خطيرًا وخاطئًا”. في المقابل، لم يصدر عن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أي تعليق حاسم، في مؤشر على تراجع التأثير الفرنسي في الملف الأوكراني.
زيلينسكي يهاجم: ترامب يعيش في “التضليل الروسي”
من جانبه، رد زيلينسكي بحدة، متهمًا ترامب بالعيش في “فضاء التضليل الروسي”، واصفًا الموقف الأمريكي الجديد بأنه يصب في مصلحة فلاديمير بوتين ويخرجه من “عزلته الدولية”.
بوتين يرحب بعودة الحوار مع أمريكا
في ظل هذه التطورات، لم يخفِ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سعادته بعودة قنوات التواصل مع الولايات المتحدة، معتبرًا أن تعزيز الثقة بين البلدين هو السبيل الوحيد لحل الأزمات الدولية، بما في ذلك النزاع الأوكراني، وأبدى بوتين استعداده للقاء ترامب، مما قد يعيد رسم خريطة العلاقات الدولية بشكل غير متوقع.
ختامًا
بينما يتغير ميزان القوى على الساحة العالمية، يبقى السؤال مفتوحًا: هل نحن أمام تحول جذري في المواقف الدولية، أم أن هذه التطورات مجرد فصل جديد في لعبة التوازنات السياسية؟ الأيام القادمة وحدها كفيلة بالإجابة.